بيان الفرق بين القول والكلام من خلال تفسير قوله تعالى:{وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا ن

[عود الخيزران]

بيان الفرق بين القول والكلام من خلال تفسير قوله تعالى:{وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ} :

قال سماحة السيد حسن السقاف:

يستدل البعض بأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس ، وممن استدل بهذه الآية الباقلاني في كتابه الإنصاف ص (109) ، وفي هذا الاستدلال تعسف كما لا يخفى ، وإليكم بيان هذا:

إنّ هذا قول { ويقولون } ـ كما هو في الآية الكريمة ـ وليس كلاماً ! فلم يقل سبحانه ( ويتكلمون ) فليس في الآية الكريمة أن الكلام هو ما يدور في النفس بل فيه أن القول ما يدور في النفس إن سَلَّمنا بأن معنى الآية كذلك ، وفرق بين الكلام والقول كما تقدم عند أهل اللغة ، ( يجد الزائر لهذا الموقع تفصل القول في الفرق بين الكلام والقول تحت عنوان :"الكلام هو اللفظ وليس المعاني القائمة بالنفس ولا ما يدور في قلوب الناس" وفي هذا الموقع رد لدعوى الباقلاني في أن الكلام هو حديث النفس ، وكذلك بيان لعدم صحة ما ينسب إلى الأخصل في شعره ... فانظره تغنم ) .
ومعنى الآية : أي ويقولون سِرَّاً فيما بينهم ؛ أي : فيما يتناجون به بينهم بدليل سياق الآية ، وسياق الآية وتمامها هو قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } المجادلة .