بيان اضطراب سياق حديث: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق...):
مرسل: الأحد نوفمبر 10, 2024 2:12 pm
بيان اضطراب سياق حديث: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق...):
جاء عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي. اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق والعدل في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغِنَـى، وأسألك نعيـماً لا يبيد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين))
أقول:
مضطرب لا يصح بهذا السياق. رواه ابن حبان (5/304)، والنسائي في الصغرى (1305) والكبرى (1/387) وابن أبي عاصم (425) والحاكم (1/524) وغيرهم من طرق، ولا يثبت فيه لفظ (ولذة النظر إلى وجهك) لعدة أسباب، منها: أن بعض من رواه ذكر فيه هذه اللفظة وبعضهم لم يذكرها، فقد رواه ابن أبي شيبة (6/45/29348) بإسناد صحيح -وليس فيه هذه اللفظة- عَن مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَمَّارٍ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِك عَلَى الْخَلْقِ أَنْ تُحْيِيَنِي مَا عَلِمْت الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي مَا عَلِمْت الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي, اللَّهُمَّ أَسْأَلُك خَشْيَتَك فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ, وَأَسْأَلُك الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ, وَأَسْأَلُك الْعَدْلَ فِي الرِّضَاءِ وَالْغَضَبِ, اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيَّ لِقَاءَك وَشَوْقًا إلَيْك فِي غَيْرِ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، وَلاَ ضَرَّاء مَضَرَّةٍ). ومن أسباب عدم ثبوته: أن أحد رواته وهو عفان يرويه تارة عن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب وتارة عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب وكله عند البيهقي في "الأسماء والصفات" (226و243)، وعطاء بن السائب اختلط وروايات حماد بن سلمة عنه زمن الاختلاط فهي ليست من صحيح حديثه، والسند الآخر عند النسائي (1305) يرويه أبو هاشم يحيى بن دينار الرُّمَّاني عن أبي مِجْلَز لاحِقُ بن حُمَيْد السدوسي وقد اضطرب فيه ودلَّس هنا أبو مِجْلَز فأسقط شيخه في السند وهو قيس بن عباد مع أنه ثقة! فقد رواه أحمد (4/264) عن أبي مِجْلَز عن سيدنا عمَّار ولم يذكر في مسنده قيس بن عباد! وقال البزار في مسنده (4/229): ((ولا نعلم روى قيس بن عباد عن عمار إلا هذا الحديث)). وأبو مِجْلَز مضطرب الحديث عند يحيى بن معين، وفي ((طبقات المدلسين)) ص (27) قال: ((أشار ابن أبي خيثمة عن ابن معين إلى أنه كان يدلِّس وجزم بذلك الدَّارَقُطني)). أضف إلى ذلك أنَّ في السند شريك بن عبد الله النخعي وهو ضعيف عندهم!! والحديث في البخاري (6351) ومسلم (2680) عن سيدنا أنس مرفوعاً: ((لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي)). مختصراً دون هذه الزيادة الطويلة في الدعاء. ولذلك قلنا بعدم ثبوت جملة: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك).
جاء عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي. اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق والعدل في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغِنَـى، وأسألك نعيـماً لا يبيد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين))
أقول:
مضطرب لا يصح بهذا السياق. رواه ابن حبان (5/304)، والنسائي في الصغرى (1305) والكبرى (1/387) وابن أبي عاصم (425) والحاكم (1/524) وغيرهم من طرق، ولا يثبت فيه لفظ (ولذة النظر إلى وجهك) لعدة أسباب، منها: أن بعض من رواه ذكر فيه هذه اللفظة وبعضهم لم يذكرها، فقد رواه ابن أبي شيبة (6/45/29348) بإسناد صحيح -وليس فيه هذه اللفظة- عَن مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَمَّارٍ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِك عَلَى الْخَلْقِ أَنْ تُحْيِيَنِي مَا عَلِمْت الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي مَا عَلِمْت الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي, اللَّهُمَّ أَسْأَلُك خَشْيَتَك فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ, وَأَسْأَلُك الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ, وَأَسْأَلُك الْعَدْلَ فِي الرِّضَاءِ وَالْغَضَبِ, اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيَّ لِقَاءَك وَشَوْقًا إلَيْك فِي غَيْرِ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، وَلاَ ضَرَّاء مَضَرَّةٍ). ومن أسباب عدم ثبوته: أن أحد رواته وهو عفان يرويه تارة عن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب وتارة عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب وكله عند البيهقي في "الأسماء والصفات" (226و243)، وعطاء بن السائب اختلط وروايات حماد بن سلمة عنه زمن الاختلاط فهي ليست من صحيح حديثه، والسند الآخر عند النسائي (1305) يرويه أبو هاشم يحيى بن دينار الرُّمَّاني عن أبي مِجْلَز لاحِقُ بن حُمَيْد السدوسي وقد اضطرب فيه ودلَّس هنا أبو مِجْلَز فأسقط شيخه في السند وهو قيس بن عباد مع أنه ثقة! فقد رواه أحمد (4/264) عن أبي مِجْلَز عن سيدنا عمَّار ولم يذكر في مسنده قيس بن عباد! وقال البزار في مسنده (4/229): ((ولا نعلم روى قيس بن عباد عن عمار إلا هذا الحديث)). وأبو مِجْلَز مضطرب الحديث عند يحيى بن معين، وفي ((طبقات المدلسين)) ص (27) قال: ((أشار ابن أبي خيثمة عن ابن معين إلى أنه كان يدلِّس وجزم بذلك الدَّارَقُطني)). أضف إلى ذلك أنَّ في السند شريك بن عبد الله النخعي وهو ضعيف عندهم!! والحديث في البخاري (6351) ومسلم (2680) عن سيدنا أنس مرفوعاً: ((لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي)). مختصراً دون هذه الزيادة الطويلة في الدعاء. ولذلك قلنا بعدم ثبوت جملة: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك).