بيان صحة ألفاظ الحديث الذي يروج له المجسمة في غثبات الأصابع لله تعالى عمّا يقولون:
جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رَجُلٌ من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والسموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع والثرى على إصبع؟ قال: فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه. فأنزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الزمر: 67، إلى آخر الآية
أقول:
رواه البخاري في خمسة مواضع منها: (7415) ومسلم (2786) ولفظه هناك: قال عبدالله بن مسعود: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. وفي رواية عندهما أن الرجل هو حَبْرٌ يهوديٌّ. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضحك تعجباً وتصديقاً، وهذا مردود لأنه من زيادات بعض الرواة وقد نبَّه على ذلك البخاري (7414) ومسلم (2786) قال البخاري: (قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ). وقد فصلت الكلام على هذا الحديث بالخصوص في مقدمتنا على كتاب "العلو" للذهبي فليرجع إليها من شاء، قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (13/398) نقلاً عن الإمام القرطبي: ((وأمَّا من زاد (وتصديقاً له) فليست بشيء فإنها من قول الراوي وهي باطلة لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يُصَدِّق المحال وهذه الأوصاف في حق الله محال..)). وفي ((الفتح)) (13/398): ((قال الخَطَّابي: لم يقع ذكر الإصبع في القرآن ولا في حديث مقطوع به، وقد تقرر أنَّ اليد ليست بجارحة حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع.... ولعلَّ ذكر الأصابع من تخليط اليهودي، فإنَّ اليهود مشبهة وفيما يدَّعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه ولا تدخل في مذاهب المسلمين، وأما ضحكه صلى الله عليه وآله وسلم فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي (تصديقاً له) فظنٌ منـه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة)).
بيان صحة ألفاظ الحديث الذي يروج له المجسمة في غثبات الأصابع لله تعالى عمّا يقولون:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm