عدم صحة ما ينقله المجسمة عن سُليم الرازي لنصرة مذهبهم في التجسيم:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

عدم صحة ما ينقله المجسمة عن سُليم الرازي لنصرة مذهبهم في التجسيم:

Post by عود الخيزران »

عدم صحة ما ينقله المجسمة عن سُليم الرازي لنصرة مذهبهم في التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(543):
[ الفقيه سُلَيم ( 447):
543- قال الإمام المفسّر أبو الفتح سُلَيم بن أيوب الرازي في تفسيره في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال أبو عبيدة: علا. وقال غيره: استقرَّ، وذكر في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}الحديد:4، قال استوى في اليوم السابع، وهكذا سائر تفسيره على الإثبات لا على النفي، وكان إماماً علامة تفقه بالشيخ أبي حامد الإسفراييني وسمع من أصحاب إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وابن أبي حاتم، صنَّف التصانيف، حمل عنه الفقه نصر المقدسي وغيره، توفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة].

أقول في بيان عدم صحة ما ينقله المجسمة:

لم يتبين أن الفقيه سليم اعتمد استقرَّ فهذا تدليس عليه! والاستواء في اليوم السابع عقيدة اليهود فيا ويح مَنْ يبثها وينشرها دون أن ينقدها ويهدمها ويبين زيفها وضلال القائلين بها!! وقد ذكر الذهبي نفسه في ترجمة البغوي التي ستأتي إن شاء الله تعالى برقم (160) ما نصه: ((قلت: لا يعجبني قوله استقرَّ))!! فتأملوا فيمن ينقض غزله بنفسه!! ويهدم بيته بيده!! وعلى كل حال فهذا التفسير المخطىء يحتمل أنه قاله سليم الرازي نقلاً عن بعضهم ولم يقرَّه فنقله الذهبي عنه وهذا يحتاج إلى الرجوع إلى تفسيره والنظر فيه! وتفسيره غير موجود فيما أعلم! وهم ينقلون عن ابن جرير وابن فُوْرَك وغيرهما أشياء ثم عند الرجوع إلى كلامهم نجد أنهم يقولون بخلاف ما يدَّعي هؤلاء المجسمة ونجد أن بعض أولئك العلماء قد ذكروا ذلك القول المنقول في كتبهم لكنهم لم يعتمدوه! ومع وجود الخلاف في تلك العصور في هذه القضايا كما قدَّمنا في التعليقات السابقة فإن كلام ابن جرير وسليم الرازي وغيرهما ليس من الحجج الشرعية! وكل أحد يؤخذ من قوله ويردُّ عليه! وتنزيه الله تعالى هو الأصل عندنا ولا نلتفت إلى ما سواه! وسليم الرازي أصله من الري ثم إنه انتقل لبغداد وقد تفقَّه بعد سِنِّ الأربعين، قال السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (4/390): [اشتغل قبل الفقه بالتفسير والحديث واللغة ثم سافر إلى بغداد فتفقه بها على الشيخ أبي حامد حتى برع في المذهب... وعلق عن الشيخ أبي حامد التعليقة ولما توفي الشيخ أبو حامد درس مكانه ثم سافر إلى الشام وأقام بثغر صور مرابطاً محتسباً ينشر العلم...]. وقال ابن خَلِّكان في "وفيات الأعيان" (2/298): [ثم إنه غرق في بحر القُلْزُم بعد رجوعه من الحج عند ساحل جدة في سلخ صفر سنة سبع وأربعين وأربعمائة وكان قد نيف على ثمانين سنة رحمه الله]. وبحر القُلْزُم هو البحر الأحمر.

Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”