الكشف عن درجة حديث : (إن الرحم يتعلق بحِقْوَي الرحمن... ) وبيان تصرف الرواة في ألفاظه:
هو من قوله عليه السلام: ((إن الرحم يتعلق بحِقْوَي الرحمن، فيقول سبحانه وتعالى أصِل مَنْ وصلك))
أقول :
الحديث رواه البخاري (4832) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له: مَهْ، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب)). لكن لفظ الحقو فيه غير ثابت وهو من تصرَّف الرواة، فقد رواه البخاري (5987) ومسلم (2554) عن أبي هريرة بلفظ: ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصِلَ من وصَلَكِ وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)). وله ألفاظ أخرى أيضاً في الصحيحين وغيرهما. قال الحافظ البيهقي في "الأسماء والصفات" (759): [ومعناه عند أهل النظر: أنها استجارت واعتصمت بالله عز وجل، كما تقول العرب: تعلَّقت بظلِّ جناحه. أي: اعتصمت به. وقيل: الحقو الإزار، وإزاره عِزُّهُ، بمعنى أنه موصوف بالعز، فلاذت الرحم بعزه من القطيعة وعاذت به]. وروي الحديث بتثنية الحقوين ولفظه: ((الرَّحِمُ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِحِقْوَيِ الرَّحْمَنِ..)). عند الطبراني في الأوسط (3/334) والبغوي في شرح السنة (1/811) وابن أبي عاصم في السنة (1/238) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/398): [قال القابسي (ت403هـ): أبى أبو زيد المروزي (371هـ راوي صحيح البخاري عن الفربري) أن يقرأ لنا هذا الحرف لإشكاله]. وقد سرد الحافظ ابن الجوزي ألفاظه في ((دفع شبه التشبيه)) الحديث (34).
الكشف عن درجة حديث : (إن الرحم يتعلق بحِقْوَي الرحمن... ) وبيان تصرف الرواة في ألفاظه:
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm