على هامش فتنة خلق القرآن! في مسألة خلق القرآن هل كان رأيَ أحمد ابن حنبل خطأ أم صوابا وهل كان تصوره صحيحا في المسألة ؟

قضايا تاريخية
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 901
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

على هامش فتنة خلق القرآن! في مسألة خلق القرآن هل كان رأيَ أحمد ابن حنبل خطأ أم صوابا وهل كان تصوره صحيحا في المسألة ؟

Post by عود الخيزران »

على هامش فتنة خلق القرآن!


قال أحد الإخوة الفضلاء في مقالة له ونسيت الآن اسمه فليسامحنا:
في مسألة خلق القرآن هل كان رأيَ أحمد ابن حنبل خطأ أم صوابا وهل كان تصوره صحيحا في المسألة ؟
كان أحمد يقول إذا قلتَ: القرآن مخلوقٌ؛ فأنت كافر!
وإن قلت: القرآن غير مخلوق؛ فأنت مبتدع!
وإن قلت: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فأنت جهميّ.
وإن قلت: القرآن كلام الله تعالى، ولم تقل شيئاً؛ فأنت واقفيّ، والواقفيّ شرٌّ من الجهميّ!
قال الكرابيسي معقبا على ما سبق
((هل هذا موقفُ من يعرف ما يُريد))

الكلام الذي يذكره الحنابلة في تفسير موقف أحمد ؛ ليس إلّا من أجل التسويغ السخيف، وعدم تجرّئهم على القول بأنّ أحمدَ لم يكنْ يعرف هذه المسألةَ، ولا يعرف كيف يجيب عنها!
ومن جهلِ الأمّة وتعصّبها؛ تفخيمُ وتعظيم أحمد ابن حنبلٍ؛ لمجرد أنه خالفَ السلطان وتحمله السجن والتعذيب ، ثم اسقاطه الكرابيسيّ الإمام الفقيه الجبل وامتناعه عن مجالسة داود الإمام العلامة الأثري الورع!
قال الذهبيّ: «ولا ريب في أنّ ما ابتدعه الكرابيسيّ، وحرّره في مسألة التلفظ، وأنه مخلوق؛ هو حق، لكن أباه أحمد لئلّا يتذرّع إلى القول بخلق القرآن، فسدّ الباب؛ لأنك لا تقدر أن تُفرز التلفظ من الملفوظ، الذي هو كلام الله، إلّا في ذهنك».
انتبه إلى قول الذهبيّ: «ابتدعه الكرابيسيّ» ثم إلى قوله بعد كلمات «هو حقّ» ...
تقديس وأسرة أحمد هي المشكلة في عقول الحنابلة!
أمّا اعتذاره عن أحمد؛ فهو بارد متكلَّف،
عندما قال الكرابيسيّ «تلفّظك بالقرآن؛ غير الملفوظ» بلغ قولُه أحمدَ، فقال: «هذه بدعة»!
فلمّا علم الكرابيسيّ بقول أحمدَ؛ قال: «أيّ شيءٍ نعمل بهذا الصبيّ؟ إن قلنا: مخلوق؛ قال: بدعة! وإن قلنا: غير مخلوق؛ قال: بدعة»!
ونقل عنه ابن شاذان الهمذاني أنه قال: «من قال: لفظه بالقرآن مخلوق؛ فهو جهميٌّ مخلّد في النار، خالدًا فيها، ثم قال: وهذا شرك باللهِ العظيم» طبقات الحنابلة (1: 109).
وقال أبو بكر السراج: سألتُ أحمدَ عن رجل يقول: القرآن مخلوق؟ فقال: كافر! وسألته عمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق؟ قال: جهمي» طبقات الحنابلة (1: 270).
وقال ابن هانئ في مسائله (1865): وسمعت أحمد يقول: أخزى اللهُ الكرابيسي، لا يُجالَسُ، ولا يكلّم، ولا تُكتب كتبه، ولا يجالسُ من جالسه» وذكره بكلام كثير. وقيل له ما لا أحصي: مَن قال: القرآن مخلوق؛ فهو عندك كافر؟ قال: نعم، هو عندي كافر».
وفي كتاب الإبانة لابن بطة (1: 338): قال المرّوذيُّ: قلت لأبي عبدالله: إن الكرابيسي يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو كافر؟ قال: بل هو كافر، مات بِشر المريسيُّ، وخلَفَه حسينٌ الكرابيسي». بمجرّد أن نقل له المرّوذيُّ قولاً عن الكرابيسيّ؛ رماه بالكفر!
ولو كان أتباعه الحنابلة في تلك الأيّام، يَعقِلون شيئاً من العلوم العقليّة؛ لقدّموا حسيناً الكرابيسيّ، ولم يلتفتوا إلى قول أحمدَ ..
في الوقت الذي لا تستحقّ هذه المسألة الجدالَ بها أصلاً! الإمامان علي ابن المدينيّ ويحيى بن معين؛ قالا بخلق القرآن، خَوفاً من تَعذيب ابن أبي دُؤاد المعتزليّ الظالم، ثم اعتذرا من أحمد بعذرهما؛ فلم يقبل عذرهما، وأمر بترك الرواية عنهما، وقد ظلّ إلى آخر عمره مستمسكاً بهذا الموقف الباطل !
تصوّر الإمام أحمد للخِلاف في مسألة خلق القرآن، هو كما ذكرنا ولا نجد ممن يفهم العلوم العقلية من أتباعه سوى الاعتذار البارد وقامت الأمة بأسطرة الإمام أحمد بسبب هذه المسألة !
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أحمد هو من أساء إلى داود وشنع عليه بسبب وشاية الذهلي الذي وشي أيضا بالبخاري وتسبب في تشريده ومطاردته في البلاد حتى مات غريبا
الغريب أن الحنابلة المعاصرين عندما قال ابن عقيل الظاهري أنه ينبغي أن نقول أن القرآن كلام الله ولا نزيد قام هؤلاء المعاصرون المخذولون من الحنابلة بالتشنيع عليه ولو استطاعوا الوشاية به لدى حكامهم اسجنه أو قتله لفعلوا ولكن الله سلم.
و هم من ينفرون الناس عنا وعن كتبنا ويرددون أكاذيب أسلافهم عن ابن حزم والظاهرية بينما هم وكبراؤهم بهذا الجهل الفاضح!
Post Reply

Return to “قضايا تاريخية”