التنبيه على بطلان حديث الضحك واللهاة والأضراس المنكر المعارض للتنزيه:

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

التنبيه على بطلان حديث الضحك واللهاة والأضراس المنكر المعارض للتنزيه:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

التنبيه على بطلان حديث الضحك واللهاة والأضراس المنكر المعارض للتنزيه:

أما من فقد عقله -الذي يكون الإنسان به مكلفاً عند الله تعالى- فإنه يرى ما في هذا الحديث المنكر حقاً وأن الجهمية تنكر ما فيه!

وقع في صحيح مسلم (191) من حديث أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسْأَلُ عَنْ الْوُرُودِ فَقَالَ: ...قَالَ فَتُدْعَى الْأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ مَنْ تَنْظُرُونَ فَيَقُولُونَ نَنْظُرُ رَبَّنَا فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ قَالَ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ ..] الحديث.

تأملوا هذه الألفاظ الشنيعة التي وقعت في هذا الحديث! ففيه:
أن الله – تعالى عما جاء في هذه الرواية وغيرها من الروايات المنكرة- يأتيهم فيقولون له نحن ننتظر ربنا أن يأتي فيأتيهم فيضحك لهم فينطلق بهم أي يمشي معهم أمامهم ويتبعونه من خلفه!

وهذه هي العقائد الوثنية التي دُسّت في الإسلام!

ووقع هذا الحديث عند أبي عوانة أنه يضحك لهم حتى تظهر لهاته وأضراسه!

واللهاة هي قطعة اللحم المتدلية في سقف الحلق!
تعالى الله عن هذا الهراء علواً كبيراً!

ففي "المسنَد الصَّحيح المُخَرّج عَلى صَحِيح مُسلم" (1/139) لأبي عَوانة يَعقُوب بن إسحَاق الإسفرَايينيّ (المتوفى 316 هـ) زيادة (يضحك.. حتى يبدو لهواته وأضراسه)! ونصه هناك:
((فيقولون: حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك.. حتى يبدو لهواته وأضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه)).
وأبو عوانة ساقه بإسناد مسلم!
وهو لفظ شنيع جداً إذ يتنزه الله عن الأعضاء وعن اللهاة والأضراس! وهو باطل عندنا سواء كان في صحيح مسلم أو في صحيح أبي عوانة أو في غيرهما وهو من جملة الإسرائيليات الشنيعة!
والروايات الآحادية المصادمة والمعارضة لتنزيه الباري سبحانه وأنه {ليس كمثله شيء} و{لم يكن له كفواً أحد} يُضْرَبُ بها عُرْضَ الحائط!

وقد قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" بتحقيقنا ص (183) في حديث الضحك والأضراس:
[وإذا لم يُثبت ضحكاً معقولاً فقد تأوّل ولا يدري، وواعجباً قد عرف إن الضحك يشار به إلى الفضل والإنعام. فالأضراس ما وجهها؟!! والله لو رُويت في الصحيحين وجب ردها].

ومن أمثلة ما يردّه العقل بشهادة واعتراف الألباني شيخ المشبهة المعاصرين:
أن ابن أبي عاصم روى في سنته (695) والخلال في كتاب "السنة" (ص 215برقم246) أثر مجاهد -الذي لم يثبت عنه- بلفظ:
(يُقْعِده معه على العرش).
تعالى الله جل جلاله عن ذلك وسبحان الله عما يصفون، فقال الألباني المتناقض قال في ضعيفته (2/255):
[ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائراً أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي... عن غير واحد منهم بل غلا بعضهم .....].
وقال الخلال في "السنة" (1/233): [وقد روي عن عبدالله بن سلام قال: (يقعده على كرسي الرب جل وعز) فقيل للجريري: إذا كان على كرسي الرب فهو معه! قال: ويحكم هذا أقر لعيني في الدنيا، وقد أتى على نيف وثمانون سنة ما علمت أن أحداً رد حديث مجاهد إلا جهمي].

وكل هذا الكلام في إثبات الإقعاد من جملة الخرافات التي يقولها ويتناقلها المبرسمون! ويرمون منكرها المنزه بالجهمية!

قال البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات" ص (357):
[ولهذا الوجه من الإحتمال ترك أهل النظر من أصحابنا الاحتجاج بأخبار الآحاد في صفات الله تعالى إذا لم يكن لما انفرد منها أصل في الكتاب أو الإجماع واشتغلوا بتأويله]اهـ .

والحقيقة أنه هو وأصحابنا المحدثون وغير المحدثين من الأشاعرة وغيرهم ردوا كثيراً من تلك الأحاديث وعللوها ولم يقبلوها والبيهقي فعل ذلك كثيراً في كتابه "الأسماء والصفات"!

والتحقيق أن الذين اشتغلوا بتأويل تلك الأحاديث ممن لم يتقن النظر في أسانيدها ونقدها وإن كان من الحفاظ وأما من كان ناقداً عارفاً متقناً فإنه يجد في أكثرها عللاً قادحة في صحتها! وقد نقد البخاري حديث التربة المروي في صحيح مسلم! ونقد الدارقطني ما يزيد على مائتي حديث في الصحيحين، وقال الحاكم رضي الله عنه في أوائل المستدرك أن البخاري ومسلماً لم يشترطا إخراج ما لا علة له!
ورد النووي وابن حزم والفخر الرازي حديثَ ابن مسعود في أن المعوذتين ليستا من كتاب الله تعالى! إلى غير ذلك مما لا نود الإطالة به!
وإنما نختم بقول الفخر الرازي رحمه الله تعالى ورضي عنه في "تأسيس التقديس" (ص310 بتحقيقنا) حيث يقول:
[وأما البخاري ومسلم رحمهما الله فهما ما كانا عالمين بالغيوب بل اجتهدا واحتاطا بمقدار طاقتهما، وأما اعتقاد أنهما عَلِمَا جميع الأحوال الواقعة في زمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمانهما فذلك لا يقوله عاقل، وغاية ما في الباب: أنا نحسن الظن بهما، وبالذين رويا عنهم. إلا أنا إذا شاهدنا خبراً مشتملاً على منكر لا يمكن إسناده إلى الرسول قطعنا بأنه من أوضاع الملاحدة، ومن ترويجاتهم على أولئك المحدثين].

والحمد لله رب العالمين.
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“