الصفات عين الذات (لله سبحانه وتعالى) هذا هو المذهب الصحيح:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

الصفات عين الذات (لله سبحانه وتعالى) هذا هو المذهب الصحيح:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

والقول بأنها لا عين الذات ولا غيرها ضعيف.
اعلم أنه قد وقع الخلاف بين أصحابنا الأشاعرة أنفسهم وكذلك بين العلماء من الفِرَق والمذاهب الإسلامية الأخرى في مسألة الصفات هل عين الذات أم هي لا عين الذات ولا غيرها. والقول الصحيح عندنا أن الصفات عين الذات، ومسألة الصفات والنظر فيها قضية فلسفية يونانية دخلت على المذاهب والفرق الإسلامية من اليونان حتى عبرت على أهل الحديث.
والذين يقولون بأنها (لا عين الذات ولا غير الذات) يتصرفون في الحقيقة عند الكلام عليها على أنها غير الذات! ولذلك ذكر بعض المخطئين في هذا الأمر أن الموجودات أربعة أقسام اثنان منهما قديمان حيث أنهم يقولون:
(اعلم أن الموجودات على أربعة أقسام: موجود غني عن المحل وهو ذات الله، وموجود غني عن المخصص قائم بالمحل وهو صفات الله لأن المحل هو الذات....) الى آخر هذا القول الخطأ المحض!
وهذا يفيدنا أنه يثبت موجودين قديمين مختلفين وهما: الذات والصفات!!!
وأشنع من هذا قول الدسوقي في "حاشيته على أم البراهين" ص (87) بافتقار ذات الله تعالى إلى صفاته تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً حيث قال:
[احتج الخصم على نفي الصفات بأنه يلزم من إثباتها افتقار الذات وهو محال، وأجيب بأن المحال هو افتقارها إلى خارج عنها، انتهى. لكن لا ينبغي أن يقال إنه سبحانه وتعالى مفتقر إلى صفاته لما في لفظ الافتقار من سوء الأدب وإن كان القول بصحة معناه لازماً مما ذكر]!!!!
وبالذي قلنا قال جماعة من أهل العلم من أهل السنة والجماعة الأشاعرة وغيرهم وسيأتي أن ابن حزم قال بذلك ونقله عن الإمام الشافعي وغيره من أهل السنة، ومن ذلك قول الجلال الدوَّاني الأشعري(1) في رسالته "إثبات الواجب" في الباب الخامس منها ص 9:
[الفصل الخامس: في أنّ صفاته عين ذاته، وذلك لأنه لو قام به صفة حقيقة (مغايراً لذاته) كالواحد منّا يقوم به صفة العلم فيصير به عالماً، وصفة القدرة فيصير بها قادراً. وصفة الإرادة فيصير بها مريداً إلى غير ذلك من الصفات. كان الواجب تعالى فاعلاً لتلك الصفات وقابلاً لها. وسنبيّن أن البسيط الحقيقي لا يمكن أن يكون فاعلاً وقابلاً لشيء واحد].
وقال العلامة العطار في ((حاشيته على شرح جمع الجوامع)) للتاج السبكي (2/456-457): [وقال الشعراني: والذي تَلَخَّصَ من كلام الشيخ أنه قائل بأن الصفات عين لا غير كشفاً ويقيناً، وبه قال جماعة من المتكلمين].
وقال قبل ذلك ابن حزم في "الفِصَل" (2/140):
[وأجمع المسلمون على القول بما جاء به نص القرآن من أن الله تعالى سميع بصير ؛ ثم اختلفوا ؛ فقالت طائفة من أهل السنة والأشعرية وجعفر بن حرب من المعتزلة.... وجميع المجسمة نقطع أن الله سميع بسمع بصير ببصر، وذهبت طوائف من أهل السُّنَّة منهم الشافعي وداود بن علي وعبد العزيز بن مسلم الكناني رضي الله عنهم وغيرهم إلى أن الله تعالى سميع بصير ولا نقول بسمع ولا ببصر لأن الله تعالى لم يقله ولكن سميع بذاته وبصير بذاته.
(قال ابن حزم): وبهذا نقول، ولا يجوز إطلاق سمع ولا بصر حيث لم يأت به نصٌّ لما ذكرناه آنفاً من أنه لا يجوز أن يخبر عن الله تعالى ما لم يخبر عن نفسه. واحتجَّ مَنْ أطلق على الله تعالى السمع والبصر بأن قال لا يُعْقَلُ السميع إلا بسمع ولا يعقل البصير إلا ببصر، ولا يجوز أن يسمى بصيراً إلا مَنْ له بصر ولا يُسَمَّى سميعاً إلا من له سمع، واحتجوا أيضاً في هذا وما ذهبوا إليه من أن الصفات متغايرة بأنه لا يجوز أن يقال إنه تعالى يسمع المبصرات ولا إنه يبصر المسموعات من الأصوات، وقالوا: هذا لا يعقل.
وكل هذين الدليلين شغبي فاسدٌ أما قولهم لا يعقل السميع إلا بسمع ولا يعقل البصير إلا ببصر فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق: أما فيما بيننا فنعم وكذلك أصلاً لم نجد قط في شيء من العالم الذي نحن فيه سميعاً إلا بسمع ولا وجد فيه بصير إلا ببصر فإنه لم يوجد قط أيضاً فيه سميع إلا بجارحة يسمع بها ولا وجد قط فيه عالم إلا بضمير ؛ فلزمهم أن يُجْروا على الله تعالى هذه الأوصاف! وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! وهم لا يقولون هذا ولا يستجيزونه.....].
........... يتبع إن لزم الأمر
ــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية:
(1) هو كما في ((الضوء اللامع)) للحافظ السخاوي (7/133): ((محمد بن أسعد مولانا ؛ جلال الدين الصديقي الدَّواني ـ بفتح المهملة وتخفيف النون نسبة لقرية من
كازرون ـ الكازروني الشافعي القاضي بإقليم فارس والمذكور بالعلم الكثير.. وتقدَّم في العلوم سيما العقليات...)). وذكره الزركلي في كتابه ((الأعلام)) (6/32) وذكر أن من جملة مؤلفاته: ((رسالة إثبات الواجب)) التي نقلنا عنها هنا وهي مطبوعة. مولده سنة (830هـ) ووفاته سنة (918هـ).


____________(تعليقات مفيدة)___________
مجرد التفكر او التأمل أنها عين الذات او لا عين الذات ولا غيرها فقط ليست مشكلة.. إنما المشكلة ما انبثق عند بعضهم بعد ذلك..
حيث قالوا الموجودات القديمة اثنان الذات وهي المحل والصفات وهي قائمة بالمحل.
فجعلوا الذات محل.
ثم قالوا بأن الصفات سواء عدَّها هؤلاء ٧ او ١٣ او عشرين قديمة والذات قديمة وصرحوا بتعدد القدماء فقالوا إن القدماء ٢١ شيئا. ذات + ٢١ صفة. وقالوا لا ضير عندنا من تعدد القدماء!
والأصل في دين الإسلام ان نعتقد أن القديم واحد وهو الواحد الأحد الفرد الصمد.
وتعدد القدماء شيء خطير في الاعتقاد.
ثم زادوا على ذلا فقالوا: ان الله تعالى يرى ذاته وجميع صفاته الوجودية التي منها سمعه وبصره!
وأن الله يسمع بصره ويبصر سمعه!
من اين لهم هذا ؟ وهذا إيغال فيما لا يجوز ولا علم لهم به!
ولا يحيطون به علما!
ثم زادوا على ذلك بأن قالوا بان الله مفتقر لصفاته! والعياذ بالله!
وقالوا وقالوا مما لا يتسع المقام ههنا لعرضه وتوثيقه!
والله الهادي.
أضف رد جديد

العودة إلى ”مسائل وقضايا التوحيد والإيمان“