نماذج من تلاعب بعض أهل الحديث المجسمة وتقولهم على علماء السلف لنصرة مذهبهم الباطل (2):

[عود الخيزران]

نماذج من تلاعب بعض أهل الحديث المجسمة وتقولهم على علماء السلف لنصرة مذهبهم الباطل (2):

ومنهم محمد بن عثمان ابن أبي شيبة ، ( ت ۲۹۷ هـ) صاحب كتاب "العرش":

قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (٣١٧/٥) في ترجمة محمد بن عثمان هذا) نقلاً عن الذهبي وزاد عليه : [ وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب، وقال ابن خراش كان يضع الحديث، وقال مُطَيَّن : هو عصى موسى تلقف ما يأفكون، وقال الدار قطني : يقال إنه أخذ كتاب نمیر فحدث به، وقال البرقاني: لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه... وقال ابن عقدة سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي وإبراهيم بن إسحاق الصواف وداود بن يحيى يقولون: محمد بن عثمان کذاب زادنا داود قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط، ثم حكى ابن عقدة نحو هذا عن طائفة في حق محمد انتهى. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كتب عنه أصحابنا وقال جعفر بن محمد الطيالسي كان كذاباً سمع عن قوم بأحاديث ما

حدثوا بها قط، متى سمع ؟! أنا به عارف].

انتبه هنا إلى قوله قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط ) وهذا يثبت أن هؤلاء (السلف المحدثين) يروون أموراً عن أقوام سبقوهم ويحكون عنهم أقوالاً لم يقولوها ! فهم يقولون من سبقهم من السلف أقوالاً ينصرون بها مذهبهم وعقيدتهم الوثنية وممن قالوا فيه مثل ذلك أيضاً ابن مَنْدَه! كما سيأتي إن شاء الله تعالى! وهؤلاء - أمثال ابن أبي شيبة وابن منده - نصوا فيهم بأنهم فعلوا ذلك بالخصوص والباقي فعلوا ذلك كما يستنبط العاقل البصير ذلك مما يجمعونه من الأقوال التي يودعونها في كتبهم وهم يعرفون أن أسانيدها غير ثابتة إلى قائليها، مع أن أصحابهم المجسمة كابن تيمية والذهبي وابن القيم ) يصفونهم بالأئمة والحفاظ والمحدثين وهم لا يميزون بين ما صح من الأقوال عن العلماء مما لم يصح! وهذا غش

وخيانة وخداع للناس بلا شك !

ونعود لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة هذا فنقول: قد كذبه أيضاً جعفر الطيالسي وعبدالله بن إبـراهيـم بـن قتيبة، وجعفر بن هذيل، ومحمد بن أحمد.

وقال الذهبي في "الميزان" (٣/ ٦٠٧ ) في ترجمة مُطَيَّن : [محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الحافظ مُطَيَّن مُحَدِّث الكوفة، حَطَّ عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحَطَّ على ابن أبي شيبة، وآل أمرهما إلى القطيعة ... قلت : مُطَيَّن وثَقَهُ الناس وما أصغوا إلى ابن أبي شيبة. توفيا سنة سبع وتسعين ومائتين].

قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" ( ٧ / ٢٥٧ أبو غدة ) في ترجمة مُطَيَّن زائداً على ما قاله الذهبي : وقد أنكر موسى بن هارون الحافظ أيضاً على مُطَيَّن أحاديث لكن ظهر الصواب مع مطين].

أقول: موسى بن هارون ( ت ٢٩٤هـ) وابن أبي شيبة من المحدثين المجسمة الذين كانوا مع أحمد

متعصبة ضد التيار الآخر من المنزهة فكان فريق مجسمة الحنابلة هؤلاء يحاولون الكر على المعتدلين ليشوهوا صورتهم كما حاولوا تشويه صورة أبي ثور، والكرابيسي، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن جرير، وغيرهم كما سيأتي في التعليق على ابن أبي شيبة في العلو !

حتى أن عائلة محمد بن عثمان وهم أبوه وأعمامه ساروا في ركاب الظلمة وأخذوا أعطياتهم وجوائزهم لتحقيق أهداف الظلمة السياسية ، قال الخطيب البغدادي في "تاريخه " ( ١٠ / ٦٧ )

سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان وهما من بني عبس وكانا من حفاظ الناس فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق وأمرهم المتوكل ان يجلسوا للناس وان يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية ... أخبرنا البرقاني قال قرئ على أبى علي بن الصواف وأنا اسمع حدثكم جعفر بن محمد الفريابي قال: سألت محمد بن عبيد الله بن نمير عن بنى أبي شيبة ثلاثتهم؟ فقال فيهم قولاً لم أحب أن أذكره .....

وهذا يثبت أنهم انتفعوا بأموال السلطان لنشر أفكار يريدها السلطان وهو المتوكل الظالم الفاجر !

وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٧ / ١٦٦ تدمري ) : [ قال جعفر بن محمد الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير قلت له : أيما أحب إليك؟ أبو خيثمة، أو أبو بكر بن أبي شَيْبَة ؟ فقال : أبو خَيْثَمة، وجعل يُطْرِي أبا خيثمة ويضع من أبي بكر ].

وهذا أيضاً مذكور في "تهذيب" المزي (٩ / ٤٠٥) وغيره.

وفي "سير النبلاء" للذهبي ( ١١ / ١٥٣) : [ الدار قطني أخبرنا أحمد بن كامل حدثني الحسن بن الحباب أن عثمان ابن أبي شيبة قرأ عليهم في التفسير : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل فقالها : ألف لام ميم]. ولذلك وصفهم الحافظ ابن جرير الطبري صاحب التفسير وهو يبين حال أبي بكر بن أبي داود ورهطه الحنابلة بقوله : [ لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة ] كما في "المنتظم" لابن الجوزي (۱۳/ ۲۱۷) وسيأتي الكلام مفصلاً في ترجمة ابن جرير إن شاء الله تعالى.

فهذا (محمد بن عثمان بن أبي شيبة ) أحد أئمة المجسمة من السلف الطالح من المزورين المقولين لمن قبلهم من الأئمة ما لم يقولوه ! توفي سنة (٢٩٧هـ)