بطلان حديث: (...ويحك أما تدري ما الله؟ شأنه أعظم من ذلك؟ إنه لا يستشفع به على أحد. إنه لفوق سمواته على عرشه...):
جاء عن جُبَير بن محمد بن مُطْعِم، عن أبيه، عن جده. قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله هلكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال. فاستسق لنا ربك. فإننا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال عليه السلام: ((سبحان الله. سبحان الله)). فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال: ((ويحك أما تدري ما الله؟ شأنه أعظم من ذلك؟ إنه لا يستشفع به على أحد. إنه لفوق سمواته على عرشه، وإنه عليه لهكذا)). وأشار وقبب بيده مثل القبة عليه، وأشار أبو الأزهر أيضاً: (( إنه لَيَئِطُّ به أطيط الرَّحْل بالراكب))
أقول:
موضوع. رواه أبو داود (4726) عن جُبَيرِ بنِ مُطْعِم، وللحافظ ابن عساكر جُزْءٌ حَديثيٌّ سمَّاهُ: ((تبيان الوهم والتخليط فيما أخرجه أبو داود من حديث الأطيط)). وقال الذهبي في "العلو" عقب الحديث رقم (57) من طبعتنا: [هذا حديث غريب جداً فردٌ، وابن إسحق حجة في المغازي إذا أسند وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا أم لا، والله فليس كمثله شيء].... وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" (حديث845) عقبه: [وهذا حديث ينفرد به محمد بن إسحاق بن يسار، عن يعقوب بن عتبة، وصاحبا الصحيح لم يَحْتَجَّا به، إنما استشهد مسلم بن الحجاج بمحمد بن إسحاق في أحاديث معدودة، أظنهن خمسةً قد رواهن غيره، وذكره البخاري في الشواهد ذِكْرَاً من غير رواية، وكان مالك بن أنس لا يرضاه، ويحيى بن سعيد القطان لا يروي عنه، ويحيى بن معين يقول: ليس هو بحجة، وأحمد بن حنبل يقول: يكتب عنه هذه الأحاديث ـ يعني المغازي ونحوها ـ فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا ـ يريد أقوى منه ـ فإذا كان لا يحتج به في الحلال والحرام فأولى أن لا يحتج به في صفات الله سبحانه وتعالى، وإنما نقموا عليه في روايته عن أهل الكتاب، ثم عن ضعفاء الناس وتدليسه أساميهم، فإذا روى عن ثقة وبين سماعه منهم فجماعة من الأئمة لم يروا به بأساً، وهو إنما روى هذا الحديث عن يعقوب بن عتبة، وبعضهم يقول عنه وعن جبير بن محمد بن جبير، ولم يبين سماعه منهما، واختلف عليه في لفظه كما ترى. وقد جعله أبو سليمان الخَطَّابي ثابتاً، واشتغل بتأويله..]. وفي الأطيط حديث آخر واهٍ وفيه: ((ثم ينزل الله فيه على كرسيه يئط به كما يَئِطُّ به الرَّحْلُ من تضايقه كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم عراة حفاة غرلاً)). [أخرجه أحمد (1/398،رقم3787)، وابن جرير فى التفسير (15/146)، والحاكم (2/396،رقم3385) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: البزار (4/339،رقم1534)، والطبرانى (10/80) قال الهيثمى (10/362): فى أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف]. أقول: عثمان بن عمير هو البَجَلي أبو يقظان الكوفي الأعمى. قال أحمد بن حنبل: هو ضعيف الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث كان شعبة لا يرضاه. انظر ((تهذيب الكمال)) (19/469-472). فهذه كلها أحاديث تالفة.
بطلان حديث: (...ويحك أما تدري ما الله؟ شأنه أعظم من ذلك؟ إنه لا يستشفع به على أحد. إنه لفوق سمواته على عرشه...):
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm