أعرض عليكم قول الفخر الرازي رحمه الله تعالى في ذم بني أمية ومن ذلك: قوله هناك في تفسيره (32/313) أن من معاني الكوثر في قوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر}:
[والقول الثالث: الكوثر أولاده ؛ قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد ؛ فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يَبْقُون على مَرِّ الزمان، فانظر كم قُتِلَ من أهل البيت ثم العالم ممتلىء منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعباً به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم] انتهى.
ثم قال الفخر الرازي هناك (32/321):
[فإن رسول الله رأى بني أمية في المنام يصعدون منبره رجلاً فرجلاً فساءه ذلك، فأنزل الله تعالى: إنا أعطيناك الكوثر إنا أنزلناه في ليلة القدر فكان ملك بني أمية كذلك، ثم انقطعوا وصاروا مبتورين].
وأما في قضية البسملة التي قدمنا فيها الكلام قبل أيام وما جاء فيها عن معاوية وتركه للبسملة فقد قال الفخر الرازي في تفسيره (1/186):
[روى أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أنكر عليه المهاجرون والأنصار وقد بينا أن هذا يدل على أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم.....
والجواب عن خبر أنس من وجوه:
الأول: قال الشيخ أبو حامد الإسفرايني:.... أن علياً عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر، سعياً في إبطال آثار علي عليه السلام، فلعل أنساً خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله فيه، ونحن وإن شككنا في شيء فإنا لا نشك أنه مهما وقع التعارض بين قول أنس وابن المغفل وبين قول علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بقي عليه طول عمره فإن الأخذ بقول علي أولى، فهذا جواب قاطع في المسألة]. انتهى كلام الفخر.
والفخر الرازي والإسفراييني من أئمة الأشاعرة فليعتبر بذلك من يدعي الانتساب إلى الأشعرية وأهل السنة ويشنع علينا بمخالفة الأشعرية.
أما المتمسلفون الوهابيون فلا كلام لنا معهم هنا في هذه المقالة لأنهم لا يعتبرون الفخر الرازي ولا الاسفراييني.
بقيت مسألة وهي أيضاً جواب على من يتطاول ويشنع علينا من الأشاعرة والماتريدية وأهل السنة المنزهين في ردنا لبعض الأحاديث المروية في الصحيحين ويدعي أن أهل السنة أجمعوا على صحة ما فيهما! وهذا مع كونه سراب بقيعة فهو باطل من جهتين:
أولاهما: أن أهل السنة لم يجمعوا على ذلك وسننقل كلام الفخر الرازي فيه الآن.
والثانية: أن الإجماع المعتبر كما هو مقرر في علم الأصول هو إجماع الأمة والمسلمين جميعا لا أهل السنة وحدهم!
وإليكم كلام الفخر الرازي في أحاديث الصحيحين ليتكلم من يريد الكلام عن بينة:
قال الفخر الرازي في كتابه "أساس التقديس" في (الفصـل الحـادي والثلاثون
في كلام كلي في أخبار الآحاد) ص (170) طبعة شركة مصطفى البابي الحلبي / مصر / 1354هـ ـ 1935م:
[وأما البخاري والقشيري فهما ما كانا عالمين بالغيوب بل اجتهدا واحتاطا بمقدار طاقتهما، وأما اعتقاد أنهما عَلِمَا جميع الأحوال الواقعة في زمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى زماننا، فذلك لا يقوله عاقل، وغاية ما في الباب: أنا نحسن الظن بهما، وبالذين رويا عنهم. إلا أنا إذا شاهدنا خبراً مشتملاً على منكر لا يمكن إسناده إلى الرسول قطعنا بأنه من أوضاع الملاحدة، ومن ترويجاتهم على أولئك المحدثين].
فيا أيها المتعصبون إمامكم الفخر الرازي الأشعري رحمه الله تعالى يقول هذا الكلام - الذي ينبغي أن يكتب بالذهب - في أحاديث الصحيحين وأن بعض الأحاديث من أوضاع الملاحدة بكل وضوح!!
أما غير المتعصبين من المنصفين الذين يريدون اتباع الحق ومعرفة الصواب فهم على الرأس والعين وكلامنا هذا غير موجه لهم.
هذا مع التنبيه أن للصحيحين وغيرهما من كتب السنة مكانة عظيمة عندنا ونحن نحتج في كتبنا بالصحيحين وغيرهما ولكن التعصب والتزمت وادعاء عصمتهما وصحة كل ما فيهما مرفوض ومرفوض عند جميع العقلاء وعند كثير من أئمة الحديث والحفاظ.
والله الموفق
___________(تعليقات مفيدة)_____________
يَبْدُو أنَّكَ لَمْ تَتَفَطَّنْ لمَا ذَكَرَهُ شَيْخُنَا السَّقَّاف فَوْقُ فِي قَوْلِهِ:
[وابن حجر في الفتح اعترف ونقل في بعض الأحاديث انها لا تثبت]
-------
ثُمَّ عَلَّقْتَ بَعْدَهُ بِجُرْأَةٍ وَعَدَمِ تَيَقُّظٍ وَلَا تَنَوُّقٍ - فقَطْ تَرْدِيداً ومُسَايَرَةً لِلْجَمْعِ وإِِرْسَالاً لِلْكَلَامِ عَلَى عَواهِنِهِ - وَقُلْتَ:
[فكل حديث انتقده الدارقطني في صحيح البخاري الصواب هو قول امام المحدثين الامام محمد بن اسماعيل البخاري رحمة الله عليهم جميعا]
------
وَيَكْفِي أَنْ أنْقُضَ قَوْلَكَ هَذَا بِإِيرَادِ مِثَالَيْنِ:
1- حديثٌ أَخْرَجَهُ البُخَاري: [أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ تَرْعَى غَنَمًا....]
هَذَا الحَدِيثُ انْتَقَدَهُ الدَّارَقُطْنِي، وَقَالَ عَنْهُ ابْنُ حَجَر: [قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ وَعِلَّتُهُ ظَاهِرَةٌ وَالْجَوَابُ عَنهُ فِيهِ تَكَلّفٌ وَتَعَسُّفٌ]
2- حديثٌ أَخْرَجَهُ البُخَاري: [كَانَ المُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...]
وَهُوَ أَيْضاً انْتَقَدَهُ الدَّارَقُطْنِي، وَقَالَ عَنْهُ ابْنُ حَجَر: [وَهَذَا عِنْدِي من الْمَوَاضِع العقيمة عَن الْجَواب السديد وَلَا بُد للجواد من كبوة وَالله الْمُسْتَعَان]
-------
فَهَلْ مَا زِلْتَ مُصِّراً عَلَى قَوْلِكَ: [فكل حديث انتقده الدارقطني في صحيح البخاري الصواب هو قول البخاري] ؟؟!!
حَاوِلْ أَنْ تَسْتَفيدَ مِنَ الشَّيْخِ السَّقَّافِ بَدَلَ مُجَادَلَتِهِ فِي صَنْعَتِهِ.
نَعَمْ هِي القَضيَّةُ رَادٌّ وَمَرْدُودٌ علَيْهِ.
لَكِنْ فِي حَالِ وُجودِ شَيْخٍ عَالِمٍ جِهْبذ خَبِيرٍ أَفْنَى عُمْرَهُ فِي العِلْمِ، وَطَالِبِ عِلْمٍ سَائِلٍ، يَكُونُ الوَضْعُ مُخْتَلِفاً عَلَى الأَقَلِّ، مَا لمْ يَكُنْ هُنَاكَ عَالمٌ إِزَاءَ عَالِمٍ آخَرَ يُدَانِيهِ.
ثُمَّ إِنَّكَ يَا سَيِّدِي لَمْ تَرُدَّ بِشَيْءٍ حَوْلَ مَا قَدَّمَهُ الشَّيْخُ، وَإِلَّا سُلِّمَ لَكَ، هُوَ يَقُولُ لَكَ: [عندنا الضعيف الذي في البخاري كثير] لِوُقُوفِهِ عَلَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، وأَنْتَ تَقُولُ لَهُ القَوْلُ فِي الصَّنْعَةِ قَوْلُ البُخَاريِ!!!! مَعَ أنَّكَ لَا خَبَرْتَ هَذَا وَلا وَقَفْتَ عَلَيْهِ.
لَكِنَّهُ السَّمَاعُ والتَّرْدَادُ.
إِذَنْ كَانَ عَلَيْنَا - مادَامَ الأَمْرُ بِهَذَا الشَّكْلِ - أَنْ نَقْطَعَ هَذَا العِلْمَ مِنْ أَسَاسِهِ، ولَا يَتَعلَّمْ أَحَدٌ هَذِهِ الصِّنَاعَةَ مِنْ بَعْدِ البُخَاري إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، لأنَّهُ أصْلاً القَوْلُ قَوْلُ البُخَاري، ثُمَّ لَا نَفْعَلُ شَيْئاً، صَحِيح ؟
ثُمَّ أَنْتَ تَقُولُ لِي الحَقُّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ، وهِيَ كَلِمَةُ صِدْقٍ وَحَقٍّ، لَكِنْ لَا تَعْمَلُ بِهَا إِمَّا عَنْ عَمْدٍ وَتَقْلِيدٍ مَحْضٍ.
وإِمَّا عَنْ عَدَمٍ إِلْمَامٍ، فَلِذَلِكَ أنْصَحُكَ أَنْ تَسْتَفْسِرَالشَّيْخَ، ثُمَّ تَبْذُلَ مَجْهُوداً فِي تَتَبُّعِ أَقْوالِ مَنْ ضَعَّفَ البُخَاري كَمَا تَفْعَلُ تَمَاماً فِي نَقْلِكَ مِنْ كُتُبِ المُصْطَلَحِ، وسَتَرَى أمْثِلَةً تُقْنِعُ طَالِبَ الحَقِّ، فَقَطْ اِبْحَثْ وَجَاهِدْ، وَتَجَرَّدْ لِلْحَقِّ واِقْصِدْهُ وَسَتَرى، والشَّيْخُ فِي ذَلِكَ مِفْتَاحٌ فَاسْأَلْهُ ثُمَّ ابْحَثْ
الفخر الرازي الشافعي الأشعري يوافقنا هو والإسفراييني في بني أمية:
معاوية والأمويون والعباسيون
العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد