بطلان ما ينسبه المجسمة لأبي عثمان الصابوني نصرة لمذهبهم:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان ما ينسبه المجسمة لأبي عثمان الصابوني نصرة لمذهبهم:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان ما ينسبه المجسمة لأبي عثمان الصابوني نصرة لمذهبهم:

قال الذهبي في كتابه " العلو " النص رقم(542):
[ أبو عثمان الصابوني (373 ـ 449):
542- قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن النيسابوري الصابوني في رسالته في السنة:
((ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أنَّ الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه)) وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أنَّ الله على عرشه وعرشه فوق سماواته، وإمامنا الشافعي احتجَّ في المبسوط في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة بخبر معاوية بن الحكم، فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عن إعتاقه السوداء الأعجمية فامتحنها ليعرف أهي مؤمنة أم لا فقال لـها: ((أيـن ربـك؟)) فأشارت إلى السماء إذ كانت أعجمية فقال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)). حكم بإيمانها لـمَّا أقرَّت بأنَّ ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية
كان شيخ الإسلام الصابوني فقيهاً محدّثاً وصوفياً واعظاً، كان شيخ نيسابور في زمانه، له تصانيف حسنة، سمع من أصحاب ابن خزيمة والسراج، توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وقد روى إسماعيل عن عبدالغافر أنه سمع إمام الحرمين يقول: كنت بمكة أتردد في المذاهب فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني ].


أقول في بيان بطلان هذه النسبة:

كـلام الصابوني ينتهي إلى هنا!! والزيادة بعد هذا من كيس الذهبي أو ممن نقل عنه الذهبي ليوهم ويدلس أنه من كلام الصابوني!! راجع "مجموعة الرسائل المنيرية" (1/109) رسالة الصابوني.
وكلام الصابوني ليس فيه دلالة على العلو الحسي الذي يريده المجسمة!
وقد تقدَّم أنَّ هذا اللفظ (أين ربك) لم يثبت في الحديث!! والذي ثبـت هـو قولـه  لها: ((أتشهدين أن لا إله إلا الله...)).
وما جاء من تقريرات على كلام الجارية فهذا كله باطل؛ لأنه مبني على لفظة باطلة لم تصح في الحديث!!
وبالنتيجة ما يذكرونه من المنامات في مثل هذه المواقف هي كذب بحت وهي خرط قتاد!! ولا تثبت الأحكام به! وقد ساق الذهبي إسناد هذه الرؤية في "السير" (18/44) و"تاريخ الإسلام" (30/228) نقلاً عن "تاريخ ابن عساكر" (9/12) فقال: [وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي يَقُولُ: سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال:...]. وهذا سند لا يعول عليه لأجل عبد الرشيد بن ناصر فإني لم أجد من وثقه وإنما ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (12/30دارالغرب) ولم يوثقه. وبعض المعاصرين أدخله في كتب الثقات المعاصرة وقالوا: (أثنى عليه السمعاني) ولم يبينوا ذلك ولا عبرة بذلك. قال الإمام النووي في "شرح المهذب" (6/281): [(فرع) لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم ير الناس الهلال فرأى إنسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره، ذكره القاضي حسين في الفتاوى وآخرون من أصحابنا ونقل القاضي عياض الإجماع عليه وقد قررته بدلائله في أول شرح صحيح مسلم، ومختصره: أن شرط الراوى والمخبر والشاهد أن يكون متيقظاً حال التحمل وهذا مجمع عليه، ومعلوم أن النوم لا تيقظ فيه ولا ضبط فترك العمل بهذا المنام لاختلال ضبط الراوى لا للشك في الرؤية..]. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/50): [..لا يَجُوز إِثْبَات حُكْم شَرْعِيّ بِهِ لِأَنَّ حَالَة النَّوْم لَيْسَتْ حَالَةَ ضَبْطٍ وَتَحْقِيقٍ لِمَا يَسْمَعُهُ الرَّائِي، وَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مِنْ شَرْطِ مَنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ وَشَهَادَتُهُ أَنْ يَكُون مُتَيَقِّظًا لا مُغَفَّلاً وَلا سَيِّئَ الْحِفْظِ وَلا كَثِيرَ الْخَطَأِ وَلا مُخْتَلَّ الضَّبْطِ، وَالنَّائِم لَيْسَ بِهَذِهِ الصِّفَة فَلَمْ تُقْبَلْ رِوَايَتُهُ لاخْتِلالِ ضَبْطِهِ، هَذَا كُلّه فِي مَنَام يَتَعَلَّق بِإِثْبَاتِ حُكْمٍ عَلَى خِلاف مَا يَحْكُمُ بِهِ الْوُلاةُ، أَمَّا إِذَا رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُ بِفِعْلِ مَا هُوَ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ أَوْ يَنْهَاهُ عَنْ مَنْهِيٍّ عَنْهُ أَوْ يُرْشِدُهُ إِلَى فِعْلِ مَصْلَحَة فَلا خِلاف فِي اِسْتِحْبَاب الْعَمَل عَلَى وَفْقِه؛ لأنَّ ذَلِكَ لَيْسَ حُكْمًا بِمُجَرَّدِ الْمَنَام بَلْ تَقَرَّرَ مِنْ أَصْل ذَلِكَ الشَّيْء. وَاَللَّه أَعْلَمُ]. وقال الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتابه "المنهاج القويم" ص (368): [ولا عبرة بقول من قال: أخبرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن غداً من رمضان، فلا يجوز بالإجماع العمل بقضية منامه لا في الصوم ولا في غيره]. وقد صرَّح بذلك أيضاً جمع من العلماء: كالشيخ زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (1/410) والعلامة الشربيني في "الإقناع" (1/216) وفي "مغني المحتاج"، وغيرهم. وما ورد في القرآن الكريم من الحديث عن الرؤيا مثل رؤيا سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو رؤيا سيدنا يوسف أو الرؤى التي فسَّرها سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام فالجزم بما فيها إنما هو للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لئلا يدعي بعض الناس أنهم رأوه صلى الله عليه وآله وسلم وهم كاذبون ليروجوا ما يريدون! وإمام الحرمين هو الإمام المُتَّبَع الذي سار الناس على مذهبه وأخذوا من مصنفاته وانتشرت تلامذته شرقاً وغرباً لا الصابوني، والله تعالى أعلم. وقد طالعت عقيدة الصابوني التي سماها "عقيدة السلف" فوجدت فيها أشياء مردودة كقوله عن السلف وأهل الحديث: (وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغيرها من غير تشبيه) وقال: بكفر من يقول بأن لفظه بالقرآن مخلوق مع أن من أئمة السلف من قال بذلك كالبخاري ومسلم والكرابيسي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم. ونصه هناك: (ومن قال: إن القرآن بلفظي مخلوق، أو لفظي به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم)! وقال فيها نقلاً عن ابن خزيمة: (من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته) وهذا التكفير بالباطل واستباحة دماء وأرواح المسلمين بحكمٍ لم ينزل الله به سلطاناً بناء على تفسير باطل لآيات الاستواء! وقال فيها: (وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه من ذكر المجيء والإتيان... قلت: فكذلك إن أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب...) وغير ذلك من الترهات، التي تجعل كلامه ساقطاً لا قيمة له!
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“