المجاز ثابت في القرآن الكريم وفي اللغة العربية ولا شك في ذلك:

[عود الخيزران]

المجاز ثابت في القرآن الكريم وفي اللغة العربية ولا شك في ذلك:

بعض المتنطعين يحاولون إنكار المجاز في القرآن الكريم ليمرروا آيات الصفات على ظاهرها، ومنهم ابن تيمية ومن يقلده كالشيخ الشنقيطي صاحب "أضواء البيان" المجامل للمصلحة على حساب قناعاته الأصلية وغيرها.. وهم في ذلك يخالفون أسلوب القرآن الكريم واللغة العربية، فلا يريدون أن يفسروا ويؤولوا آيات القرآن حسب اللسان العربي الذي أنزل الله تعالى به كتابه الكريم، ولا حسب ما فسر وأول سيدنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بعض الآيات الكريمة كتأويله الخيط الأبيض والخيط الأسود مجازاً بضوء النهار وسواد الليل، وكما أول الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس رضي الله عنهما الساق بالشدة والنسيان بالترك والجنب بالحق والأمر والأيدي بالقوة وغير ذلك كما هو ثابت عن أئمة السلف المتقدمين بالأسانيد في مثل تفسير الحافظ ابن جرير الطبري (ت310هـ) وغيره.

وقد ألف الإمام أبو عبيدة معمر بن المثنى (110-209هـ) كتابه المشهور والمطبوع "مجاز القرآن"، وقال بالمجاز أئمة السلف ومن جاء بعدهم كالإمام الشافعي وأحمد بن حنبل.
ومن تلامذة أبو عبيدة معمر بن المثنى: أبو عبيد القاسم بن سلام (157-224هـ)، وكل ما نقلوه عن القاسم بن سلام من نفي التفسير والتأويل وقوله بأن نفي التأويل والتفسير كان مذهب من قبله من العلماء فكذب لا يعوَّل عليه ولا يصح كما بينت ذلك في عدة مواضع من تعليقاتي وخاصة على "علو" الذهبي.

وابن تيمية تناقض واضطرب في قضية المجاز فنفاه في كتاب "الإيمان" (109) وأثبته في "الرد على البكري" (2/708) وفي "درء التعارض" (5/14). وبذلك يتبين اضطراب مَنْ أنكر المجاز.

وكذا ابن قيم الجوزية تناقض فيه فنفاه في "الصواعق المرسلة" واعتبره طاغوتاً، وأثبته في "الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن وعلم البيان" ودلل في الكتاب الثاني على أنه وارد وثابت في كثير من آيات القرآن الكريم.
وكذا ذيلهما الألباني أثبته في مواضع.

ومن الأمثلة الجلية على إثبات المجاز: قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً) وليس المراد عمى العينين وإنما هو عمى الفهم والبصيرة والعناد الذي هو تكذيب الله تعالى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وآله....

والله تعالى أعلم