بيان بطلان ما يروى لإثبات الفوقية الحسية لله تعالى:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان ما يروى لإثبات الفوقية الحسية لله تعالى:

Post by عود الخيزران »

بيان بطلان ما يروى لإثبات الفوقية الحسية لله تعالى:

قال الذهبي في كتابه " العلو " النص رقم(٤٢٦):
[سنيد بن داود المصيصي الحافظ (226):
426- قال أبو حاتم الرازي: نـا أبـو عمران الطرسوسي قال: قلت لسنيد بن داود: هو عزَّ وجل على عرشه بائن من خلقه؟ قال: نعم، قلت: لسنيد تفسير كبير رأيته كله بالأسانيد ومذهبه في الصفات مذهب السلف، توفي سنة ست وعشرين ومائتين].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

لا يثبـت هذا الأثر أبو عمران الطرسوسي مجهول الحال. وهو مترجم في ((طبقات المحدثيـن بأصبهان)) (3/180/304) لكن لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقول سنيد ليس من الحجج الشرعية وهو من الضعفاء عند أهل الحديث. وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في التعليق التالي.
ثم إنّ السلف ليس لهم مذهب واحد في الصفات أكثرهم كان مؤولاً ومنزهاً لله تعالى! والذهبي يجمع الأكاذيب والقصص البالية عنهم! و(سنيد) اسمه الحسين بن داود أورد الذهبي في الميزان (2002) وقال: [الحسين بن داود سنيد المصيصي صاحب حديث وله تفسير وهاه النسائي وسيأتي]. وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/214): [قال – عبدالله بن أحمد بن حنبل-: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج وذَمَّهُ على ذلك. قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي عمَّن أخذها. وحكى الخلال عن الأثرم نحو ذلك، ثم قال الخلال: وروى أن حجاجاً كان هذا منه في وقت تغيره ويرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد. وقال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة... وقال الخطيب: كان له معرفة بالحديث وما أدري أي شيء غمصوا عليه وقد ذكره أبو حاتم في جملة شيوخه الذين روى عنهم فقال بغدادي صدوق... قلت: بقية كلام الخطيب وكانت له معرفه بالحديث وضبط]. لاحظ كيف اضطربوا في بيان حاله! وسنيد من جملة الضعفاء الذين يروون فيما يظهر منكرات وأشياء مردودة! وقول أبو حاتم فيه (صدوق) لا يعني توثيقه! فكم من رجل قال عنه أبو حاتم: صدوق. وصرَّح بأنه لا يحتج بحديثه كما بيناه في التعليق رقم (762). لكن لا ندري من أين أتى الحافظ ابن حجر والمزي في "تهذيب الكمال" (12/164) من أن أبا حاتم قال في سنيد ضعيف؟! والخطيب البغدادي يحاول أن يجعله صدوقاً مقبولاً!! وكان الخطيب حينما ألف هذا التاريخ حنبلياً ثم تَشَفَّع بعد ذلك! فكان وهو يصنف التاريخ يحاول أن ينصر الحنابلة ما استطاع بإطلاق لفظ الصدق على بعض مَنْ لم يوثقه أحد وكان يروي بعض الأقوال التي يريدونها أو كان ذاك الرجل من جملة رجال إسنادها!
Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”