مسألة ( صدق الوعد والوعيد ):

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

مسألة ( صدق الوعد والوعيد ):

Post by عود الخيزران »

مسألة ( صدق الوعد والوعيد ):

نقل مذهب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه المسألة المتوافق مع مذهب المعتزلة ومذهب الماتريدية من أهل السنة:

قال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ت566هـ) وهو من علماء أهل البيت الزيديه في كتابه المطبوع "حقائق المعرفة في علم الكلام" ص (223) طبع مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، اليمن / صنعاء ، الطبعة الأولى 1424هـ ـ 2003م :

[ فعندنا ، وعند المعتزلة أن الله صادق الوعيد ، كما أنه صادق الوعد ، .. وقالت الحشوية والمرجئة لا يستحق أهل القبلة العذاب واستدلوا بقول الله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } النساء : 48 ، .... ونحن نعارضهم بالكتاب والسنة ، قال تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}، وقال تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ}، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}، .. ومعنى قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، المراد به مع التوبة لأنه ذكر عقيب هذه الإنابة بقوله: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ}، فَشَرَط التوبة، .... وأما احتجاجهم بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، فإن المراد به الصغائر والتوبة أيضاً من الكبائر ، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}، فأخبر أنه واسع المغفرة لمن اجتنب كبائر الإثم والفواحش، وأنه لا يغفر الفواحش والكبائر إلا لمن تاب لقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، وقوله {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}، المراد به إذا تابوا وأخلصوا وذلك موجود في القرآن كثير].

وقال القاضي عبد الجبار في "شرح الأصول الخمسة" ص (136):
[وبعد، فلو جاز الخلف في الوعيد لجاز في الوعد، لأن الطريق في الموضعين واحدة، فإن قال: فرق بينهما، لأن الخلف في الوعيد كرم، وليس كذلك في الوعد، قلنا: ليس كذلك، لأن الكرم من المحسنات، والكذب قبيح بكل وجه، فكيف تجعله كرماً؟!].

وقال العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/195):
[تنبيه: قال ابن الهمام: اعلم أن محل الاتفاق في الحسن والقبح العقليين إدراك العقل قبح الفعل بمعنى صفة النقص وحسنه بمعنى صفة الكمال، وكثيراً ما يذهل أكابر الأشاعرة عن محل النزاع في مسألتي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعرون النفس أن لا تحكم للعقل بحسن ولا قبح فذهب لذلك عن خاطرهم محل الاتفاق حتى تحيَّر كثير منهم في الحكم باستحالة الكذب عليه تعالى لأنه نقص؛ حتى قال بعضهم ونعوذ بالله ممن قال: لا تتم استحالة النقص عليه تعالى إلا على رأي المعتزلة القائلين بالقبح العقلي...]!

فتأمل جيداً!
Post Reply

Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”