بيان بطلان كلام ابن قتيبة والرد عليه في مسألة التجسيم :

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان كلام ابن قتيبة والرد عليه في مسألة التجسيم :

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان بطلان كلام ابن قتيبة والرد عليه في مسألة التجسيم :

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(478):
[ بن قتيبـة (213 ـ 276):
478- قال الإمام العلم أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدِّيْنَوَرِي صاحب التصانيف الشهيرة في كتابه في "مختلف الحديث": نحن نقول في قوله تعالى:
{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} أنه معهم يعلم ما هم عليه، كما يقول لرجل وجهته إلى بلد شاسع: احذر التقصير فإني معك، يريد أنه لا يخفى عليَّ تقصيرك.
وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه سبحانه بكل مكان؟! على الحلول فيه مع قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، ومع قوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}فاطر:10، كيف يصعد إليه شيء هو معه؟ وكيف تعرج الملائكة والروح إليه وهي معه؟].

أقول في بيان بطلان هذا الكلام ونقض مذهب التجسيم الذي جاء خلاله:

أولاً : نقول في بيان حال ابن قتيبة والكشف عن مذهبه:
ابن قتيبة هذا الذي يعظّمه الذهبيُّ هنا كان مشبهاً كرَّميّاً مجسماً وخاصة في كتابه "مختلف الحديث"!! وهو ينقل هنا عن الإنجيل كما سيأتي بعد أسطر!! ولذلك طعن فيه الأئمة!! وأنقل طعوناتهم فيه من "لسان الميزان" (3/439) و "سير أعلام النبلاء" (13/296) فأقول: قال البيهقي: كان يرى رأي الكرَّامية، وقال الدارقطني: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه. وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القتبي كذَّاب. وقال محمد بن عبدالله الحافظ: كان ابن قتيبة يتعاطى التقدّم في العلوم ولم يرضه أهل علم منها. وردَّ عليه الحافظ محمد بن نصر المروزي. وقال إمـام الحرمين: ابن قتيبة هجام ولوج فيما لا يحسنه. قال ابن حجر: وسمعت شيخي العراقي يقول: كان ابن قتيبة كثير الغلط. وقال فيه الأزهري ضمن جملة كلام: ما رأيت أحداً يدفعه عن الصدق فيما يرويه عن أبي حاتم السجستاني والدباسي وأبي سعيد الضرير، وأما ما يسند فإنه ربما تُرِك، وهو كثير الحدس والقول بالظن فيما لا يحسنه ولا يعرفه. ورأيت أبا بكر بن الأنباري ينسبه إلى الغباوة وقلة المعرفة ويزري به. وقال ابن فُوْرَك في "مشكل الحديث وبيانه" ص (67): [وَاعْلَم أَن بعض أَصْحَابنَا الْمُتَكَلِّمين فِي تَأْوِيل هَذَا الْخَبَر حاد على وَجه الصَّوَاب وسلك طَرِيق الْخَطَأ والمحال فِيهِ وَهُوَ ابْن قُتَيْبَة توهماً أَنه مستمسك بِظَاهِرِهِ غير تَارِك لَهُ فَقَالَ: (إِن لله عز وَجل صُورَة لَا كالصور كَمَا أَنه شَيْء لَا كالأشياء) فَأثْبت لله تَعَالَى صُورَة قديمَة زعم أَنَّهَا لَا كالصور وَأَن الله خلق آدم على تِلْكَ الصُّورَة وَهَذَا جهل من قَائِله وتوغل فِي تَشْبِيه الله تَعَالَى بخلقه، وَالْعجب مِنْهُ أَنه تَأَول الْخَبَر ثمَّ زعم أَن لله صُورَةً لَا كالصور، ثمَّ قَالَ: إِن آدم مَخْلُوق على تِلْكَ الصُّورَة! وَهَذَا كَلَام متناقض متهافت يدْفع أَوله آخِره].
ومحاولات الذهبي في الدفاع عنه محاولات فاشلة وتشبثه بتوثيق الخطيب له تشبّث واهٍ!! فإنه إنما يدافع عنه لأن ابن قتيبة ناصبي كبير ومجسم كرَّامي شهير!! قال الحافظ ابن حجر وقبله الدارقطني: إنَّ في ابن قتيبة انحرافاً عن أهل البيت؛ ويكفي هذا للحكم عليه بالسقوط!! ثم في توثيق الخطيب له ما يفيدنا أنه لا يجوز التعويل على توثيق الخطيب لأناس من المجسمة والحنابلة أو وصفهم بالصدق لِتَمْشِيَةِ رواياتهم أو مذهبهم أو تحسين صورتهم، فإنه كان عند تصنيفه ذلك التاريخ حنبلياً ثم تشفَّع وتمشعر! حتى قال الذهبي عنه في "الرواة الثقات المتكلَّم فيهم بما لا يوجب ردهم" ص (51): [أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أبو بكر الخطيب تكلم فيه بعضهم وهو وأبو نُعَيم وكثير من علماء المتأخرين لا أعلم لهم ذنباً أكبر من روايتهم الأحاديث الموضوعة في تآليفهم غير محذرين منها وهذا إثم وجناية على السنن فالله يعفو عنا وعنهم]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (31/92): [وقال عبد العزيز الكتاني: ... وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله. قلت: مذهب الخطيب في الصفات أنها تُمَرُّ كما جاءت صرَّح بذلك في تصانيفه... سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت في التاريخ عن رجل اختلف فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت ذكره من ذلك وختمت به الترجمة... وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه... وقال ابن طاهر: سألت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا، كنا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام، وإن ألححنا عليه غضب، وكانت له بادرة وحشة ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه. وقال أبو الحسين الطيوري: أكثر كتب الخطيب سوى "تاريخ بغداد" مستقاة من كتب الصوري، كان الصوري ابتدأ بها وكانت له أخت بصور خَلَّف أخوها عندها اثني عشر عدلاً من الكتب فحصَّل الخطيب من كتبه أشياء. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر أنا السلفي أنا محمد بن مرزوق الزعفراني ثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله تعالى وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف تعالى الله عن ذلك، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه، والأصل في هذا: أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد القدرة ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}]... ثم ذكر الذهبي هناك رؤيا رآها مكي بن عبد السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء يستمع إلى رواية الخطيب لتاريخ بغداد... ثم قال الذهبي: [قلت: وهذا رد لقول من يعيب التاريخ ويذكر أنه فيه تحامل على أقوام].
[قاعدة مهمة جداً]: تبيَّن لي من خلال تتبع الرجال في هذا الكتاب من "تاريخ بغداد" أنَّ الخطيب البغدادي لا يعوَّل عليه في توثيق الحنابلة المجسمة أو ناقلي تلك المقالات عن أولئك الأئمة، وذلك لأنه يتفرَّد أحياناً كثيرة بتوثيـق أفراد ليسوا في عصره بل بينه وبينهم مفاوز كبيرة ولم يوثقهم علماء عصرهم!! وكان الرجل في أوَّل أمره حنبلياً ثمَّ رجع فصار شافعياً معدوداً من أهل التنزيه ينسبونه للأشعري!! والظاهر أنه وثَّق أولئك وكتب ما كتب عنهم عندما كان في الطور الأول فيما يظهر!! فتنبه!! فهذا ابن قتيبة ما الداعي إلى توثيقه مع هذه الطعون الواردة فيه؟! وقد شعر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/298) في موضع هناك أنَّ تمحله في الدفاع عن ابن قتيبة من طعن الدارقطني فيه غير منطقي فرجع وقال: ((وإن صحَّ (أي طعن الدارقطني فيه) فسحقاً له فما في الدين مُحَاباة))!! وقد ذكر الإمام الكوثري تفصيل حال ابن قتيبة في مقدمته وتعليقه على كتابه الأخير "الاختلاف في اللفظ" وبين أنه رجع في آخر حياته عن كثير مما قاله في شبابه وارتدع برادع الزمن حيث شاهد في عصره من التطورات الشائنة ما حمله على الاعتدال. فليرجع إليه من شاء الاستبصار بحقيقة الحال وما انقلب إليه في المآل!! فتبين بهذا أن الأمور تحتاج لوعي واطلاع ودراسة وتتبع!

ثانيًا:
في حديثه عن معية الله نقول: تقدّم الجواب على مثل هذا فيما سبق من التعليقات!! وأنت قد تسير مع صاحبك لتنصره وتقول له: (أنا معك) تقصد بأنك ستنصره وأنت أيضاً بجسدك معه!


أضف رد جديد

العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“