الرد على من يقول: الظروف المقيدة بـ ( مِن ) لا تعني إلا الحقيقة:

قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

الرد على من يقول: الظروف المقيدة بـ ( مِن ) لا تعني إلا الحقيقة:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

الرد على من يقول: الظروف المقيدة بـ ( مِن ) لا تعني إلا الحقيقة:

قال الدكتور نذير العطاونة في كتابه: ( القواعد اللغوية المبتدَعة):
المسألة الثالثة عشرة :
ادعاؤهم أن الظروف المقيدة بـ ( مِن ) لا تعني إلا الحقيقة


قال صاحب كتاب (( الرحمن على العرش استوى )) (ص58) : [ إن ذكر الظرف ( فوق ) جاء في هذه الآية مقيّداً بحرف الجر ( مِن ) ( من فوقهم ) ، والظروف المقيدة في اللغة العربية مثل ( من فوق ) و ( من تحت ) لا تعني إلا معاني الظروف الحقيقية لا المجازية ، وتختلف عن جميع الظروف التي تأتي غير مقيدة مثل ( فوق ) و ( تحت ) التي قد تعني الحقيقة أو المجاز أو كليهما معاً ] .
قلت : قال تعالى : { وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ }(البروج/20) ، قال القرطبي في (( تفسيره )) (19/298) : [ قوله تعالى : { والله من ورائهم محيط } أي يقدر على أن ينزل بهم ما أنزل بفرعون ، والمحاط به كالمحصور ، وقيل : أي والله عالم بهم فهو يجازيهم ] ، فـ (ورائهم) ظرف قُيّد بـ (من) وكان على المعنى المجازي أي والله عالم بهم . وقال تعالى : { وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }(المؤمنون/100) ، فـ (ورائهم) المقيدة بـ (من) مجاز وليست على الحقيقة ، والمراد تقنيط الكفار من الرجوع إلى الدنيا . قال الإمام أبو حيان في (( البحر المحيط )) عند تفسير هذه الآية : [ { وَمِن وَرَائِهِمْ } أي الكفار ، { بَرْزَخٌ } حاجز بينهم وبين الرجعة إلى وقت البعث . وفي هذه الجملة إقناط كلي أن لا رجوع إلى الدنيا ، وإنما الرجوع إلى الآخرة استعير البرزخ للمدة التي بين موت الإنسان وبعثه ] .
وقال زهير بن أبي سلمى:
حَتّى إِذا أَدخَلَت مَلامَتَها مِن تَحتِ جِلدي وَلا يُرى أَثَرُ
فدخول الملامة تحت الجلد مجاز لا يمكن حمله على الحقيقة .
أضف رد جديد

العودة إلى ”قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد“