بطلان حديث عبدالله بن عمرو الذي جاء فيه:(..ز إنها إذا غربت صعدت إلى السماء فسلَّمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها، وباتت تجري...):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عثمان بن عمر بن فارس، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن وهب بن جابر، عن عبدالله بن عمرو، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقـول: ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع مَنْ يقوت)).
ثمَّ أنشأ عبدالله يحدّث عن الشمس قال: إنها إذا غربت صعدت إلى السماء فسلَّمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها، وباتت تجري، فهي كذلك حتى يأتي عليها ليلة فتسلم فلا يقبل منها، وتسلم فلا يُرَدُّ عليها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فتلتمس من يشفع لها فلا تجد، فتقول: إنَّ المشرق بعيد، فلا يؤذن لها، فإذا طلع الفجر قيل لها: اطلعي من مكانك، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها. قال ابن مَنْدَه: إسناده صحيح].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
الحديث القصير إسناده ضعيف والكلام الذي بعده عن الشمس كذب نقله عبد الله بن عمرو من الإسرائيليات. والحديث رواه أبو داود (1692). وقد رواه مسلم (996) بلفظ آخر وهو ((كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته)). أما ما ذكره بعده المصنّف فهو من جملة الخرط الإسرائيلي والتخريف الذي كان ينقله عبدالله بن عمرو من الكتب الإسرائيلية!! وهو واضح!! وقد سبق الكلام على حديث الشمس هذا برقم (72) فارجع إليه هناك إن شئت. والراوي عن عبدالله بن عمرو هو: وهب بن بيان بن جابر الخَيْواني الهمداني، ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (31/119) و"تهذيب التهذيب" (11/141) وهو مجهول على الصحيح، قال النَّسائي وعلي بن المَدِيني: ((مجهول)). وقال الذهبي في "الميزان": ((لا يكاد يُعْرَف)). ولم يروِ إلا عن ابن عمرو ولم يروِ عنه إلا أبو إسحق. فتوثيق ابن مَعِين إن صح والعجلي وابن حِبَّان له مردود. وتصحيح ابن مَنْدَه له غير مفيد لو كان صواباً لأن غايته أنه من جملة الإسرائيليات التي نقلها عبد الله بن عمرو من الإسرائيليات.
بطلان حديث عبدالله بن عمرو الذي جاء فيه:(..ز إنها إذا غربت صعدت إلى السماء فسلَّمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها، وباتت تجري.
-
- Posts: 908
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm