بطلان كلام الشيخ عبد القادر في كتابه " الغُنية" وإسقاط الاستدلال به:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان كلام الشيخ عبد القادر في كتابه " الغُنية" وإسقاط الاستدلال به:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان كلام الشيخ عبد القادر في كتابه " الغُنية" وإسقاط الاستدلال به:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(559):
[ الشيخ عبدالقادر (471 ـ 561):
559- قال شيخ الإسلام سيد الوعاظ أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح ابن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ العراق في كتاب ((الغنية)) له، وهو مجلَّد:
أمَّا معرفة الصانع بالآيات والدلائل على وجه الاختصار فهو أن يعرف ويتيقن أنَّ الله واحد أحد، إلى أن قال: وهو مستوٍ على العرش محتوٍ على المُلك، محيط علمه بالأشياء: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}فاطر:10، والعمل الصالح يرفعه، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وينبغي إطلاق ذلك من غير تأويل، وكونه تعالى على العرش فمذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل، بلا كيف.
سمعت الحافظ أبا الحسين يقول: سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام بمصـر يقول: ما نعرف أحداً كراماته متواترة إلا الشيخ عبدالقادر رحمه الله. توفي في سنة إحدى وستين وخمسمائة].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

هذه العقيدة التي جاءت في كتاب " الغنية" للشيخ عبد القادر ذهب بعض العلماء إلى أنها مدسوسة عليه وممن صرَّح بذلك العلامة ابن حجر المكي في " الفتاوى الحديثية" ص (204)!! وقال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على " السيف الصقيل" ص (100) ما نصه: [وتجد في الكتب المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر كثيراً مما يَـرُدُّهُ علماء أصول الدين في الاعتقاد، كما تجد فيها كثيراً من الأحاديث الملفقة الموضوعة، فلا يعوَّل على مثل تلك الكتب في مثل هذا المطلب، وقد قال ابن حجر المكي في فتاويه إنَّ ذِكْرَ الجهة ونحوها مدسوس في كتب الشيخ عبدالقادر، وذكر مثله اليافعي قبله في "نشر المحاسن"، وكذا النجم الأصفهاني قبل اليافعي، وهم لا يعتدون بروايات أمثال الذهبي والناظم (يعني ابن قيم الجوزية) وشيخه وابن رجب عنه في هذا الصدد، لأنهم أظنّاء عندهم فيما يتعلَّق بالجهة، ومن المقرر عند أهل السنة أنَّ أهل البدع لا تُقبل رواياتهم فيما يؤيدون به بدعهم، فالقائلون بصلاح الشيخ عبد القادر وهم الجمهور يبرئونه من تلك البدع ويعدّونها مدسوسة في كتبه، ولا يوجد بين أهل الحق من يعترف له بالصلاح مع فرض ثبوت تلك المخازي عنه، فعلى فرض ثبوتها عنه فلا حُبَّ ولا كرامة، ومخارق حفيده عبدالسلام المتربي لديه تدعو الباحث إلى غاية من الاحتياط في حقه، وقد أشار الحافظ أبو شامة المقدسي في "ذيل الروضتين" إلى ما جرى بينه وبين أبي الفرج ابن الجوزي والوزير العالم ابن يونس الحنبلي، نسأل الله السلامة]. انتهى كلام الإمام الكوثري رحمه الله تعالى ورضي عنه وهو كلام مهم جداً يعطينا خلاصة الأمر في هذه القضية. وقول الذهبي هنا في آخر ترجمته نقلاً عن بعضهم بأن كرامات الشيخ عبد القادر متواترة هل يعني هذا أنه معصوم كالأنبياء عليهم السلام؟! وأنه منزه عن الخطأ؟! وهل هذا من أساليب الذهبي لجرِّنا لاعتقاد ما وتقليد ما هو مدوَّن في كتابه "الغنية"؟!
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“