بيان بطلان كلام أبي الحسن الأشعري في نصرة مذهب المجسمة:

عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان بطلان كلام أبي الحسن الأشعري في نصرة مذهب المجسمة:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان بطلان كلام أبي الحسن الأشعري في نصرة مذهب المجسمة:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥٠٥):
[ أبو الحسن الأشعري صاحب التصانيف[270 ـ 324]:
505- قال الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري المتكلم في كتابه الذي سمَّاه ((اختلاف المصلين ومقالات الإسلاميين)) فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يردون من ذلك شيئاً، وأنَّ الله على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، وأنَّ له يدين بلا كيف كما قال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}ص:75، وأنَّ أسماء الله لا يقال أنها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقرّوا أنَّ لله علماً كما قال {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ}النساء:166، و {مَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}فاطر:11، وأثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله، كما نفته المعتزلة، وقالوا: لا يكون في الأرض من خير وشر إلا ما شاء الله، وأنَّ الأشياء تكون بمشيئته كما قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}التكوير:29..... إلى أن قـال: ويقولون إنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدّقون بالأحاديث التي جاءت عـن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر...)) كما جاء الحديث. ويقرّون أنَّ الله يجيئ يوم القيامة كما قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}الفجر:22، وأنَّ الله يقرب من خلقه كيف شـاء، قال {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}ق:16....... إلى أن قال: فهذا جملة مما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

أولاً: لا بُدّ أن نعرف بأبي الحسن الأشعري وتكشف عن مذهبه ومنهجه، فنقول:

) كنت قد قلت في التحقيق السابق أنني أُرَجِّحُ عدم ثبوت كتاب "الإبانة" على أنه من تصنيف الأشعري ثم لما حققت "الإبانة" وتتبعت الأمور وجدت أن هذا الكتاب وهذا الفكر الحنبلي الذي فيه ثابت عن الأشعري للأسباب التالية: (الأول): أن سائر العلماء ومنهم ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" يثبتون "الإبانة" وغيره للأشعري إلا من شذَّ. و(الثاني): أن العلماء المنزهين من الأشاعرة ومنهم الفخر الرازي ردُّوا على الأشعري وصرحوا بمخالفته، ومن ذلك قول السبكي في "الطبقات" (5/192) في ترجمة إمام الحرمين: [والإمام لا يتقيد لا بالأشعري ولا بالشافعي ، لا سيما في البرهان، وإنما يتكلم على حسب تأدية نظره واجتهاده، وربما خالف الأشعري وأتى بعبارة عالية على عادة فصاحته، تأدية نظره واجتهاده ، فلا تحتمل المغاربة أن يقال مثلها في حق الأشعري، وقد حكينا كثيراً من ذلك في شرحنا على مختصر ابن الحاجب].
وقال الإمام الغزالي في "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة" ص (39): [فإن زعم - صاحبك - أن حدَّ الكفر ما يخالف مذهب الأشعري أو مذهب المعتزلي أو الحنبلي أو غيرهم فاعلم أنه غر بليد، قد قيَّده التقليد، فهو أعمى من العميان، فلا تضيِّع بإصلاحه الزمان...]. وقال الحافظ أبو بكر ابن العربي المالكي في "العواصم من القواصم" الطبعة الكاملة ص (55): [إذا سمعت أني أشعري كيف حكمت بأني مقلد له في جميع قوله؟! وهل أنا إلا ناظر من النظار أدين بالاختيار، وأتصرَّف في الأصول بمقتضى الدليل]. وقال الفخر الرازي في كتابه "أصول الدين" ص (68): [المسألة التاسعة عشرة: أنه تعالى باق لذاته خلافاً للأشعري]. وفي ذلك الكتاب مسائل أخرى خالف فيها الفخرُ الرازيُّ الأشعريَّ [انظر ص (89) و (90) وغير ذلك]، ومنها ما وافق فيها الرازيُّ المعتزلةَ وخالف فيها الأشعريَّ مثل قوله في ذلك الكتاب ص (89): [قال أبو الحسن الأشعري : الاستطاعة لا توجد إلا مع الفعل، وقالت المعتزلة: لا توجد إلا قبل الفعل، والمختار عندنا أن القدرة هي عبارة عن سلامة الأعضاء وعن المزاج المعتدل فإنها حاصلة قبل حصول الفعل....]. و(الثالث): أن العلماء الذين كانوا في عصر الأشعري أو في القرن الذي كان فيه كابن حزم قالوا بأن ما ذكره الأشعري في كتبه مُدْخِل في قول المجسمة، من ذلك قول ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/127): [وقال الأشعري إن المراد بقول الله تعالى أيدينا إنما معناه اليدان وإن ذكر الأعين إنما معناه عينان وهذا باطل مُدْخِل في قول المجسمة]!! ونقل ابن فُوْرَك في "مجرد مقالات الأشعري" ص (40) أن الأشعري أثبت للمولى سبحانه وتعالى الوجه واليدين والجنب والعين...!! ثم إن ابن تيمية يدعو إلى كتاب "الإبانة" و"مقالات الإسلاميين" ويشيد بهما وقال الأشعري في "رسالة أهل الثغر" ص (234): [وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وليس استواؤه على العرش استيلاء كما قال أهل القدر لأنه عز و جل لم يزل مستولياً على كل شيء]. وخالفه الأشاعرة المنزهون من أهل السنة ومن ذلك قول الإمام الغزالي في "الإحياء" في كتاب قواعد العقائد (1/108): [الذي أريد بالاستواء إلى السماء حيث قال في القرآن {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ...} وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء]. وانظر "الاقتصاد في الاعتقاد" ص (104). ولذلك قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في مقدمة "تبيين كذب المفتري" ص (16) إن أولى الناس بالأشعري الحنابلة وهذا نص كلامه: [وفقهاء المذاهب يتجاذبون الأشعري إلى مذاهبهم ويترجمونه في طبقاتهم والحنابلة أحق بذلك؛ حيث يصرِّح الأشعري في مناظراته معهم أنه على مذهب أحمد..]. وهذا تصريح لطيف من العلامة الكوثري رحمه الله تعالى يخبرنا بجلية الأمر. والأشعري ولد على الصحيح سنة (270) وهذا ما اعتمده ابن خَلِّكان في "وفيات الأعيان" (1/346) وابن الأثير في "اللباب" (1/52). وكان عمره حينما توفي أبو علي الجبائي (33) سنة، وأول أمره في العقائد التتلمذ على الساجي وعنه أخذ عقيدة أهل الأثر والانتساب إلى العقائد الحنبلية! فقد صرَّح في كتبه بأنه على قول إمامهم. قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/488): [..وحدَّث عنه – أي الساجي - أيضاً أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث]. وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/709): [وعنه – أي الساجي - أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولي تحرير مقالة أهل الحديث والسلف]. وقال الذهبي في "السير" (14/198) أيضاً في ترجمة الساجي: [أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف]. والأمر في ذلك طويل الذيل هذا مختصره.
وكنت قلت في التعليق القديم السابق وقد رجعت عن أكثره: أبو الحسن الأشعري عليه فيما ينقلونه عنه إشكالات لا بُدَّ من عرضها وهي:
1- أنَّ ما ينقله أتباعه عنه خلاف ما هو مسطور في الكتب والمصنّفات التي تنسب إليه.
2- أنَّ كتاب الإبانة الذي نقل منه الحافظ ابن عساكر جملة منه لا أعرف له سنداً!! وابن عساكر لم يذكر سنده إليه في "تبيين كذب المفتري"!
3- ما ينقله أبو الحسن في "الإبانة" وغيره عن المعتزلة إن ثبت عنه فإنه يسقطه عن مرتبة الإمامة والمرجعية سقوطاً تاماً!! وذلك مثل نقله عن المعتزلة بأنهم يقولون بأنَّ الله تعالى في كل مكان!! وهم أبعد الناس عن ذلك القول!! وإثباته في "الإبانة" يداً حقيقية لله تعالى، ومحاربته تأويل الاستواء بالاستيلاء والملك والقهر، ومحاربته تأويل اليد بالنعمة، وقوله بأنَّ القرآن غير مخلوق وإتيانه بأدلة هزيلة على ذلك، مع أنه ناقض ذلك في "مقالات" الإسلاميين وذكر بأن المعتزلة ينزهون الله عن المكان!! فقال في "المقالات" ص (157ريتر): [القول في المكان: اختلفت المعتزلة في ذلك فقال قائلون: البارئ بكل مكان بمعنى أنه مدبّر لكل مكان وأن تدبيره في كل مكان، والقائلون بهذا القول جمهور المعتزلة أبو الهذيل والجعفران والإسكافي ومحمد بن عبد الوهاب الجبائي. وقال قائلون: البارئ لا في مكان بل هو على ما لم يزل عليه، وهو قول هشام الفوطي وعباد بن سليمان وأبي زفر وغيرهم من المعتزلة، وقالت المعتزلة في قول الله عز وجل: الرحمن على العرش استوى: يعني استولى].
4- هجوم الأشعري على المعتزلة واتهامه لهم بأنهم يقولون بأنَّ الله تعالى في كل مكان!! بعدما أمضى معهم كما يقال أربعين سنة من حياته، وقوله بتلك الترهات المسطورة في الكتب المنسوبة إليه والموجودة بين أيدينا إن ثبتت عنه يثبت أنه يفتري على خصومه بما هم براء منه!! وهذه ليست من صفات الأئمة الذين يقتدى بهم!!
5- هجوم الأشعري على المعتزلة وتظاهره أو دعوته لمذهب من يسمون أنفسهم بأهل الحديث عليه علامات استفهام!! فإمّا أنه أصلاً كان ممن يتسمون بأهل الحديث ولم يكن قط معتزلياً!! وإما أنَّ السياسة حرَّكته لتشويه صورة المعتزلة والرد عليهم بالباطل!!
لأنَّ كثيراً من الآراء التي هاجمها الأشعري في الكتب المنسوبة إليه يقول بها جماهير الأشاعرة والماتريدية من بعده إلى هذا اليوم!! كما يقول بها المعتزلة!! وخاصة أمور التنزيه ورد الأحاديث المتشابهات ومنها أحاديث ضعاف وواهيات وموضوعات!!
6- اختُلِفَ في ضبط السَّنَة التي مات فيها الأشعري من (320) إلى (333)، فلو كان الأشعري حقاً وصدقاً كما يقولون إمام إذ ذاك له مذهب وأتباع معروفون لضبطوا يوم موته بالساعة فضلاً عن اليوم والشهر والسنـة!! فلا أدري لم وقع كل هذا؟ وكل هذا يضع علامات استفهام على الأشعري ومصنفاته وحقيقته!! والله أعلم بحقيقة الحال!!
7- ما هو مسطور في هذه الكتب المتداولة المنسوبة إليه كالإبانة و"رسالة أهل الثغر" تدل دلالة واضحة على ضحالة علمية!! وإذا قلنا بأنَّ جميع تلك الكتب محرفة وتلاعبت بها الأيدي الأثيمة!! أو أنَّ تلك المصنّفات وُضِعَتْ عليه!! والله أعلم بحقيقة الحال!! إذن ليس بأيدينا اليوم شيء صحيح يمكن الوثوق به حتى نعرف حقيقة مذهب الأشعري!!
8- الغزالي وإمام الحرمين والرازي مثلاً لم يدّعوا الأشعرية بل خالفوه في أمور!! فهؤلاء الذين يطلق الناس عليهم اليوم أنهم كانوا أشعرية نجد منهجهم وما قالوه يخالف مثل الباقلاني الذي يصرّح في مثل كتابه "التمهيد" بما يقرب من الكلام المودع في "الإبانة"!! فهل يصح القول بأنَّ ذلك كان دائراً بين التفويض والتأويل!! مع ملاحظة قول "الإبانة" مثلاً (يد حقيقية)!! وملاحظة أن الاختلاف أيضاً حاصل في مسائل أخرى غير مسائل الصفات!!
وإننا نجد تخالف طرق الأشاعرة في المسائل أو في عرض المسائل!! ما بين "الإبانة" للأشعري و"التمهيد" للباقلاني وكتب إمام الحرمين والغزالي والرازي ومتأخري الأشاعرة مثل طريقة السنوسي واللقاني والباجوري!!
فهذه نقاط لا بد من دراستها دراسة عميقة واستقصاء كل ما يدور حولها فربما نخرج بنتيجة واضحة في أمر الأشعري!!
9- أنَّ الأشاعرة لم يتداولوها فيما بينهم ولا يقولون بما فيها.
10- أنَّ مجسمة الحنابلة ومن يميل إليهم مقبلون عليها راغبون بها، وخاصة ابن تيمية وابن القيم، وقام بطبعها ونشرها مجسمة الحنابلة في هذا العصر!! والمعروف أنَّ الحنابلة المجسمة بينهم وبين الأشعري عداوة وكيدة أصيلة!! وقد نصَّ على ذلك جماعة؛ قال الذهبي نفسه في "سير أعلام النبلاء" (15/86) في ترجمة الأشعري: ((قلت:... حطَّ عليه جماعة من الحنابلة والعلماء".
وفي "السير"(15/90) أيضاً في ترجمة البربهاري الحنبلي: ((أنَّ الأشعري صنَّف الإبانة فلم يُقْبَل منه)).

وأما الباقلاني فعليه الملاحظات التالية:
1- أن أسلوب كتب الأشعري وخاصة "الإبانة" و "مقالات الإسلاميين" متوافق جداً مع أسلوب الباقلاني وطريقته.
2- أنَّ الباقلاني له كتاب اسمه "الإبانة" كما نصَّ عليه غير واحد منهم الذهبي عند نقل كلام الباقلاني في هذا الكتاب (ترجمة رقم 139) والقاضي عياض في "ترتيب المدارك"(3/601).
3- أنَّ الباقلاني كان مشهوراً في عصره بلقب أبي بكر الأشعري كما يجد ذلك من يطالع ترجمته في كتب التراجم؛ ولـمَّا كتبوا على غلاف الكتاب تأليف الأشعري ظنوه أبا الحسن.
4- أنَّ الباقلاني كان حنبلي المذهب والمشرب على التحقيق، وكان يكتب على الفتاوى التي يكتبها: ((كتبه محمد بن الطيب الحنبلي)) كما في "البداية والنهاية"(11/350) وهذا غريب جداً!!
5- أنَّ الباقلاني كان صديقاً حميماً للحنابلة ولرئيسهم في بغداد، وكانت بينه وبين إمام الحنابلة في عصره صداقة وكيدة حميمة جداً، حتى أنَّ شيخ الحنابلة أبو الفضل التميمي ((أمر منادياً يقول بين يدي جنازة الباقلاني: هذا ناصر السنة والدِّين والذاب عن الشريعة)) كما في "سير النبلاء" (17/193)!!
6- أنَّ الباقلاني هو المعروف بالاسترسال في ذكر الفرق وبيان مقالاتها وكتابه "التمهيد" من شواهد ذلك!!
وقد كشفت جلية هذا الأمر في مقدمة تحقيقي لكتاب "الإبانة" للأشعري فليرجع إليه من شاء أن يتوسع ويعرف الحقيقة. وقد رجعت عن كل هذا القول الذي قلت فيه إن الإبانة ليست للأشعري.
[فائدة مهمة]: هناك مَنْ نَصَّ على أن "الإبانة" غير ثابتة للأشعري وهو الصفديُّ (ت764هـ) في "الوافي بالوفيات" (19/117): حيث قال أثناء كلام هناك بعدما نقل كلاماً للمازري: [كما وُضِعَ كتاب "الإبانة" على لسان الشيخ أبي الحسن الأشعري..]. وقال الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على "تبيين كذب المفتري" ص (28): [والنسخة المطبوعة في الهند من "الإبانة" نسخة مصحفة محرفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة فتجب إعادة طبعها من أصل وثيق]. أما الشيخ الكوثري رضي الله عنه فلم ينكر أن "الإبانة" للأشعري وإنما قال بأن الإبانة المطبوعة في الهند تلاعبت بها الأيدي الأثيمة! وعلى كل حال فكلام الصفدي لا يعول عليه ولا يلتفت إليه! لأنه كما يظهر استشنع ما في كتاب "الإبانة" بالخصوص.

ثانيًا: نعلق على النص الذي أورده الذهبي،فنقول:

لا ندري ما هو السر من ذكر العرش واليدين دون باقي الأمور التي يسمونها بالصفات!!

وحديثه عن المعتزلة فيه افتراء مكشوف على المعتزلة!! لأنَّ المعتزلة لا ينكرون العلم والسمع والبصر! بل نقل بعض أئمة الأشاعرة أن الأشعري نفسه يردُّ صفتي السمع والبصر إلى العلم، ومن ذلك: قول العلامة سعد الدين التفتازاني في "شرح المقاصد" (4/140): [وعلى ما نُقِلَ: المشهور من مذهب الأشاعرة أن كلاً من السمع والبصر صفة مغايرة للعلم، إلا أن ذلك ليس بلازم على قاعدة الشيخ أبي الحسن في الإحساس من أنه علم بالمحسوس على ما سبق ذكره، لجواز أن يكون مرجعهما إلى صفة العلم ويكون السمع علماً بالمسموعات ، والبصر علماً بالمبصرات..].

وبالنتيجة فإنَّ علماء أهل السنة المنزهين الذين يطلق الناس عليهم لقب الأشاعرة لا يقولون بذلك!!




أضف رد جديد

العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“