بيان بطلان القول:( من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يَقِرُّ في قلوب العامة فهو جهمي ):

[عود الخيزران]

بيان بطلان القول:( من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يَقِرُّ في قلوب العامة فهو جهمي ):

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(394):
[يزيد بن هارون شيخ الإسلام 206:
394- قال الحافظ أبو عبدالرحمن بن الإمام أحمد في كتاب "الرد على الجهمية": حدثني عباس العنبري، نا شاذ بن يحيى، سمعت يزيد بن هارون وقيل له: مَنْ الجهمية؟ قال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يَقِرُّ في قلوب العامة فهو جهمي]

أقول في بيان عدم صحة وبطلان في الكلام:

لا يثبت هذا البتة! وما يثبت في قلوب العامة هو ما يزعمون أنه الفطرة التي يدَّعونها وهي أصل باطل، كما بينته في فصل خاص في "صحيح شرح العقيدة الطحاوية" وهذا وإن حاول الذهبي أن يؤوِّل العامةَ بالعلماء فإن هذا لا يكون شرعاً يتبَّع. والعامة لديها خلط واختلاف فيما بينهم في التصورات والآراء، وأما الشرع وخاصة الإيمان الذي هو أصل الدين فإنه لا يؤخذ من العامة! وهم ليسوا المرجع فيه! بل المرجع في ذلك كتاب الله تعالى وما تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ما فهمته عقول العلماء منهما لأنهم هم الذين توجَّه الخطاب لهم لنقل الشريعة! لا ما فهمته عقول العامة. و(شاذ بن يحيى) الذي في إسناد هذه الرواية ضعيف بل مجهول الحال على التحقيق، قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب" (4/263): ((قال مسلمة في كتابه: شاذ بن يحيى خراساني مجهول، فلا أدري هو ذا أو غيره)). أقول: جاء في ترجمته أنَّ أحمد قال: ((عرفته وذكره بخير)). وكل ذلك تغطية منهم على هذا المجهول لأنه روى ما يؤيد مشربهم وكان في صَفِّهم فيما يقولون. وقد أنصف الحافظ ابن حجر في "التقريب" حيث قال: ((مقبول)). أي: ضعيف. فمثله لا يصح سند حكايته!! ومن هذا يتبين بطلان حكم المتناقض!! على هذه القصة بأنَّ إسنادها جيد!! وقد تقدَّم في التعليق على النص رقم (12) أن الترمذي (5/288/3109) وغيره رووا حديثاً لا يثبت عن أبي رَزِين العُقَيلي: (أين كان ربنا؟! قال: في عماء). وقد نقل الترمذيَّ في سننه عقبه تأويل الحديث عن يزيد بن هارون فقال: ((قال يزيد بن هارون: العماء أي ليس معه شيء)). فهذا تأويل من يزيد بن هارون في موضوع الصفات! واعتراف من الترمذي بأن السلف كانوا يؤوِّلون أو يفسرون وهذا عكس ما نقله عنهم بأن السلف قالوا: (لا تفسَّر)!!