بيان عدم صحة الأحاديث التي ينقلها المجسمة عن ابن ماجه:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم صحة الأحاديث التي ينقلها المجسمة عن ابن ماجه:

Post by عود الخيزران »

بيان عدم صحة الأحاديث التي ينقلها المجسمة عن ابن ماجه:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(485):

[485- ذكر الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني في سننه (باب ما أنكرت الجهمية) فساق حديث الرؤية، وحديث أبي رزين، وحديث جابر: ((بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم))، وحديث: ((يطوي الله السموات بيمينه))، وحديث الأوعال وحديث: ((إن الله ليضحك إلى ثلاثة))ونحو ذلك من الصفات.
وفعل نحواً من ذلك في تفسيره كغيره من علماء الحديث، توفي في رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين].


أقول في بيان عدم صحة هذه الأحاديث و النقص على مذهب التجسيم:


أحاديث الرؤية تكلمنا عليها بإسهاب في رسالة "الرؤية" وبينا عللها وعدم صحتها! وحديث الرؤية في سنن ابن ماجه (177-179و184) في باب ما أنكرت الجهمية. وأشنعها حديث جابر الموضوع الذي سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. ورواية هذه الأحاديث وأمثالها في كتب هؤلاء المحدثين هو تنفيذ وخضوع لأمر المتوكل العباسي الطاغية الذي أمرهم برواية هذه الأحاديث ووطَّد هذا التيار (الإسرائيلي التجسيمي الناصبي) وروَّجه وساعد على تطويله وتعريضه! وقد تقدَّم الكلام على ذلك في التعليقات على ترجمة البخاري في كتاب " العلو" (الترجمة76بعد النص رقم463)، ومن ذلك قول الذهبي في "سير النبلاء" (12/34) والحافظ السيوطي في "تاريخ الخلفاء" (1/346): [فأظهر (المتوكل) الميل إلى السُّنَّة ونصر أهلها ورفع المحنة وكتب بذلك إلى الآفاق وذلك في سنة أربع وثلاثين (234هـ) واستقدم المحدثين إلى سامرا وأجزل عطاياهم وأكرمهم وأمرهم بأن يحدِّثوا بأحاديث الصفات والرؤية].

و ما ساقه في الحديثين؛ حديث الرؤية و حديث أبي رزين، فنقول: هما حديثان موضوعان رواهما ابن ماجه في سننه برقم (180و181) وإسنادهما تقدَّم الكلام عليه في تخريح النص رقم (12) في كتاب " العلو" كلاهما عن وكيع بن عُدُس عن عمه أبي رَزِين العُقَيلي وهو لَقِيطُ بن صَبِرَة مرفوعاً، الأول منهما: (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ؟! قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا). والثاني: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟! قَالَ: كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَمَا ثَمَّ خَلْقٌ، عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ). أقول: أما وكيع بن عُدُس فقال الذهبي في "الميزان" : [وكيع بن عدس عن عمه لا يُعْرَف تفرَّد عنه يعلى بن عطاء]. وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (11/115): [قال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث" غير معروف، وقال ابن القطان: مجهول الحال]. وقال الحافظ في "التقريب" (7415): [مقبول] أي ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة يعلى بن عطاء الراوي عن وكيع بن عدس: [وقال بن المديني: يعلى بن عطاء له أحاديث لم يروها غيره ورجال لم يرو عنهم غيره منهم وكيع بن عدس وأهل الحجاز لا يعرفونه وإنما روى عنه قوم بواسط]. وفي كتاب " الجرح والتعديل" (9/302) أن أبا حاتم الرازي قال عن يعلى بن عطاء: [صالح الحديث] وهذا يعني أنه ليس بذاك! وأما هذان المتنان فهما منكران! وقد ضعف كلا الحديثين عن أبي رزين متناقض عصرنا الألباني فأما حديث (ضحك ربنا من قنوط عباده) فضعفه في ضعيف ابن ماجه، وأما حديث (أين كان ربنا) فقال في "مختصر العلو" ص (186) في التعليق على مقولة القاسم بن سلام: [وحديث (أين كان ربنا) في تصحيحه نظر، فإن مداره على وكيع بن حُدُس، ويقال ابن عُدُس، وهو مجهول لم يرو عنه إلا يعلى بن عطاء،... وقد كان المصنف أورده في الأصل قبيل الحديث المتقدم برقم (4) وقال: (رواه الترمذي وابن ماجه وإسناده حسن)! كذا قال وهو مردود لما ذكرنا، فتنبه]. انتهى كلام الألباني.

و حديث أن الله يشرف على أهل الجنّة هو موضوع تقدَّم تخريجه النص رقم (26)من كتاب " العلو" .

و حديث طيّ السماوات قد تكلمنا على هذا الحديث في التعليق على كتاب "تأسيس التقديس" للفخر الرازي في الفصل التاسع عشر التعليق رقم (200).

و حديث الأوعال باطل موضوع تقدّم تخريجه هنا برقم (86).

و حديث" إن الله يضحك لثلاثة"؛ واهٍ. رواه ابن ماجه برقم (200) وفيه رجل مجهول!! قال ابن ماجه هناك: [حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيَضْحَكُ إِلَى ثَلَاثَةٍ لِلصَّفِّ فِي الصَّلَاةِ وَلِلرَّجُلِ يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَلِلرَّجُلِ يُقَاتِلُ أُرَاهُ قَالَ خَلْفَ الْكَتِيبَةِ]. عبد الله بن إسماعيل مجهول كما في "التقريب" لابن حجر (3212)، وقال أبو حاتم: مجهول. كما في "الجرح والتعديل" (5/3). ومجالد ضعيف مشهور، بل واهٍ كما تجد ذلك في "تهذيب التهذيب" (10/37)، وأبو الودَّاك جبر بن نوف وثقه ابن معين وقال النسائي: ليس بالقوي. وهو ضعيف قارنه أبو حاتم ببعض الضعفاء وفضَّله عليهم، وهذا ينبيء على أنه ضعيف أفضل من ثلاثة من الضعفاء الذين ذكرهم وهم شهر بن حوشب وبشر بن الحرب وأبو هارون! فمثلاً قال ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (4/382): [سمعت أبى يقول: شهر بن حوشب أحب إليَّ من أبى هارون العبدي ومن بشر بن حرب وليس بدون أبى الزبير، لا يحتج بحديثه]. فعلى كل ما تقدم يكون حديث ابن ماجه هذا واهٍ أو موضوع. ورواه البزار كما في "كشف الأستار" (1/344) فقال: [حدثنا محمود بن بكر بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليضحك إلى ثلاثة]. وهذا سند ضعيف أيضاً. وقال الألباني المتناقض في ضعيفته (7/456/3453): [وشيخ البزار محمود بن بكر وأبوه لم أجد لهما ترجمة]. وهذا عجيب ممن يدَّعي لنفسه ويدَّعي أتباعه له الفهم والمعرفة! لأن والد شيخ البزار (بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله) من رجال "التهذيب"! قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/425): [قال الدارقطني ثقة، وذكره ابن حِبَّان في الثقات] توفي سنة (211-219) على اختلاف في سنة وفاته، وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (4/219) أن من جملة الرواة عنه ابنه (محمود بن بكر). وقال الطبراني في الدعاء (2196): [حدثنا عبيد الله بن محمد بن صبيح بن الزيات الكوفي، ثنا محمود بن بكر بن عبد الرحمن القاضي].
Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”