بيان وقف أثر الصدقة على أبي هريرة الذي يستدل به المجسمة:
مرسل: الأحد نوفمبر 10, 2024 2:52 pm
بيان وقف أثر الصدقة على أبي هريرة الذي يستدل به المجسمة:
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنَّ أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب ولا يقبل الله الا طيباً فيجعلها الله في يده اليمنى يربيها كما يربّى أحدكم فَلُوَّهُ وفَصِيْلَهُ حتى تصير مثل أُحُد))
أقول:
الظاهر أن الصواب في هذا الحديث أنه موقوف على أبي هريرة كما رواه ابن خزيمة في التوحيد (70) ونص على وقفه كما يأتي في التعليق رقم (203). ويأتي في التعليق التالي أنه مروي أيضاً عن ابن مسعود موقوفاً. وإذا كان الصواب وقفه على أبي هريرة فهو من جملة الإسرائيليات التي رواها عن كعب الأحبار. وقد وجدته عن وهب بن منبه عن كعب عن فضالة، قال أبو نعيم في "الحلية" (4/81): [حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن حيان، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا ابن علاثة، عن ثور، عن وهب بن منبه، عن كعب، عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدقة لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، وإن الله ليدفع بها سبعين باباً من مخازي الدنيا، منها الجذام والبرص وسيئ الأسقام سوى ما لصاحبها من الأجر في الآخرة". غريب من حديث وهب بن منبه لم نكتبه إلا من حديث علاثة عن ثور]. وقد رواه بهذا اللفظ ابن خزيمة في كتاب
التوحيد (73)، والحديث رواه البخاري (1410) ومسلم (1014). واللفظ عندهما في هذا الموضع: ((لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللَّهُ بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ)). دون ذكر لفظ (الكف) وزيادة ذكره في بعض الروايات عند مسلم هناك وهي عندنا من تصرف الرواة، فالظاهر أن هذا متلقى من الإسرائيليات. وإذا ترجَّح عند المجتهد الحاذق احتمال كونه من الإسرائيليات فلا يُحتج به. ورواه ابن حبان في صحيحه (1/504) بلفظ: ((.. إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فَلُوَّه..)). قال ابن حِبَّان عقبه مؤوِّلاً: [قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا كأنما يضعها في يد الرحمن) يبين لك أن هذه الأخبار أطلقت بألفاظ التمثيل دون وجود حقائقها أو الوقوف على كيفيتها إذ لم يتهيأ معرفة المخاطب بهذه الأشياء إلا بالألفاظ التي أطلقت بها]. ولاحظ هنا أن الحافظ ابن حِبَّان من المؤوِّلة ومن المُنَزِّهة ومن مُحِبي آل البيت، قال ابن حِبَّان في "الثقات" (8/456): [وما حَلَّتْ بي شِدّة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبرَ على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أُستجيب لي وزالت عنى تلك الشِّدَّة، وهذا شيء جرَّبته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين].
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنَّ أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب ولا يقبل الله الا طيباً فيجعلها الله في يده اليمنى يربيها كما يربّى أحدكم فَلُوَّهُ وفَصِيْلَهُ حتى تصير مثل أُحُد))
أقول:
الظاهر أن الصواب في هذا الحديث أنه موقوف على أبي هريرة كما رواه ابن خزيمة في التوحيد (70) ونص على وقفه كما يأتي في التعليق رقم (203). ويأتي في التعليق التالي أنه مروي أيضاً عن ابن مسعود موقوفاً. وإذا كان الصواب وقفه على أبي هريرة فهو من جملة الإسرائيليات التي رواها عن كعب الأحبار. وقد وجدته عن وهب بن منبه عن كعب عن فضالة، قال أبو نعيم في "الحلية" (4/81): [حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن حيان، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا ابن علاثة، عن ثور، عن وهب بن منبه، عن كعب، عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدقة لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، وإن الله ليدفع بها سبعين باباً من مخازي الدنيا، منها الجذام والبرص وسيئ الأسقام سوى ما لصاحبها من الأجر في الآخرة". غريب من حديث وهب بن منبه لم نكتبه إلا من حديث علاثة عن ثور]. وقد رواه بهذا اللفظ ابن خزيمة في كتاب
التوحيد (73)، والحديث رواه البخاري (1410) ومسلم (1014). واللفظ عندهما في هذا الموضع: ((لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللَّهُ بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ)). دون ذكر لفظ (الكف) وزيادة ذكره في بعض الروايات عند مسلم هناك وهي عندنا من تصرف الرواة، فالظاهر أن هذا متلقى من الإسرائيليات. وإذا ترجَّح عند المجتهد الحاذق احتمال كونه من الإسرائيليات فلا يُحتج به. ورواه ابن حبان في صحيحه (1/504) بلفظ: ((.. إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فَلُوَّه..)). قال ابن حِبَّان عقبه مؤوِّلاً: [قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا كأنما يضعها في يد الرحمن) يبين لك أن هذه الأخبار أطلقت بألفاظ التمثيل دون وجود حقائقها أو الوقوف على كيفيتها إذ لم يتهيأ معرفة المخاطب بهذه الأشياء إلا بالألفاظ التي أطلقت بها]. ولاحظ هنا أن الحافظ ابن حِبَّان من المؤوِّلة ومن المُنَزِّهة ومن مُحِبي آل البيت، قال ابن حِبَّان في "الثقات" (8/456): [وما حَلَّتْ بي شِدّة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبرَ على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أُستجيب لي وزالت عنى تلك الشِّدَّة، وهذا شيء جرَّبته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين].