بيان نكارة وبطلان ما نُسب لأبي يوسف من أنه قال:( ناظرتُ أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا على أنَّ من قال: القرآن مخلوق فهو كافر):
قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم(372):
[372- وقال ابن أبي حاتم الحافظ: ثنا أحمد بن محمد بن مسلم، نا علي بن الحسن الكراعي قال: قال أبو يوسف : (ناظرتُ أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا على أنَّ من قال: القرآن مخلوق فهو كافر) ].
أقول في بيان نكارة هذا الأثر وبطلانه:
هذا الأثر ضعيف منكر؛ رواه كما ذكر الذهبي هنا ابن أبي حاتم في كتابه "الرد على الجهمية" وكذلك الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/383) بسند آخر تالف، وسند ابن أبي حاتم هذا الذي أورده الذهبي ضعيف والمتن منكر جداً!! و(علي بن مسلم الكراعي) إن كان هو البزاز التميمي الرازي المعروف بكراع كما قال المتناقض!! في " مختصر العلو" ص (155) فهو ضعيف عند أبي حاتم لأن أبا حاتم قال عنه في "الجرح والتعديل" (6/180): ((شيخ)) والشيخ عنده هو ضعيف الحديث، وقد دلَّس الألباني فلم يذكر ولم ينقل من هناك إلا قول أبي زرعة فيه: ((لم يكن به بأس)) وهكذا يكون التحقيق عندهم لنصرة الباطل!! وزعم الألباني أنَّ هناك رواية أخرى في هذا رواها البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (251) تؤيد هذا!! وهي ما ذكره البيهقي هناك إذ قال: [وأنبأني أبو عبدالله الحافظ إجازة، أنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالله الدشتكي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: كلَّمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أنَّ القرآن مخلوق أم لا، فاتفق رأيه ورأيي على أنَّ من قال: القرآن مخلوق فهو كافر. قال أبو عبدالله: رواة هذا كلهم ثقات].
وأقـول: أما من ناحية السند فهذا موضوع!! لأنَّ عبدالله بن أحمد الدشتكي وضـاع كما في "لسان الميزان" (3/315)، و "الكشف الحثيث عمَّن رمي بوضع الحديـث" ص (148) برقـم (375). وأورده الذهبي في "المغني في الضعفاء" (3097): [روى عنه علي بن محمد بن مهرويه حديثاً مختلقاً]. والثقفي مجهول لم أقف على ترجمة له. ولا أدري هل أدرك أحمد بن عبدالرحمن والد الدشتكي أبا يوسف أم لا؟!! وهذه الرواية تقول أن الجدال كان بين أبي يوسف وأبي حنيفة سنة جرداء، وتلك تقول: ستة أشهـر!! وله إسناد آخر رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (13/383) فيه محمد بن شجاع الثلجي الحنفي لخص أمره الحافظ ابن حجر في "التقريب" (5954) فقال: [متروك ورمي بالبدعة].
وما هذى وثرثر به المتناقض!! هنالك في "مختصر العلو" ص (156-157) على الإمام الكوثري فكلام فارغ باطل يدل على أنه لا يفهم هذه المسألة!! فما له وللعلم ولم يتعلَّم؟!
بيان نكارة وبطلان ما نُسب لأبي يوسف من أنه قال) ناظرتُ أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا على أنَّ من قال: القرآن مخلوق فهو
-
- Posts: 908
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm