يجب أن نفهم أن الناس جميعا (الصحابة ونحن) تحت ميزان الشرع!

توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

يجب أن نفهم أن الناس جميعا (الصحابة ونحن) تحت ميزان الشرع!

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

يجب أن نفهم أن الناس جميعا (الصحابة ونحن) تحت ميزان الشرع!

وكلهم يصنَّفون حسب الموازين الشرعية المؤمن الصالح التقي في الجنة والطالح الفاجر المجرم في النار، والشرع جاء للأمة جميعها... للصحابة والتابعين وإلى الناس جميعا طيلة تلك القرون وإلى هذا اليوم، ليس أحد مستثنى بحيث لا تنطبق عليه قوانين وأوامر وأحكام رب العالمين سبحانه وتعالى.

هناك كثير من الآيات نزلت في المجتمع الذي كان يعيش زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتلك الآيات الكريمة تحكم فيهم، وتقرر أن هناك الصالح وهناك من هو غير ذلك!

فلا يغالطن أحد ويتمرد على ما فصل الله تعالى وبين!

فلا الصحابة مستثنون ولا نحن مستثنون!

قال تعالى لنبيه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله:

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَـــــــــــثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفـــــــــى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}

لاحظ أن هناك بررة متقين وهناك من قال الله تعالى عنهم:
{فمــــــــــــن نكـــــــــــــث فإنما ينكث على نفسه}!

كما قال: {ومن أوفـــــــــــــــــــــى بما عاهد عليه اللــه}

وقال تعالى في أصحاب مسجد الضرار في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم:
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ...}

وقال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} الْآيَةَ،

وَقَالَ تَعَالَى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا}
ذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من المتمردين على سيدنا رسول الله وهم:
المنافقون.
الذين في قلوبهم مرض.
المرجفون.
وقد يكونون نوعاً واحداً

هل هؤلاء – أي كل من ذكروا في الآيات السابقة- كانوا في عهد سيد الخلق صلى الله عليه وآله ولقوه واجتمعوا به ورأوه واستمعوا إلى خطبه وموعظته وتظاهروا بالإيمان؟!

هذه آيات نزلت في أشخاصٍ الذين كانوا يعيشون في زمن النبي وفي البلد التي هو فيها كما هو معلوم!

وقال تعالى:
{ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدَّقنَّ ولنكونن من الصالحين ، فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}!

ألم يخاطب الله تعالى الصحابة بقوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} وهذا الخطاب يشملهم ويشملنا!

انتبه {فسوف نصليـــــــــــــه ناراً} ووعيد الله صدق!

وقال تعالى:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ..}

ثم قال سبحانه: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

هل هذا حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أعني {وتركوك قائماً}؟

روى البخاري (936) ومسلم (863):
..... حدثنا جابر بن عبد الله قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا اثنا عشر رجلا فنزلت هذه الآية {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}

ما رأيكم؟!

هذا كلام الله تعالى وليس كلام الروافض هذه أحاديث البخاري ومسلم وليست أحاديث المجوس ولا عبدة النار!!

والآيات في هذا كثيرة جدا فيها وفي تفسيرها مجلد!

أما الأحاديث فأختصر هنا في هذه الحلقة وأقول:

وقد جاء في أحاديث الحوض في الصحيحين وغيرهما ما يجلي لنا هذه المسألة:
فقد روى البخاري في "صحيحه" (6585) من حديث أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي فَيُحَلَّئُونَ عن الحوض فأقول يا رب أصحابـــــــــــــــــــــــي! فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). ومعنى يُحَلَّئُون : يُبْعَدون ويُطْرَدون ويذادون .

وفي روايةٍ للبخاري (6097و6528) ومسلم (367و4243) يقول صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك : (سحقاً سحقاً لمن بدَّل بعدي).

[قال المازري في "شرح البرهان": لسنا نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه صلى الله عليه وآله وسلم يوماً أو زاره أو اجتمع به لغرضٍ وانصرف عن كثب وإنما نعني به الذين لازموه وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون انتهى].

المازري أحد أئمة وأعلام أهل السنة والجماعة ترجمه الذهبي في سير النبلاء (104/20) فقال:
[الشيخ الإمام العلامة البحر المتفنن أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي ، مصنف كتاب : المعلم بفوائد شرح مسلم .... وكان أحد الأذكياء الموصوفين والأئمة المُتَبَحِّرِين ... وكان بصيراً بعلم الحديث].

وقال العلامة سعد الدين التفتازاني الحنفي الأشعري – (توفي 793هـ) ترجمه ابن حجر في "الدرر الكامنة" (4/350) – في "شرح المقاصد" (5/310):
[يعني ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب المُلك والرياسة ، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوماً ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخير موسوماً ......
أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال...... ].

وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (16/139) :
[ولم يقتل ـ النبي ـ المنافقين لهذا المعنى ولإظهارهم الاسلام، وقد أُمِرَ بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، ولأنهم كانوا معدودين في أصحابــــــــــــــــه صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه، إما حمية وإما لطلب دنيا أو عصبية لمن معه من عشائرهم].

هذا كلام أئمتكم وعلمائكم يا إخواننا مع أدلة الكتاب والسنة، وليس هذا كلام المجوس ولا عباد النار أيها العقلاء!.

روى البزار في "مسنده" (46/6) عن الصحابي الجليل المقداد بن الأسود قال :
[وأيم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه بعد حديثٍ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعت رسول الله يقول :
(لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا غليت)].
قال البزار عقبه: وإسناده إسناد حسن.
وصححه متناقض العصر في صحيحته (703/2).

وأخرج الإمام البزار (في مسنده 11 : 227 ، رقم : 5069 تحقيق : محفوظ الرحمن زين الله) قال :
حدثنا أبو موسى ، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: (يقول أحدهم: أبي صحب النبي، وكان مع أبي، وَلَنَعْلٍ خَلِقٍ خيرٌ من أبيه) اهـ .

معنى كلام سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: أي يفتخر بعض الناس في زمنه فيقول أحدهم: أبي صحب رسول الله وكان النبي مع أبي يوما وأبوه لا يسوى شيئاً!!

قال الهيثمي (في مجمع الزوائد 1 : 113 ، رقم : 435) : رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وقال ابن حجر العسقلاني (في مختصر زوائد البزار لابن حجر 1: 109، رقم: 62) : صحيح الإسناد .

وبهذا يتبين أن الناس تحت ميزان الشرع سواء أول هذه الأمة أو آخرها.. الصحابة ونحن.. وغيرنا ... ولا معصوم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ...

نحن لا نفرض رأينا وقولنا على أحد وإنما نبين ما وجدناه في كتاب ربنا وسنة نبينا وغفل عنه من يدعي التقوى والورع!! فليأخذ به من شاء وليدعه من شاء!.

والأدلة عندنا في القرآن والسنة الصحيحة كثيرة وكثيرة وكثيرة جدا، فلا يتفلسفن أحد علينا، ولتنصعوا لحكم الله تعالى، ولا يقولن (يكفيه أنه صحابي) فهذه حجة داحضة بشهادة آيات القرآن والأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة، وما خالف ذلك فبدعة مذمومة!!.

وهذا الذي قدمناه في عموم الناس زمن الصحابة ومن بعدهم فكيف بمن وردت فيهم النصوص بالخصوص وكيف من ورد فيه أنه إمام الفئة الباغية وأن سيدنا عماراً يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟!
كما في البخاري (447)!!

وكيف وكيف؟!

وفي الجعبة كثير مما دوناه وسيظهر تباعا إن شاء الله تعالى!!

فلا يفتينّ أحد بلا علم ولا استقراء ولا يشتمنّ أحد بحقد وحسد وازدراء !!

فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم!

وأصحاب فكرة:
(هذا مو وقته)
(والأمة تتصارع وأنتم مشغولون بهذه الأمور)
(وأولئك ماتوا وشبعوا موتا)
وغير ذلك من المثبطات وعبارات الجهالة
نرميها ولا نلتفت إليها ولا يُعوّل عليها !!
نحن نناقش بعلم وأدلة لفهم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ونريد أن نعرف تاريخنا لنصلح واقعنا ونتبع أهل الهدى ونجتنب أهل الهلاك والردى!
وفقنا الله جميعا للخيرات والمودة والرحمة والعلم والعبادة والإخلاص

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل


أضف رد جديد

العودة إلى ”توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ“