بيان بطلان حديث افتراق الأمة إلى (73) فرقة - بقلم حسن السقاف -

الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

بيان بطلان حديث افتراق الأمة إلى (73) فرقة - بقلم حسن السقاف -

مشاركة بواسطة cisayman3 »

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله ورضوان الله تعالى على صحابته الأبرار ومن اتبعه بإحسان:
أما بعد: فمما يجب التنبيه عليه مراراً وتكراراً أن حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة حديث باطل من ناحية المتن، وليس له إسناد صحيح.
وهذا الحديث الباطل كنت قد تكلمت عليه في (صحيح شرح العقيدة الطحاوية) وتتبعت أسانيده وتكلمت على متنه، وكذلك تتبعته في رسالة خاصة سميتها (تنبيه الحذاق إلى بطلان حديث الافتراق) وهي رسالة موجودة على النت يجدها من يريد الاطلاع عليها، وهناك من حاول الاعتراض علينا بأن (الحديث الموضوع لا بد أن يكون في إسناده من نص الحفاظ على أنه كئاب أو وضاع)، وهذا الكلام غير صحيح وناشىء عن عدم اختصاص في هذه البابة، وذلك لأن الحفاظ ومنهم البخاري حكموا على أحاديث بالوضع وليس فيها وضاع ولا كئاب كحديث التربة الذي في صحيح مسلم والذي قرر البخاري في تاريخه أنه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار اليهودي وليس من رواياته عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى كل حال الحديث باطل موضوع عندنا، وأخطر شيء في متن هذا الحديث عبارة (كلها في النار إلا واحدة) وهذه الجملة تولد منها المفهوم المخطىء (الفرقة الناجية)، وتزعّم هذا المفهوم بشكل كبير الحنابلة والمتمسلفون والوهابيون، فاعتبروا أن من سواهم ليس من الفرقة الناجية، فجعلوا الجنة حكراً عليهم، وزرعوا وبثوا فكرة ضلال بقية المذاهب الأربعة والصوفية والأشاعرة والماتريدية من أهل السنة فضلاً عن غيرهم ممن لا يعتبر من أهل السنة، بواسطة الفكر الإرهابي الذي يزعم بناء على ما يزعمون أنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كلها في النار إلا واحدة)، تاركين الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تقول بأن كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله وعمل صالحاً دخل الجنة.
فتولدت البغضاء والشحناء والتدابر والكراهية بين المسلمين، وصغرت العقول حتى غدا بعض القاصرين المغرورين ينظر إلى مخالفه من المذاهب أو الأشخاص أو الفرق بعين الاحتقار والازدراء متخيلاً في نفسه أنه المحق دون غيره من المسلمين والمؤمنين.
لذلك ينبغي أن تعلموا بأن من أسس نجاحنا نحن المسلمون وتآلفنا وإفشاء المحبة فيما بيننا اعتقاد بطلان هذه الفكرة (الفرقة الناجية) المبنية على مثل هذا الحديث الباطل المنكر المخالف لقواعد الشريعة.
هذا الحديث قرر أن هذه الأمة ساءت بها الأمور حتى انقسمت أكثر من اليهود والنصارى فصارت أكثر الأمم انقساماً، فهي أسوأ الأمم، وهذا يعارض قوله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس }، ويعارض أيضاً عدداً كبيراً من الأحاديث الناصة على أن من شهد بالشهادتين وعمل صالحاً دخل الجنة.
ثم إن من صنف في الفرق قبل نحو ألف سنة وذكر الثلاث والسبعين فرقة وعدها واحدة واحدة فاته ما حدث من الفرق بعد ذلك إلى يومنا هذا كالوهابية والقاديانية والبهائية و......... الخ يبطل ذلك الحصر بالثلاث والسبعين.
ونحن لا ننكر أن هناك افتراقاً في الأمة كما هو مشاهد وملموس وإنما ننكر أن (كلها في النار إلا واحدة) وننكر انقسامها إلى هذا العدد، وننكر مفهوم الفرقة الناجية المنبثق منه المؤدي إلى الكراهية.
وأعتقد أن المسلمين لن ينهضوا نهضة صحيحة في كافة مجالات الحياة وتسود المحبة والمودة بينهم ويتعاونوا على البر والتقوى إلا إذا تصححت المفاهيم المخطئة الخاطئة ومنها أن لا يضرب بعضهم رقاب بعض لاعتقاد بعضهم في بعض أنهم كفار من أهل النار يستحقون القتل وإراقة الدماء وإزهاق الأنفس والسبي والسلب نصرة للمذهب والطائفة.
اللهم اجعلنا إخوة متحابين واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
____________________________
أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب وما يتعلق بها“