طعن السيد رشيد رضا – صاحب مجلة المنار – الصريح بمعاوية

معاوية والأمويون والعباسيون
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

طعن السيد رشيد رضا – صاحب مجلة المنار – الصريح بمعاوية

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

طعن السيد رشيد رضا – صاحب مجلة المنار – الصريح بمعاوية
وكذلك مولانا العلامة الكوثري رحمه الله تعالى لكن بطريقة ذكية

وليُعْلَم بأن وقاحة بعض التكفيريين في محاولة تغطية هذه الحقيقة بالفلسفة الفارغة وبالسباب الذي لا طائل من ورائه لن يجديه نفعاً وسيخرج خاسراً من معركته هذه وسنكشف حاله فيما بعد وننقل رد تلميذنا العلامة المحقق عبد الله المالكي الأشعري حفظه الله في ذلك وكذا تعديه على العلامة المحقق الشيخ محمود سعيد ممدوح!

هناك فئة ممن يظنون أنفسهم من أهل المعرفة والاطلاع وماضيهم معروف بالتكفير والعنجهية المزرية المردية لأصحابها في دركات الانحطاط والفظاظة، فبعضهم لا ينبغي أن يُهْمَلَ فلا يُعلَّم، أو أن تترك أظافره فلا تُقَلَّم، فيعيث بجهله وتبجحه هنا وهناك دون أن يُلَجَّم!

ومن ذلك أن بعض من لا يدري أين مصلحته يدعي فضائل لمعاوية مع أن سيده محمد رشيد رضا يعاكسه فيما أتى به من ترهات.

قال السيد محمد رشيد رضا في مجلته المنار (9/213):
"إن سيرة معاوية تفيد بجملتها وتفصيلها أنه كان طالبا للملك ومحبا للرياسة، وأنني لأعتقد أنه قد وثب على هذا الأمر مفتاتاً، وأنه لم يكن له أن يحجم عن مبايعة علي بن أبي طالب بعد أن بايعه أولوا الأمر ...".

وقال السيد رشيد رضا في المنار (12/954) أيضاً:
"ونحن من أولياء علي عليه السلام والرضوان لا من أولياء معاوية وفئته الباغية عليهم من الله ما يستحقون ـ ولكننا لسنا بسبابين ولا لعانين كما ورد في وصف المؤمنين، وقد ذكرت في ترجمة الوالد رحمه الله – من المجلد الثامن – أنه كان يقول: «لا نحُب معاوية ولا نسُبه» وكيف نحُب من بغى على جدنا وخرج عليه وكان سبباً في تلك الفتن التي كانت نكتةً سوداء في تاريخ عصر النور الأول لنور الإسلام، وبه تحول شكل الحكومة الإسلامية عن القاعدة التي وضعها لنا الله تعالى في كتابه بقوله في المؤمنين {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} إلى حكومة شخصية استبدادية ....".

وقال السيد رشيد أيضاً في المنار:
"وكذا معاوية وأتباعه خلافًا لابن حجر الهيتمي وأمثاله الذي يخرجون هؤلاء منهم بحجة أنهم كانوا مجتهدين متأولين فلهم أجر واحد، ولعلي وأتباعه أجران؛ فإن متبع الحق مستقل الفكر فيه بلا هوى ولا تعصب لمذهب يجزم بأن معاوية نفسه كان باغيًا خارجًا على الإمام الحق كالخوارج، وأنه طالب ملك. ويؤيد ذلك إكراه الناس على جعل هذا الملك لولده يزيد المشتهر بالفسق، وأن بعض الخوارج كانوا متأولين كبعض أصحاب معاوية الذين اعتقدوا أنه كان على حق في مطالبته بدم عثمان".

ومن المعلوم أن جماعة من كبار أهل العلم وحفاظ الحديث من أهل السنة والجماعة صرَّحوا بأنه لا يصح شيء في فضل معاوية، لكن يأبى المعاندون والمتعجرفون ومن لا تزال نزعة ابن أبي داود وابن تيمية وابن عبد الوهاب مغروسة في سواد قلبه إلا أن يجادل بالباطل مصعّراً خده كما قال الحق سبحانه: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}.

قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (7/104) نقلاً عن إسحاق بن راهويه والنسائي وإسماعيل القاضي المالكي: "لم يصح في فضائل معاوية شيء".
وتأويلات بعض المعاندين السمجة بقولهم بأن الحافظ أراد كذا ولم يرد كذا تقوّلٌ وافتآت من مستكبر معاند بالباطل، ولن ينفعهم ذلك، لأنهم سيقعون على مناخرهم.

وأما الإمام الكوثري الحنفي رحمه الله تعالى ورضي عنه فقد بين أنه لا يرضى عن معاوية وذويه وآل حرب الذين هم آل أبي سفيان من الأمويين بطريقة فنية ذكية! فحب آل البيت ومناهضة شانئيهم دأب وغرض العلامة الكوثري رضي الله تعالى عنه وإن لم يستطع إظهار ذلك بكل صراحة خوفا من تشنيع المشنعين حسب السنن السائرة من بعض المشايخ في تشويه سمعة وصورة من يظهر فضل العترة المطهرة الكريم ويقلي شانئيها! فيرمونه بالرفض زيادة على التجهم والاعتزال! لأن هذه التهم أسلحة المفلسين ضد المصلحين!
فكان رحمه الله تعالى يدور في ذلك بين التصريح والإشارة لهذا الموضوع ما بين فينة وأخرى ! فهو القائل كما في مقالة المحاريب من ضمن مقالاته ص (149):
[ونعيم بن أبي هند ناصبي كان يتناول علياً كرَّم الله وجهه فلا حب ولا كرامة].

وهو القائل رسالته (صفعات البرهان على صفحات العدوان) عن المشبهة والمجسمة:
[ومن معتقد هذه النحلة الباهتة: الحكم بالخاطر، والجهر بالتشبيه والمكان، وتكفير مخالفيهم، والتحزب لآل حرب].
وآل حرب هم الأمويون والمقصود بهم أبو سفيان صخر بن حرب وابنه معاوية ومن كان معهم من أعداء العترة المطهرة!

فهو يقرر أن من علامات تلك الفئة الزائغة التحزب لمعاوية وذويه! الداعين إلى النار كما رواه البخاري في صحيحه!

ويقول العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في تقريظه على كتاب "الروض النضير" في فقه السادة الزيدية (4/337):
(وهكذا تقلَّب علي كرَّم الله وجهه في العلم طالباً ومطلوباً طول حياته، من يوم فطامه إلى عهد حمامه ، ولا شك أن السبطين السعيدين عليهما السلام كانا من أكبر الناس حظاً وأوفرهم نصيباً مَنْ تَعَهَّدَ مثل هذا الوالد الجم المحامد من تهذيبه وتعلمه وتقويمه، فَوَفْرَة ما ورثاه منه من العلوم مما لا يرتاب فيه غير ناصبي، يكون عقله أقل من عقل كل صبي).

فعلاً يبقى هذا الصبي يتكلم وهو لا يعي ما يقول! فيريد أن يغطي الحق بترهاته ودراساته الخاسرة في ميزان العلم!

وكان العلامة الكوثري يحترم علماء آل البيت وإن كانوا أصغر منه سناً فهو يقول عن الشريف المحدث العلامة سيدي عبد الله ابن الصديق الذي كان بينهما نحو نيف وثلاثين سنة في العمر في "المقالات" ص (148):
[وقد أجاد الأستاذ السيد عبدالله ابن الصديق الغماري فيما علَّقه على رسالة السيوطي في حكم الصلاة في المحاريب وكشف الستار عن خبايا أسانيدها وأبان عدم صحة التمسك بما فيها من جهة التدليل على ما يدَّعيه السيوطي].
وكان فيما أخبرني سيدي الشريف عبد الله ابن الصديق أعلى الله درجته إذا التقوا في مكان وحان وقت الصلاة قدَّمه العلامة الكوثري وإذا سئل وبخاصة عن حديث في مجلس اجتمعا فيه قال: (لا يُفتى ومالك في المدينة).
وأظن هذا أيضاً مدونا في كتاب سيدي عبد الله ابن الصديق المسمى "سبيل التوفيق إلى ترجمة عبدالله ابن الصديق" وكذلك فعله مع مسند العصر السيد أحمد رافع الطهطاوي المتوفى سنة 1355هـ .
قال سيدنا الإمام عبدالله ابن الصديق الغماري في الجزء الثالث من (فتاواه) ص (32) في شأن معاوية:
[ومعاوية أسهم في قتل الحسن عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية ، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء ، ومسلمة الفتح نوعان: نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبسر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن ، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبدالله البجلي ورئيسهم معاوية الباغي بنص الحديث].
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/104) :
[ وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما ] .
وفي كتاب "نفح الطيب" (2/542) في ترجمة الحافظ المفسر إمام اللغة أبي حيان صاحب تفسير "البحر المحيط" ما نصه :
[برع في النحو، وانتهت إليه الرئاسة والمشيخة فيه، وكان خالياً من الفلسفة والاعتزال والتّجسيم، وكان أولاً يعتقد في الشيخ تقي الدين ابن تيمية وامتدحه بقصيدة، ثم إنّه انحرف عنه لما وقف على كتاب العرش له، قال الفاضل كما الدين الأدفوي: وجرى على مذهب كثير من النحويين في تعصبه للإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه التعصب المتين، قال: حكي لي أنّه قال لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة: إن عليّاً رضي الله تعالى عنه عهد إليه النبيّ صلى الله عليه وسلّم أن لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، أتراه ما صدق في هذا فقال: صدق، قال فقلت له: فالذين سلّوا السيوف في وجهه يبغضوه أو يحبّونه أو غير ذلك ؟!].
ولا أريد الإطالة في هذه العجالة الإطالة بأكثر من هذا!

فليبق كل متعجرف ناصبي لا يزال عرق التوهب والتكفير سار في عروقه يهذي كما يشاء إذ ليس لكلامه قيمة في ميزان البحث العلمي مهما أظهر أنه باحث منصف يسلك طريق العلم!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل
أضف رد جديد

العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“