الكشف عن جملة يأخذها المجسمة من حديث طويل وهي بلفظ: ((ساعِدُ الله أشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ)):
مرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2024 4:19 pm
الكشف عن جملة يأخذها المجسمة من حديث طويل وهي بلفظ: ((ساعِدُ الله أشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ)):
أقول:
هذه العبارة هي من جملة حديث طويل لا نرى ثبوته وإن وردت في رواية رجالها ثقات من حديث مالك بن النضر، نبَّه عليها شعبة كما في مسند الطيالسي (1303) عند رواية الحديث حيث قال: (قال شعبة: هذا يقولها أحياناً، وأحياناً لا يقولها: "وموسى الله أحَدُّ من موساك وساعد الله أشدُّ من ساعديك، وربما قال: وموسى الله أحدُّ وساعد الله أشدُّ). وهناك من لم يروها من جملة الحديث، فالاحتمال قوي بأنها من زيادات الرواة، ونصُّ الحديث بتمامه هو: أن مالك بنَ النَّضْر والد أبي الأحوص عوفِ بنِ مالك قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا قَشِفُ الهيئة، فقال: ((هل لك من مال؟)). قلت: نعم، قال: ((من أيِّ المال؟)) قلت: من كلٍ من الإبل والخيل والرقيق والغنم. قال: ((فإذا آتاك الله فليُرَ عليك)) وقال: ((هل تُنْتِجُ إبلُ قومِكَ صحاحاً آذانُهَا فتعمَدُ إلى الموسى فتقطع آذانَهَا وتقول هي بُحُرٌ ـ أي بحيرة ـ وتشقها أو تشق جلودَها وتقولُ هي حُرُم، فتحرّمها عليك وعلى أهلك؟)) قال: قلت: نعم. قال: ((فكلُّ ما آتاكَ اللهُ لكَ حِلٌّ، وساعدُ اللهِ أشدُّ من ساعدك وموسى الله أَحَدُّ من موساك)). إسناده صحيح رواه أحمد (3/473) والحميدي (883) والطبراني (19/282) وعبد الرزاق (11/269 برقم 20513) والبيهقي في الكبرى (10/10) وفي ((الأسماء والصفات)) ص (342) وشيخه الحاكم في ((مستدركه)) (1/25) و (4/181)والطحاوي في المشكل (4/153) وأبوداود الطيالسي ص (184 برقم 1303) وذكر فيه عن شعبة أنه تارة يروى بزيادة وتارة لا يروى. قلت: ورواه دون زيادة الموسى والساعد أحمد في مسنده (4/137) والطبراني (19/283) وابن حبان في صحيحه (7/390 دار الفكر) وابن سعد (6/28) وأبوداود (4/51 برقم 4063) وابن جرير في "تفسيره" (7/87 - 88). ونحن في شك من هذه الزيادة التي فيها ذكر الموسى والساعد ونعتقد أن مَن لم يوردها من الحفاظ الذين ذكرناهم قد أصابوا وإن كان سندها صحيحاً فقد يصح السند وفي المتن ما يُنْكَر. وعلى كل حال فلا أظنُّ أنَّ عاقلاً يعتقد أنَّ لله عزّ شأنه موسى وساعد، وقد بيّن ذلك الإمام الحافظ البيهقي وابن الجوزي، قال الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (342): [قال بعض أهل النظر في قوله (ساعد الله أشدُّ من ساعدك) معناه: أمره أشد من أمرك، وقدرته أتم من قدرتك، كقولهم: جمعت هذا المال بقوّة ساعدي، يعني به: رأيه وتدبيره وقدرته، فإنما عبّر عنه بالساعد للتمثيل لأنه محل القوّة، يوضح ذلك قوله: ((وموساه أَحَدُّ من موساك)) يعني قطعه أسرع من قطعك، فعبّر عن القطع بالموسى لمّا كان سبباً على مذهب العرب في تسمية الشيء باسم ما يجاوره، ويقرب منه، ويتعلق به..] اهـ. وقال ابن الجوزي في "دفع الشبه": [قال القاضي أبويعلى (المجسّم): لا يمتنع حمل الخبر على ظاهرة في إثبات الساعد صفة لذاته. قلت: وهذا منه غفلةٌ عاميّة وخروج عن مقتضى الفهم. وكان ينبغي أن يُثْبِتَ الموسى...].
أقول:
هذه العبارة هي من جملة حديث طويل لا نرى ثبوته وإن وردت في رواية رجالها ثقات من حديث مالك بن النضر، نبَّه عليها شعبة كما في مسند الطيالسي (1303) عند رواية الحديث حيث قال: (قال شعبة: هذا يقولها أحياناً، وأحياناً لا يقولها: "وموسى الله أحَدُّ من موساك وساعد الله أشدُّ من ساعديك، وربما قال: وموسى الله أحدُّ وساعد الله أشدُّ). وهناك من لم يروها من جملة الحديث، فالاحتمال قوي بأنها من زيادات الرواة، ونصُّ الحديث بتمامه هو: أن مالك بنَ النَّضْر والد أبي الأحوص عوفِ بنِ مالك قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا قَشِفُ الهيئة، فقال: ((هل لك من مال؟)). قلت: نعم، قال: ((من أيِّ المال؟)) قلت: من كلٍ من الإبل والخيل والرقيق والغنم. قال: ((فإذا آتاك الله فليُرَ عليك)) وقال: ((هل تُنْتِجُ إبلُ قومِكَ صحاحاً آذانُهَا فتعمَدُ إلى الموسى فتقطع آذانَهَا وتقول هي بُحُرٌ ـ أي بحيرة ـ وتشقها أو تشق جلودَها وتقولُ هي حُرُم، فتحرّمها عليك وعلى أهلك؟)) قال: قلت: نعم. قال: ((فكلُّ ما آتاكَ اللهُ لكَ حِلٌّ، وساعدُ اللهِ أشدُّ من ساعدك وموسى الله أَحَدُّ من موساك)). إسناده صحيح رواه أحمد (3/473) والحميدي (883) والطبراني (19/282) وعبد الرزاق (11/269 برقم 20513) والبيهقي في الكبرى (10/10) وفي ((الأسماء والصفات)) ص (342) وشيخه الحاكم في ((مستدركه)) (1/25) و (4/181)والطحاوي في المشكل (4/153) وأبوداود الطيالسي ص (184 برقم 1303) وذكر فيه عن شعبة أنه تارة يروى بزيادة وتارة لا يروى. قلت: ورواه دون زيادة الموسى والساعد أحمد في مسنده (4/137) والطبراني (19/283) وابن حبان في صحيحه (7/390 دار الفكر) وابن سعد (6/28) وأبوداود (4/51 برقم 4063) وابن جرير في "تفسيره" (7/87 - 88). ونحن في شك من هذه الزيادة التي فيها ذكر الموسى والساعد ونعتقد أن مَن لم يوردها من الحفاظ الذين ذكرناهم قد أصابوا وإن كان سندها صحيحاً فقد يصح السند وفي المتن ما يُنْكَر. وعلى كل حال فلا أظنُّ أنَّ عاقلاً يعتقد أنَّ لله عزّ شأنه موسى وساعد، وقد بيّن ذلك الإمام الحافظ البيهقي وابن الجوزي، قال الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (342): [قال بعض أهل النظر في قوله (ساعد الله أشدُّ من ساعدك) معناه: أمره أشد من أمرك، وقدرته أتم من قدرتك، كقولهم: جمعت هذا المال بقوّة ساعدي، يعني به: رأيه وتدبيره وقدرته، فإنما عبّر عنه بالساعد للتمثيل لأنه محل القوّة، يوضح ذلك قوله: ((وموساه أَحَدُّ من موساك)) يعني قطعه أسرع من قطعك، فعبّر عن القطع بالموسى لمّا كان سبباً على مذهب العرب في تسمية الشيء باسم ما يجاوره، ويقرب منه، ويتعلق به..] اهـ. وقال ابن الجوزي في "دفع الشبه": [قال القاضي أبويعلى (المجسّم): لا يمتنع حمل الخبر على ظاهرة في إثبات الساعد صفة لذاته. قلت: وهذا منه غفلةٌ عاميّة وخروج عن مقتضى الفهم. وكان ينبغي أن يُثْبِتَ الموسى...].