بيان عدم صحة ما يُنسب لإسحاق بن راهويه من أنه يقول:( القرآن كلام الله ليس بمخلوق، كيف يكون شيء خرج من الرب عزَّ وجل مخلو

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم صحة ما يُنسب لإسحاق بن راهويه من أنه يقول:( القرآن كلام الله ليس بمخلوق، كيف يكون شيء خرج من الرب عزَّ وجل مخلو

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان عدم صحة ما يُنسب لإسحاق بن راهويه من أنه يقول:( القرآن كلام الله ليس بمخلوق، كيف يكون شيء خرج من الرب عزَّ وجل مخلوقاً؟):

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(452):
[452- وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري، سمعتُ إسحاق ابن إبراهيم الحنظلي رضي الله عنه يقول:( ليس بين أهل العلم اختلاف أنَّ القرآن كلام الله ليس بمخلوق، كيف يكون شيء خرج من الرب عزَّ وجل مخلوقاً؟)].


أقول في بيان عدم صحة هذه النسبة لإسحاق بن راهويه:

كيف يجوز أن يُطْلَق على الله لفظ خرج ولم ترد في كتاب الله تعالى؟! ثم إننا لا نثق بما يرويه ابن أبي حاتم في هذه البابة عن الأئمة، ولا نرى أن ما ينقله عنهم ثابت كما تقدَّم في التعليق على النص رقم (414) من كتاب " العلو" . و(أحمد بن سلمة) هو: أبو الفضل أحمد بن سلمة البزاز النيسابوري، له ترجمة في "طبقات أصبهان" (3/217)، وتَرْجَمَهُ الخطيب البغدادي في "تاريخه" (4/186) فقال: [أحمد بن سلمة بن عبد الله أبو الفضل البزار المعدل النيسابوري أحد الحفاظ المتقنين،..] ولم ينقل فيه توثيقاً لأحد من معاصريه ولا لغيرهم!! فإن ثبت هذا عن إسحاق فيدل على أنه لا يفهم هذه المسائل!! وقولـه فيـه (كيف يكون شيء خرج من الرب عزَّ وجل مخلوقاً؟) لا دليل عليه! ونستغفر الله العظيم من مثل هذه الألفاظ الشنيعة! وأين جاءت لفظة (خـرج) في القرآن الكريم أو صحت في السنة الصحيحة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! حتى تُطْلَقَ في حق الله!! وكل ذلك منه مخالف لقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}الأنبياء:2!! فالمرجع إلى كتاب الله تعالى لا إلى قول إسحاق ولا إلى بعض المحدّثين!! فتأمل!! وقد تقدَّم في التعليق على النص رقم (386) التعليق رقم (791) بيان بطلان أي نص ورد فيه (أن القرآن منه بدأ أو خرج وإليه يعود)!
[فائدة]: أما ما يحكى عن إسحاق بن راهويه من قوله: (التشبيه أن تقول يد يد وأما إذا قال يد ولا يقول كيف ولا كيد) أو نحو هذا، فهذا لا يثبت عنه وإن ثبت فهو مردود وإليك تفصيل ذلك: قال الترمذي في سننه عقب الحدبث رقم (662) وهو حديث: (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه..) - والذي قال الألباني المتناقض هناك: منكر بزيادة: (... وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل ...)!! -: [وقال إسحق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}الشورى:11]. أقول: وهذا قول مردود من ابن راهويه وهو بلا إسناد، والترمذي لم يقل أخبرنا إسحاق أو سمعته أو نحو ذلك! والترمذي لم يرو في سننه عن إسحاق بن راهويه وإنما ذكر في موضع واحد (3173) الرواية عنه بواسطة وهو قوله هناك: [سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق..]. وهذا مثل قول الترمذي هناك عقب الحديث رقم (2557) في أحاديث الصفات: [والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقل كيف.. ولا تفسر ولا تتوهم..]. وهذا لا يثبت كما بيناه في شرح الجوهرة وغيره لأن هؤلاء ماتوا قبل ولادة الترمذي فهو لا يروي عنهم وإنما حكى قولاً يُروى عنهم دون ذكر إسناده لهم! والذين ترجموا لإسحاق وذكروه في رواة التهذيب من الكتب الستة، حكوا أن الترمذي من جملة الرواة عنه واستثنوا ابن ماجه فإن ابن ماجه لم يرو له إطلاقاً، مع أن الترمذي أيضاً لم يرو له في سننه ولا حديثاً واحداً. إلا أنه ذكره في المواضع التي ذكرتها آنفاً! وبذلك يكون نقل الترمذي لكلام إسحاق بن راهويه في مسألة التشبيه واليد منقطعة الإسناد وغير ثابتة من ناحية الصناعة الحديثية! وهي من باب المعلّقات! وبعضهم ذكر كما في "الكوكب النيرات" أن النسائي لم يرو عن ابن راهويه وهو خطأ، بل قد روى عنه في مواضع كثيرة، نحو (348) موضعاً.

تنبيه: نقل بعض المعترضين ليصحح هذا النقل عن ابن راهويه كلاماً للترمذي في آخر سننه قال فيه الترمذي: [وَمَا كَانَ مِنْ قَوْلِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَهُوَ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ إِلَّا مَا فِي أَبْوَابِ الْحَجِّ وَالدِّيَاتِ وَالْحُدُودِ فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ إِسْحَقَ بْنِ مَنْصُورٍ وأَخْبَرَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَصَمُّ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ. وَبَعْضُ كَلَامِ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ عَنْ إِسْحَقَ وَقَدْ بَيَّنَّا هَذَا عَلَى وَجْهِهِ فِي الْكِتَابِ الَّذِي فِيهِ الْمَوْقُوفُ]. أقول: وهذا لا يفيد هذا المعترض! فـ (محمد بن أفلح بن عبد الملك النيسابوري) قال الحافظ ابن حجر في التقريب (مقبول) يعني ضعيف. وإذا احتمل أن يكون هو أو غيره فإن راوي هذه العبارة عن إسحاق يكون مجهول العين ثم هذا الرجل ضعيف. وكذلك (محمد بن موسى الأصم) من جملة المجهولين! قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (6027): [مُحَمَّد بن مُوسَى الْأَصَم عَن إِسْحَاق الكوسج لَا يُعْرَف وَلم يرو عَنهُ سوى التِّرْمِذِيّ]. فالطريقين المتوقع أن يُرْوَى فيه هذا النص المنقول عن إسحاق بن راهويه فيهما ضعفاء، ولذا قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/337): [اعلم أن أبا عيسى رحمه الله ذكر في هذا الكتاب مذاهب كثير من فقهاء أهل الحديث المشهورين: كسفيان، وابن المبارك، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. وذكر فيه كثيراً من العلل والتواريخ والتراجم ولم يذكر أسانيد أكثر ذلك، فذكر ههنا أسانيد مجملة، وإن كان لم يحصل بها الوقوف على حقيقة أسانيد ذلك، حيث ذكر أن بعضه عن فلان، وبعضه عن فلان، ولم يبين ذلك البعض ولم يميزه].
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“