بيان عدم صحة ما يروى عن إسحاق بن راهويه من أنه يثبت النزول والحركة لله تعالى:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم صحة ما يروى عن إسحاق بن راهويه من أنه يثبت النزول والحركة لله تعالى:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان عدم صحة ما يروى عن إسحاق بن راهويه من أنه يثبت النزول والحركة لله تعالى:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(450):
[450- وقال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحق، فسئل عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال: نعم. فقال له: بعض القواد كيف ينزل؟ قال: أَثْبِتْـهُ فوق حتى أصف لك النزول. فقال الرجل: أَثْبـَتُّـهُ فوق. فقال إسحاق: قال الله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}الفجر:22، فقال ابن طاهر: هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة. فقال: ومن يجيء يوم القيامة مَنْ يمنعه اليوم؟ ].


أقول في بيان عدم صحة هذه النسبة وضعف هذا الكلام:

لا يثبت هذا! وابن طاهر توفي سنة (230هـ) قبل مجيء المتوكل سنة (233هـ) ولم يكن يستطيع إذ ذاك أهل الحديث أن يجهروا بمعتقداتهم خاصة عند السلطان وأصحاب الدولة والشوكة! وهذه القصة رواها الصابوني في "عقيدة السلف" وهي مطبوعة ضمن "مجموعة الرسائل المنيرية" (1/113) عن الحاكم عن يحيى بن محمد بن عبدالله العنبري عن إبراهيم بن أبي طالب بها. ورجال إسنادها ثقات في الظاهر، وهو وإن كان رجاله ثقات في الظاهر إلا أن كون ابن طاهر مات قبل تولي المتوكل يطعن في صحة هذه الروايات عن إسحاق لأن الدولة قبل المتوكل كانت تُظهر التنزيه ومحاربة التشبيه وموالاة أهل البيت الكريم ولا تقبل ما يخالف ذلك. وما في هذا القول من مقولات لإسحاق كلام باطل مردود لا يلتفت إليه، وقد تقدَّم الكلام في المجيىء والإتيان، وتأويـل أحـمد بن حنبل بأنَّ المجيىء هو مجيىء الثواب في التعليق على النص رقم (187). فارجع إليه إن شئت!! فقول إسحاق هنا بظاهر المجيء يعارض تأويل أحمد بن حنبل للمجيء في قوله تعالى: {وجاء ربك} أنه جاء ثوابه! فقد روى الحافظ البيهقي في كتابه "مناقب أحمد" وهو كتاب مخطوط ومنه نقل الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (10/327) فقال: ((روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السمّاك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى: {وجاء ربُّك} أنه: جاء ثوابه.. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه)) اهـ. ورواه الخلال عن أحمد فقال: أخبرني علي بن عيسى أن حنبلاً حدثهم أن أبا عبد الله – أحمد بن حنبل - قال: [احتجوا عليَّ يومئذٍ فقالوا: (تجيء البقرة يوم القيامة وتجيء تبارك) وقلت لهم: إن هذا الثواب..]. وهذا سند صحيح، قد نقل هذا وأكَّدهُ ابنُ تيمية في "تلبيس الجهمية" (6/178-179). ومن الفوائد المفيدة جداً هنا قول الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/377): [قال أبو عبد الله الحاكم: إسحاق، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم. قلت: هذا فعله عِدَّةٌ من الأئمة، وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة، فإن الخط قد يتصحَّف على الناقل، وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف فيغير المعنى، ونحو ذلك. وأما اليوم فقد اتسع الخرق، وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى]. وهذا كلام مهم ومفيد جداً.
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“