بيان حال حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( مَنْ أَنْظَرَ معسراً أو وضع عنه أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله):

[عود الخيزران]

بيان حال حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( مَنْ أَنْظَرَ معسراً أو وضع عنه أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث إسحق بن سليمان، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: ((مَنْ أَنْظَرَ معسراً أو وضع عنه أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله)). إسناده صالح].

أقول في التعليق على هذا الحديث وبيان حاله:

صحيح دون ذكر العرش ولا دلالة فيه على العلو. رواه الترمذي (1306) بهذا اللفظ. وقـد رواه مسلم (2699) وابن ماجه (2417) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريـرة بلفظ: ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والأخرة)) وليس فيه لفظ (العرش)، والأعمش أوثق الناس في أبي صالح فلفظه مقدَّم. قال علي بن المَدِيني: ((الأعمش أثبت في أبي صالح من غيره)). كما في "علل ابن المَدِيني" (80) وحاشية ((تهذيب الكمال)) (12/227). وقد روى الحديث عدة وليس فيه لفظ (العرش) أذكرهم على وجه الاختصار: أبو اليسر كعب بن عمرو مرفوعاً عند مسلم (3014) وابن عباس عند أحمد (1/327) وأبو قتادة عند مسلم (1563) وأبو هريرة نفسه مع قصة في البخاري (3480). وبُرَيدة عند أحمد (5/360). فكل هذا مما يحكم ببطلان لفظ (العرش) في هذا الحديث ووهاء استدلال الذهبي بها على وجود العرش بمعنى الجسم المشهور.