فائدة حول تفسير قوله تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ):

[cisayman2]

قال أبو مسلم المعتزلي :
" (كانت العرب مقرين بوجود الإله، لكنهم كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة، فكأنه تعالى قال لهم : أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن يخسف بكم الأرض اهـ.
قلت: وذلك جارٍِ على سبيل المذهب الكلامي على ما يقرره البلاغيون.. او الدليل الجدلي، وهو يفيد إلزام الخصم بكلام او اعتقاد يعتقده، وإن لم يكن صحيحا عند المستدل!.. والى هذا التوجيه ذهب طائفة من كبار ائمة التفسير والبيان. كالزمخشري والبقاعي وغيرهم..
وهناك اوجه اخرى تحتمله الاية ذكرها المفسرون، ارجحها على ما يرشحه كلام العرب واشعارهم وهو ما ذهب اليه الاستاذ الامام السقاف عند كلامه عن الاية قال:" (لقد استعمل العرب الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم لفظ (العلو) و(السماء) ونحو هذه الالفاظ لبيان شرف الرتبة والعظمة والكبرياء والمجد وأمثال هذه الامور... فيكون كل ما ورد في القران الكريم وفي السنة المطهرة مما فيه لفظ السماء والفوقية والعلو معناه الاشارة الى كبرياء الله وعظمته وجلاله، كما نقل الاجماع على ذلك القاضي عياض والامام الحافظ النووي رحمهما الله.. ثم انقل السيد طائفة من الاشعار الجاهلية في بيان ورود السماء بمعنى الرفعة...
قلت: فيكون معنى الاية ,: أأمنتم العلي الأعلى - تفسير القاسمي السلفي -! فالعلو هنا كناية عن الرفعة والقهر والبطش لا الحلول المكاني!..
والرأي المشهور الذي ذهب اليه المفسرون.. هو ان {من في السماء} المراد به جبريل عليه السلام.. وأورد عليه المجسمة ان ذلك تحكم , اي عند حمله على جبريل عليه السلام لان اللفظ ليس صريحا فيه!.. قلت: وحمله على الله ايضا تحكم ومصادرة فاسم الموصول في الاية (مــن) كما يصح ان يكون صادقا على الله يصح حمله على غيره كجبريل عليه السلام أو اجناس من مخلوقاته - ملائكة العذاب - اذن بطل الاستدلال الوهابي بالاية بحملها على الله ولا بد من دليل اخر او قرينة.. وتبين ان ظاهرها لا يؤيد ما ذهب اليه المجسمة. فتعين المصير الى دليل العقل...
ژيوار المدرس المعتزلي