الرد على من تعرض لكتابنا صحيح صفة الصلاة! نقد: (الصلاة في النعال)

مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

الرد على من تعرض لكتابنا صحيح صفة الصلاة! نقد: (الصلاة في النعال)

مشاركة بواسطة cisayman3 »

(الحلقة الأولى):
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه البررة المتقين، وبعد:
فقد وقفت على كتاب اسمه (منهج الإمامين الألباني والسقاف في كتابيهما صفة الصلاة للألباني وصحيح صفة الصلاة للسقاف دراسة مقارنة) إعداد: هيثم بن علي بن عبد البصير بن علي أحمد الشيخ.
وهي دراسة لنيل رسالة أو شهادة الماجستير. وأنا لا أعرف هذا الشخص بتاتاً ولم أقف على الكتاب إلا بتاريخ 1-9-2018 تقريباً. والمشرف على الرسالة هو الدكتور: محمد إبراهيم محمد الحلواني. وهذا لا أعرفه أيضاً ولم أسمع به من قبل.
وهذه الرسالة قرأتها ووجدت أن مؤلفها أسهب بذكر مؤلفاتي والتعريف بكل مؤلف نقلا عما كتبته أنا العبد الفقير لله تعالى عنها في نحو (32) صحيفة، ولم يغمطني حقي في الترجمة وكان منصفاً فيها فجزاه الله على ذلك. فاستبشرت خيراً.
إلا أنني لما قرأت المقارنة والترجيحات للمسائل التي كان فيها خلاف بيني وبين الألباني بنظره تفاجأت حيث لم أجده منصفاً فيها مع وضوح الدليل والبرهان فيما أوردته، ووجدته ـ وليسامحني ـ يلف ويدور كثيراً في بيان الراجح! مع أن له الحق فيما يختاره هنالك بلا شك.
وقد عللت ذلك بأمور: أنه إما لا يستطيع أن ينصر قولي لأن المشرفين في جامعته ـ التي لا أعرفها ـ سلفيون وهابيون سيسقطون رسالته ويردونها، وإما أنه متعصب للألباني، وربما يكون أمر آخر أنا لا أعرفه ولا اطلاع لي عليه.
والكتاب لا يستحق القراءة بنظري.
وعلى كل حال فإنني سأنبه على ما وقع فيه من أخطاء ضمن حلقات إن شاء الله فأقول:
أولاً: لم يقارن بين مقدمتي التي عقدتها في الدعوة لحسن الأخلاق وبين مقدمة الألباني التي شحنها بالسباب والشتم لجماعة من العلماء وغيرهم. فمر ولم يذكر شيئاً من ذلك!
ثانياً: أول مسألة طرحها (الشيخ هيثم) مسألة الصلاة في النعال:
لقد ذكرت في كتابي أن الأفضل هو خلع النعلين في الصلاة وذكرت أحاديث فيها الصلاة بالنعال وكذلك أحاديث فيها الصلاة بخلع النعال، وقلت بأن الخلع هو السنة، ونقلت عن جماعة من الحفاظ ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (1/494) ونصه:
[((قال ابن بطّال: هو محمول على ما إذا لم يكن فيهما نجاسة، ثم هي من الرُّخص كما قال ابن دقيق العيد لا من المستحبّات، لأنَّ ذلك لا يدخل في المعنى المطلوب من الصلاة، وهو وإن كان من ملابس الزينة إلا أن ملامسته الأرض التي تكثر فيها النجاسات قد تقصر عن هذه الرتبة)) اهـ.
قلت ـ حسن ـ: ولا معنى الآن إلى لبسهما في الصلاة إلا التنطع عند من يدّعي العمل بالسنَّة وهو لا يفقهها ولا يفهم ما المراد من النصوص وما يستنبط منها، والله الهادي].
وقد بينت هناك أن المقصود بكلامي هذا المساجد المفروشة بالسجاد حيث قلت:
[فهذا الحديث يثبت أنَّ أرض المسجد كانت من تراب وكان لا بأس أن يصلّي الإنسان بنعليه لذلك، وأما مساجد اليوم التي فرشت بأنواع من البسط والسجّاد ورتِّبت فيها خزائن خاصة للأحذية على أبوابها أو عند مداخلها أو غير ذلك، فلا يليق أن يدخل الإنسان بحذائه أو نعله فيدوس على تلك السجاجيد ويترك مراعاة النظافة فيها والنظام الذي رغّب فيه الإسلام، ولا نظنُّ أنَّ عاقلاً يخالف ما قلناه وقررناه. وأما في البرّية والصحراء ونحوهما فإذا أراد إنسان أن يصلي على الأرض مباشرة دون أن يضع حائلاً يفرشه تحته فغندئذٍ لا بأس أنْ يصلّي بنعليه أو حذائه بشرط أن يكون طاهراً].
ثم قلت في الحاشية:
[فساعتئذٍ يُطبّقُ حديث شداد بن أوس مرفوعاً ((خالفوا اليهود والنصارى، فإنهم لا يصلّون في خفافهم، ولا في نعالهم)) رواه ابن حبان في ((صحيحه)) (5/461) بهذا اللفظ... ونرى النصارى واليهود اليوم يدخلون إلى كنائسهم وبِِيَعهم فيُصلُّون بأحذيتهم، وقد ثبت في السنة الصحيحة بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلع نعليه في صلاته، فتعين استحباب خلعهما وكراهية لبسهما لمخالفة المشركين وإنني أعجب من الذين يدعون الناس اليوم إلى الصلاة بالنعال ليخالفوا اليهود والنصارى ويتركوا المسلمين منغمسين في أفعالهم وفكرهم وراء تقليد اليهود والنصارى فيتركون إنقاذهم! ويَدْعون إلى لبس النعلين في الصلاة لمخالفتهم!! ولا أدري أهم يخدعون أنفسهم أم يخادعون الناس!! والله من ورائهم محيط!!].
فجاء (الشيخ هيثم) فأراد أن ينقض كلامي هذا ـ وهذا عجيب منه ـ فقال:
[قلت: أما قول الشيخ السقاف (الأفضل خلع النعلين في الصلاة). وقوله: (هذه هي سنة الصلاة). أي عدم الصلاة في النعال فقول مرجوح للأدلة الكثيرة المتواترة التي تدل على مشروعية الصلاة في النعال، وكذلك لأمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة فيها مخالفة لليهود].
قلت: لم يعِ هو والألباني أن اليهود والنصارى اليوم يصلون في نعالهم وعليه أن يخالفهم ويمتثل السنة!
ثم نقل عن الشوكاني أسماء من صلوا بنعالهم من الصحابة ومن لم يكونوا يصلوا فيها وهذا لا يفيده لأننا لا ننكر ذلك. ثم نقل قول ابن تيمية باستحباب الصلاة بالنعال.
والعجيب الغريب أنه نقل عن ابن تيمية أن الإنسان إذا وطئ على العذرة (أي الغائط) ثم دلك نعله بالأرض فقد طهر وله أن يصلي فيه!
ثم نقل أحمد شاكر أنه: (لا خلاف بين أهل العلم في جواز الصلاة في النعال في المسجد وغير المسجد).
مع أن الأذى هنا كما قال البيهقي في السنن الكبرى (4/120) يحتمل ما يستقذر من الطهارات، ويؤكد ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أخبره الوحي أن فيهما قذراً ألقاهما ولم يمسحهما.
والصلاة بنيت على الطهارة والنظافة والوضوء ومكان العبادة كذلك!
و(الشيخ هيثم) احتج بالحديث الذي ذكره الشيخ أحمد شاكر (فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن كان فيهما أذى فليمسحه)!
ثم أورد كلاما لمقبل بن هادي الوادعي ـ عليه من الله ما يستحق ـ واحتج بحديث في البخاري ثم حديث في مسلم وفيه (فرأيته تنخع فدلكها بنعله)!
وكل ما تقدم من كلامه أفاد أنه يريد أن يصلي الناس بنعالهم بعد مسحها من النجاسة كالعذرة والغائط وكذلك القذارة كالنخامة في المساجد وأن هذه هي السنة!
ولا أريد هنا أن أتعقب الأحاديث التي احتج بها شيعته ورهطه وما فيها من علل وضعف حماد بن سلمة وغيره!
وبعد كل هذا الجدال المرير ـ للأسف بالباطل ـ الذي قام به (الشيخ هيثم) ليغلطني وينتصر للألباني وابن تيمية وابن القيم وأحمد شاكر والوادعي عاد فنقض كلامه وتناقض وقال موافقا لما قلته مرغماً:
(لا شك أن المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن مفروشة بالسجاجيد بل بالرمل والحصباء فكانت لا تتأثر بدخولها بالنعال أما المساجد اليوم وقد فرشت بالسجاجيد فدخولها بالنعال قد يؤدي إلى تراكم الأوساخ في المسجد وقد يتهاون البعض فيدخلون المساجد بأحذيتهم وعليها قاذورات أو نجاسة.. وهذا ليس من ديننا في شيء فديننا يحث على النظافة).
ثم نصح الناس ليعوضوا هذه السنة المهمة بنظره التي تفوتهم في المساجد فاقترح عليهم أن يذهبوا إلى بيوتهم ويصلوا بنعالهم ليحرصوا على السنة التي زعم أنها أميتت!
وهكذا نرى التعاكس والتناقض في عقول السلفيين الوهابيين!
وبذلك رد صاحبنا على السقاف وفند قوله وأخذ بالسنة!
ثم تناقض!
ولله في خلقه شؤون!
....... يتبع
أضف رد جديد

العودة إلى ”مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم“