منشور علمي حديثي لفضيلة العلامة السيد عداب الحمش حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية:

تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

منشور علمي حديثي لفضيلة العلامة السيد عداب الحمش حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

منشور علمي حديثي لفضيلة العلامة السيد عداب الحمش حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية:

مسائل حديثية (٥٧):
غفران ما تقدم من ذنوب عائشة وما تأخر !؟
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر أحد الإخوة على صفحته حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيب نفس؛ قلت: يا رسول الله، ادع الله لي!
فقال: (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها ما تأخر، ما أسرت وما أعلنت) فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك€.
وقد طلب مني صاحب الصفحة بيان سبب تضعيفي للحديث، فأقول:
الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (٧١١١) والبزار في مسنده المعلل، كما في زوائد البزار (٢٢٥٤) وقال: لا يروى هذا الحديث إلا عن عائشة، ولا عنها إلا بهذا الإسناد.
مدار حديث الباب على عبدالله بن وهب القرشي (ثقة حافظ) رواه عن حيوة بن شريح (ثقة ثبت) رواه عن أبي صخر حميد بن زياد، قال ابن حجر في التقريب: (صدوق يهم) وقال أحمد وابن معين: لا بأس به.
قال ابن معين من طريقين عنه: ضعيف.
وقال ابن عدي في الضعفاء (٤٣٣): صالح الحديث.
وقال ابن شاهين في ضعفائه (١٣٤): ضعيف.
وقال النسائي: ضعيف.
انظر ترجمته في تهذيب الكمال (٧: ٣٦٦).
فالرجل لا يقبل منه إلا ما توبع عليه من ثقة أو صدوق، ولم يتابع على حديثه هذا البتة!
فإسناد الحديث ضعيف.
أما متنه؛ فمنكر.
قال ابن كثير في التفسير (٧: ٣٢٨): قوله تعالى:
(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) هذا من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم، التي لا يشاركه فيها غيره.
وليس في صحيح ثواب الأعمال لغيره (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) وهذا تشريف عظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى.
ولهذا قال بعض أهل العلم: كل حديث فيه (غفر للعبد ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فهو باطل).
وهو معارض بحديث الشفاعة العظمى يوم القيامة، والذي أخرجه البخاري (٤٧١٢) ومسلم (١٩٤) وفيه أن الأنبياء عليهم السلام يتدافعون الشفاعة، حتى تصل إلى عيسى عليه السلام، فيقول: اذهبوا إلى محمد.
فيأتي الناس إلى الرسول محمد، ويقولون له:
أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
المقصود أن هذه خصيصة، لا يشاركه فيها أحد صلى الله عليه وآله وسلم، فضله الله بها على سائر الأنبياء والمرسلين، كما قال ابن حزم في الفصل (٤: ٢٤) فكيف يكون لعائشة ما للنبيين؟
والله تعالى أعلم.
والحمد لله على كل حال.
أضف رد جديد

العودة إلى ”تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها“