بيان المراد من الآيات المحكمات ، من خلال تفسير قوله تعالى:{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ }:
يقول سماحة السيد المحدّث حسن السقاف في تفسير هذه الآية الكريمة:
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبَّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} آل عمران : ۷
ومعناها : أن الله تعالى حَكَمَ ونَصَّ على أن الآيات المحكمات - وهي التي لا تحتمل إلا معنى واحداً - هُنَّ الأصل والأساس والأم في فهم آيات الكتاب العزيز بل الدِّين بأسره، فلا يجوز فهم القرآن إلا بهن. وأن الزائغين هم الذين يجعلون المتشابه الأصل والأساس فيتمسكون به ولا يُرجعونه إلى المحكمات، فيضلون بذلك ويزيغون فيكونون سبب الفتنة في الأمة لأنهم يؤولونه تأويلاً باطلاً فاسداً حَسَبَ أهوائهم، وأما معناه وتأويله الصحيح فلا يعلمه إلا الله تعالى لأنه كلامه سبحانه، ويعلمه كذلك الراسخون في العلم ، قال تعالى : ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ آل عمران: ۱۸، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ﴾ يوسف : ٦. ودعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابن عباس فقال:" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "والراسخون في العلم يؤمنون بالمحكم والمتشابه قائلين: كل منهما من عند ربنا، وما يعرف ذلك إلا أصحاب العقول الصحيحة.
فالقرآن يجب الإيمان بمحكمه ومتشابهه ويجب رد متشابهه إلى محكمه.
بيان المراد من الآيات المحكمات ، من خلال تفسير قوله تعالى:{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُ
-
- مشاركات: 943
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm