(نقد منهجيته الدلالية في التعامل مع النصوص)..
بقلم: ژيوار محمد المدرس
تتمثل عملية التزور الدلالي الذي يمارسه الشحرور على النص بجهالة واضحة أو مقصدوة في محاولته حصر مفهوم الدلالة على الأصل المعجمي للمفردة فقط , دون الالتفات الى تغاير المعنى اللغوي للكلمة عند الاستعمال ووضعها في السياق او الجملة! , فضلا على ذلك فانه يجهل أبنية الكلمات الصرفية , لذلك يقتصر على الرجوع للمعاجم دون القواعد الصرفية , كما انه يبيح لنفسه ان يجمع الكلمات ويتصرف بها على هواه مع ان ذلك له قواعد قياسية وسماعية اخذت عن العرب لا بالأمزجة الشخصية لكل من هب ودب!.
.
ولايضاح ذلك أُمثل بكلمة " (عين)" فهي في القواميس اللغوية تعني " الجارحة المعروفة التي يبصر بها الانسان " وتعني " ينبوع الماء " و " الجاسوس " و"ّذات الشيء ونفسه " و" الحاضر من كل شيء " وكبير القوم وشريفهم " وهكذا من الاستعمالات. فالكلمة بالنسبة لدلالاتها المعجمية لها عدة معان.. لكن حينما توضع في السياق يتعين غالبا معنى واحد من تلك المعاني العديدة وتستبعد المعاني الاخر! , فمثلا حينما تقول: ضربته على عينه اليسرى ففقأتها , فانك لا تريد الا العين الباصرة التي يرى بها الا بقرينة صارفة! , وحينما تقول:" شربت من العين" ,فانك لا تعني الا الينبوع وهكذا! ويكون من الهزل ان يأتي شحرور
أو بعض الشحارير ليقولوا لنا لاليس كذلك فالعين في اللغة لها معانٍ أخرى!.والمقصود من (ضربته على عينه ففقأتها) انك حفرت بئر ماء فسال منه الماء لأن العين في القواميس تستعمل للماء ايضا. وهذا يسمى مسخرة وفضيحة لغوية لا تفسيرا!.
.
وكذلك كلمة "(وجه)". فهي في اللغة تعني المعنى الشائع لها. كما تستعمل للشخص المحترم , تقول: فلان وجه بين الناس , اي وجيه.. وتستعمل للسيد والشريف.. كما تستعمل:لذات الشيء.وهكذا... فلا يصح انك حينما تقول: "ضربته على وجهه فشجيت وجهه فسال منه الدم)".. أن يأتي بعض الشحارير عامدين الى المعنى الدلالي في اللغة لكلمة "(وجه)" ليقولوا لك لا , فالوجه هنا يراد بها "المكانة"! , اي ضربت مكانته عند الناس لا بشرته لان الوجه تعني ذلك ايضا في القاموس! , وهذا كله عبث وهراء لأن السياق يحسم المعنى القاطع للكلمة!.
.
واذا عرفت هذا فان ما يفسر به الشحرور النصوص وفق منهجية الدلالة المعجمية تلك للغة هي جهالة على احسن حالاتها ان لم تكن تحريفا مقصودا لاغراض!.
.
وللايضاح أكثر اتناول في الختام تفسيره الركيك لآية:: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)
فالشحرور يرى ان (النساء) هنا جمع "نسيء " لان النساء يصح ان تكون جمع امراة كما يجوز ان تكون جمع: نسء، على الصفة بالمصدر على ما ذكر ابن منظور.. وهذا الاستعمال وان كان جائزا لكلمة نساء في اللغة , الا ان السياق يحسم ان المعنى من النساء هو الجنس المعروف المقابل للذكر لا النسيء , لان وضعها في جملة الاية بالمعنى الشحروري يكون غاية في الركاكة والحشو الفارغ , اذ ان النسيء تعني "التأخير" , فأي معنى يكون للنص ان كان هكذا: زين للناس حب الشهوات من التأخير ؟. هل هذه شهوات الناس ؟!..
والشحرور لتفادي ذلك يؤول النسيء بمعنى" (ما استجد من شيء)" ليكون المعنى زين للناس حب المستجدات!. وهذا تصرف بحت من عنده فالنسيء لا يعني المستجدات ابدا في اللغة بل يعني التأخير , ومن ذلك قوله: انما النسيء زيادة في الكفر" اي التأخير لحرمة شهر إلى آخر كما كانت الجاهلية تفعله. والعرب حينما خوطبوا بذلك لم يكن قد تبادر الى أذهانهم مسائل الموضة وغيرها من استهلاكيات السوق!. ولأجل ان يتفادى شحرور الورطة الاخرى من دلالة قرينة وجود كلمة " بنين " على المعنى الحقيقي للنساء في نص الآية , فإنه يفسر البنين هنا بالبنيان. اي حبب للناس البنيان!. وهذه فضيحة لغوية مخزية أخرى. اذ البنين جمع ابن او بَنَياً. بينما يجمع " البناء " على أبنية، وأبنيات.لا على بنين كما يهرف شحرور تصرفا من عند نفسه وجهالة باللغة!.
وهذه أمثلة بسيطة ذكرتها لمجمل منهجية الشحرور وآلياته في التعامل مع النصوص يمكن القياس عليها في سائر تفسيراته الاخرى التي لا تروق الا الجاهلين باللغة مثله والصبية الحدثاء..
_______________________
الشحرور: الجهالة والجناية على اللغة!.
الردود على المخالفين
العودة إلى ”الردود على المخالفين“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد