حديث (انزل فاجدح لنا) وعدم دلالته على الإفطار قبل المغرب:

مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

حديث (انزل فاجدح لنا) وعدم دلالته على الإفطار قبل المغرب:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

بيان عدم وجود دلالة للمتمسلفين على الإفطار قبل المغرب في حديث (انزل فاجدح لنا):
ومما يستدل به الألباني أو بعض أتباعه في هذه المسألة أيضاً ما رواه البخاري (1955) ومسلم (1101) عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض
القوم: ((يا فلان قم فاجدح لنا)). فقال: يا رسول الله لو أمسيت، قال:
((انزل فاجدح لنا)). قال: إن عليك نهاراً، قال: ((انزل فاجدح لنا)) فنزل فجدح لهم، فشرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال:
((إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم)).
أقول: أولاً: حديث الآحاد هذا دليل لنا ضد ما يقول الألباني وشيعته! ولأَنْ دَلَّ على ما يقولون فهو مردود بالأدلة التي أوردناها من الكتاب والسنة! وخبر الواحد متى عارض الكتاب سقط الاستدلال به كما هو معلوم ومشهور!
والقوم يريدون أن يسقطوا دلالة القرآن بما يوهمه خبر الآحاد كما هو ظاهر لكل منصف تجرَّد عن العصبية والتعصب!
وأما الجَدْح: فقال النووي في ((شرح صحيح مسلم)) (7/209) :
((والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي)).
والسويق هو الدقيق، قال الزبيدي في ((شرح القاموس)):
((وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو، ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير، وقال أعرابي يصفه: هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض)).
فهذا كله يستلزم ناراً يجمع لها حطباً، ويضع عليها قِدْرَاً، وتحريك الدقيق بالماء، حتى ينضج الطعام على النار. وكل ذلك أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدما غابت الشمس كما جاء مصرحاً به في الحديث!
ومع هذا كله يقول المتمسلفون بفطر الصائم قبل وقت الأذان الشرعي المتعارف عليه بين المسلمين!!
وشيخهم ينكر التقاويم التي تصدرها وزارات الأوقاف على ضوء المعلومات الدقيقة من المتخصصين الفلكيين ويدعو إلى الفوضى الدينية، وإلى أن لا يفطر أهل البلدة الواحدة في وقت واحد! فيدك تلك الوحدة دكاً!
وفي صحيح مسلم في حجة الوداع (1218) وفيه: ((حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص)). وهذا يبين أن من لم يكن يرى الشمس حتى تتوارى بالحجاب وهو مستوى الأفق يستدل على ذلك بعلامات مثل ذهاب الصفرة..
وروى النسائي في السنن (591) بسند صحيح عن إسمعيل بن عبد الرحمن شيخ من قريش قال:
صحبت ابن عمر إلى الحمى فلما غربت الشمس هِبْتُ أن أقول له الصلاة فسار حتى ذهب بياض الأفق وفحمة العشاء ثم نزل فصلى المغرب ثلاث ركعات ثم صلى ركعتين على إثرها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل.
فصل
إذا أفطر الصائم ثم طلعت الشمس أو تبين أنها لم تغب وجب القضاء
عقد البخاري في صحيحه (1959) في كتاب الصيام باباً سماه: (باب إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس) قال فيه:
عن هشام بن عروة، عن فاطمة، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت: أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس. قيل لهشام: فأمروا بالقضاء ؟ قال: لا بدٌّ من قضاء.
وقال معمر: سمعت هشاماً: لا أدري أقضوا أم لا.
قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (4/200): [ووقع في رواية أبي ذرٍ: ((لا بُدَّ من القضاء))]. وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال: أفطر الناس في شهر رمضان في يوم مُغِيْم ثم نظر ناظر فإذا الشمس، فقال عمر بن الخطاب:
الخطب يسير وقد اجتهدنا نقضي يوماً(1). وروى عبد الرزاق أيضاً في المصنف (4/178/7393) عن جبلة بن سُحيم(2) عن علي بن حنظلة(3) عن أبيه(4) قال: كنا عند عمر بن الخطاب في شهر رمضان فجيء بجفنة فقال المؤذن: يا هؤلاء إن الشمس طالعة، فقال عمر: أعاذنا الله ـ أو أغنانا الله ـ من شَرِّك، إنا لم نرسلك راعياً للشمس، ولكنا أرسلناك داعياً للصلاة، يا هؤلاء! من كان أفطر فإن قضاء يوم يسير، ومن لم يكن أفطر فليتم صيامه(5). قلت: إسناده حسن.
وروى عبد الرزاق أيضاً (4/178/7394) عن الثوري قال: حدثني زياد بن علاقة(6) عن بشر بن قيس(7) قال: كنا عند عمر بن الخطاب في رمضان والسماء مغيمة فأُتِيَ بسويق، وطلعت الشمس، فقال: من أفطر فليقض يوماً مكانه. قلت: وإسناده حسن.
وهناك رواية عن عمر بن الخطاب من طريق زيد بن وهب ظاهرها يفيد أن عمر خالف ما تقدم ولم يأمر بالصيام وهي رواية مردودة شاذة! قال البيهقي في ((السنن)) (4/207): ((وفي تظاهر هذه الروايات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء دليل على خطأ رواية زيد بن وهب في ترك
القضاء)). ثم قال البيهقي بعد ذلك:
((وكان يعقوب بن سفيان الفارسي يحمل على زيد بن وهب بهذه الرواية المخالفة للروايات المتقدمة ويعدها مما خولف فيه، وزيد ثقة إلا أن الخطأ غير مأمون والله يعصمنا من الزلل والخطايا بمنه وسعة رحمته)).
وقد ثبت أن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة.
فروى مسلم في الصحيح (1099) والترمذي في السنن (702) وغيرهما عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أحدهما يُعَجِّل الإفطار ويعجل الصلاة. والآخر يؤخِّر الإفطار ويؤخِّر الصلاة، قالت أيهما الذي يُعَجِّل الإفطار ويعجِّل
الصلاة ؟ قال: قلنا: عبد الله يعني ابن مسعود، قالت: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. زاد أبو كريب: والآخر أبو موسى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية:
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف (4/178/7392) بإسناد صحيح، ورواه بلفظ قريب منه البيهقي في السنن (4/217) بإسناد آخر صحيح.
(2) ثقة من رجال البخاري ومسلم.
(3) لم يجرحه أحد وأورده الحافظ ابن حبان في ثقاته (7/208).
(4) هو كابنه وأورده ابن حبان في الثقات (4/166).
(5) وأخرجه أيضاً البيهقي في السنن (4/217).
(6) ثقة من رجال الستة. انظر ((تهذيب الكمال)) (9/498).
(7) صدوق كما في التقريب.
أضف رد جديد

العودة إلى ”مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم“