بطلان حديث النواس بن سمعان الذي جاء فيه:( إنَّ الله عز وجل إذا أراد أن يأمر بأمر تكلَّم به، فإذا تكلَّم به أخذت السماء ر

[عود الخيزران]

بطلان حديث النواس بن سمعان الذي جاء فيه:( إنَّ الله عز وجل إذا أراد أن يأمر بأمر تكلَّم به، فإذا تكلَّم به أخذت السماء رجفة أو قال رعدة شديدة، فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا فيخرون سجداً..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث الوليد بن مسلم، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبدالله ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان: سمعت رسول الله  يقـول: ((إنَّ الله عز وجل إذا أراد أن يأمر بأمر تكلَّم به، فإذا تكلَّم به أخذت السماء رجفة أو قال رعدة شديدة، فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا فيخرون سجداً فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد))].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

واهٍ منكر أو موضوع. رواه أبو نُعَيم في "الحلية" (5/152) وقال: ((غريب)). وفي الإسناد نُعَيم بن حماد مجسم مخرّف وكذاب شهير تقدّم الكلام عليه وترجمته في ((تهذيـب الكمال)) (29/466) وفيها أنه كان يضع قصصاً وأحاديث في ثلب الإمام أبي حنيفة رحمـه الله تعالى. ورواية رجاء بن حيوة عن النواس لا تثبت. كما في ((تهذيب الكمال)) (9/152) حيث قال المزي هناك: ((روى عن.... النواس بن سمعان من وجه ضعيف)). وكان قصد المؤلف من إيراد هذا الحديث أن يثبت أنه بما أن الله يكلّم الملائكة في السماء فإذن هو في السماء!! ولا دلالة في ذلك!! فإنه تعالى كلَّم سيدنا موسى عليه السلام في الأرض {من شاطىء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين} القصص:30. ولم يدل هذا أيضاً على أنه سبحانه كان حالاً في تلك البقعة أو الشجرة!! تعالى الله عن المكان والزمان وعن ما يدور في عقول المجسمة والمشبهة علواً كبيراً.