الكشف عن حديث: (عجب ربكم من ثلاثة: القوم إذا اصطفوا في الصلاة...):
وقد جاء بلفظ : ((عجب ربكم من ثلاثة: القوم إذا اصطفوا في الصلاة، والقوم إذا اصطفوا في قتال المشركين، ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل))، وقرأ: {بَلْ عَجِبْتُ وَيسْخَرُونَ}( الصافات: 12 - بضم التاء –
أقول:
لم أقف على مَنْ رواه بلفظ (عجب). وقد رواه أحمد (3/80) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: (ثلاثة يضحك الله إليهم، الرجل يقوم من الليل، والقوم إذا صَفُّوا للقتال، وإذا صَفُّوا للصلاة) وقد رواه بلفظ الضحك أيضاً: أبو يعلى (2/285)، وعبد بن
حُمَيد (911) وابن أبي شيبة (1/309) وغيرهم وإسناده ضعيف بمجالد وغيره.
والقراءة التي نقرأ بها في المصحف هي: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} بفتح تاء (عَجِبْتَ). قال القرطبي في تفسيره (15/69): [قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} الصافات:12. قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم بفتح التاء، خطاباً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي بل عجبت مما نزل عليك من القرآن وهم يسخرون به. وهي قراءة شريح وأنكر قراءة الضم، وقال: إن الله لا يعجب من شي، وإنما يعجب مَنْ لا يعلم. وقيل: المعنى بل عجبت من إنكارهم للبعث. وقرأ الكوفيون إلا عاصماً بضم التاء. واختارها أبو عبيد والفَرَّاء، وهي مروية عن علي وابن مسعود، رواه شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ: {بل عجبتُ} بضم التاء. ويروى عن ابن عباس. قال الفرَّاء: في قوله سبحانه: {بَلْ عَجِبْت وَيَسْخَرُونَ} قرأها الناس بنصب التاء ورفعها، والرفع أحب إليَّ، لأنها عن علي وعبد الله وابن عباس. وقال أبو زكريا الفرَّاء (ت207هـ): العجب إن أُسْنِدَ إلى الله عز وجل فليس معناه من الله كمعناه من العباد، وكذلك قوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم} ليس ذلك من الله كمعناه من العباد. وفى هذا بيان الكسر لقول شريح حيث أنكر القراءة بها. روى جرير والأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قرأها عبد الله يعني ابن مسعود {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} قال شُرَيح: إن الله لا يعجب من شي إنما يَعْجَبُ مَنْ لا يَعْلم. قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال: إن شريحاً كان يعجبه رأيه، إن عبد الله كان أعلم من شريح وكان يقرؤها عبد الله {بَلْ عَجِبْتُ}،. قال الهروي: وقال بعض الأئمة: معنى قوله: {بَلْ عَجِبْتُ} بل جازيتهم على عجبهم، لأن الله تعالى أخبر عنهم في غير موضع بالتعجب من الحق، فقال: {وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} سورة ص: 4 وقال: {إِنَّ هذا لَشَيءٌ عُجابٌ}ص:5، {أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ} يونس: 2، فقال تعالى: {بَلْ عَجِبْتُ} بل جازيتهم على التعجب. قلت: وهذا تمام معنى قول الفَرَّاء واختاره البيهقي]. اهـ القرطبي.
الكشف عن حديث: (عجب ربكم من ثلاثة: القوم إذا اصطفوا في الصلاة...):
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm