بعض الاختلافات في نسخ مخطوطة أي كتب لا يفيد ان الكتاب مُحرّف أو تم العبث به كما هو معلوم عند المحققين من أهل العلم:
يُصرّ بعضُ الناس في سبيل نصر ما يحلم ويهوى أن يصل إليه – وهو يعلم أو لا يعلم – أن اختلاف نسخ مخطوطة كتابٍ ما وعدم تطابقها مائة بالمائة دليل على أن الكتاب غير ثابت أو تم التلاعب به أو طالته الأيدي الأثيمة!
وهذا غير صحيح! أي هذا لا يُثْبِتُ أن الكتاب تم تحريفه أو أنه غير ثابت عن مؤلفه!
فهذا الادعاء خطأ محض! فنسخ الصحيحين وغيرهما مثلاً من كتب السنة المعتمدة فيها اختلاف ما بين النسخ المخطوطة وبعضها فيها زيادة قد تصل إلى مائة حديث أو أكثر!
وقد قمت بنفسي بتحقيق عدة كتب مخطوطة منها دفع شبه التشبيه لابن الجوزي والعلو للذهبي وتأسيس التقديس للفخر الرازي وغيرها ووجدت بينها اختلافا!
والتحريف والعبث يُعرف أيضا باختلافٍ واضحٍ تفرّدت به نسخة! لكن ليس أي اختلاف وإنما يقرر ذلك المختصون بتتبع الأفكار والقضية بدقة!
ومن دلائل أن الاختلاف بين نسخ المخطوطة لكتاب ما لا يعد تحريفا: أن كثيراً من الكتب المطبوعة الثابتة عن مؤلفيها والمتفق على أنه لم يتم التلاعب بها تجد المحقق أو المحققين يشيرون في كل صفحة في التعليقات والحواشي إلى كلمات فيها اختلاف بين النسخ .. فيقولون في نسخة كذا وقع كذا وفي نسخة كذا الكلمة أو الجملة كذا .... الخ
وهذا معروف عند أهل هذه الصناعة!
ولما احتار المنتسبون إلى الأشعري في كتاب الإبانة الثابت عنه والمهجور هو وكتبه الأخرى بين أتباعه واستشنعوا ما فيه أو فيها قالوا بأنه مدسوس عليه أو تلاعبت به الأيدي الأثيمة !! ولم يدركوا مغزى ومقصود الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى لما قال (بأن النسخة المطبوعة في الهند تلاعبت بها الأيدي الأثيمة)!! كما انهم رموا قول الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري أدراج الرياح وأعرضوا عنه وهو الذي نقل قطعة من الإبانة في تبيين كذب المفتري متطابقة تقريبا مع النسخ المطبوعة المحققة!!
مع أن كلام الأشعري في سائر كتبه إلا اللمع يوافق ما في الإبانة ! وكذا ما نقله المقربون منه كابن فورك في مجرد مقالات الأشعري يتطابق أيضاً مع ما في الإبانة!
ومخالفة الأئمة الفحول من منزهي أهل السنة كإمام الحرمين والغزالي وابن العربي المالكي والفخر الرازي له وردهم على قوله في الصفات بالخصوص وتصريحهم بمخالفته مع ذكر اسمه دليل ثبوت ما في الإبانة عنه!
لذا سار أصحاب المتون والشروح والحواشي على منهج إمام الحرمين ولم يعولوا على ما في الإبانة وغيرها ولا على ما يقوله الباقلاني من إثبات الوجه والعينين واليدين والأصابع ونحوها مؤكدين خروجهم عن طريقته تلك!
كما أنهم لم ينقلوا عن الإبانة التي لم تُحرّف – على زعمهم - !!
والمخالف في ذلك الذي يعاند متعنت غير بصير على التحقيق يضرب في حديد بارد!!
بعض الاختلافات في نسخ مخطوطة أي كتب لا يفيد ان الكتاب مُحرّف أو تم العبث به كما هو معلوم عند المحققين من أهل العلم:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm