الأشاعرة يخالفون الأشعري ولا يرتضون قوله:
وهذا هو عنوان محاضرة قادمة لي إن شاء الله تعالى:
قال الأشعري ص (171) من كتاب "الإبانة" من الطبعة التي بتحقيق العبد الفقير لله تعالى:
[وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية : إن معنى قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} أنه استولى وملك وقهر.. وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال أهل الحق].
قلت: هذه طريقة المجسمة من الحنابلة وغيرهم في عرض المسائل وتقريرها واعتقادها ورمي من يخالفهم في ذلك بالتجهم والاعتزال!
لكن الأشاعرة العلماء المنزهون العقلاء لم يلتفتوا إلى هذا الذي قاله أبو الحسن الأشعري ولم يعيروا له بالاً بعدما عرفوا أنه يقول بهذا وأنه ثابت عنه!
أما إثباتهم هذا الذي قاله أبو الحسن الأشعري وعلمهم بأنه يقوله وعدم تعويلهم عليه وقولهم بخلافه وبما نعت به الجهمية والمعتزلة والحرورية فإليكم بعض ذلك:
قال الفخر الرازي رحمه الله تعالى ورضي عنه في "نهاية العقول" (4/272):
[أصحابنا اختلفوا في كثير من صفات الله تعالى ولا شك أن الحق في كل مسألة منها واحد.... وزعم أبو الحسن أن الاستواء صفة قائمة بذات الله تعالى وغيره نفاها... فقد تقرّر – من مجموع ذلك – شدةُ وقوع الاختلاف في صفات الله تعالى بين الأصحاب، ولا يجوز الالتفات إلى ما يُتَكَلَّفُ في إزالة هذه الاختلافات، فإن أمثال تلك التكلفات مما لا يعجز عنها أحد من أرباب المذاهب].
فالفخر الرازي هنا يخبرنا بأنه يعلم بأن الأشعري يقول بإثبات الاستواء صفة لله تعالى وأن الأشاعرة ينفونها!!
وأئمة المذهب الجهابذة العقلاء المنزهون لم يعيروا لقول الأشعري وزناً!
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في "الإحياء" في كتاب قواعد العقائد (1/108): [الذي أريد بالاستواء إلى السماء حيث قال في القرآن {ثم استوى إلى السماء...} وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء].
وانظر الاقتصاد في الاعتقاد ص (104) بتحقيق الدكتور عادل العوا / طبع دار الأمانة / بيروت / 1969م .
وقال عضد الدين الإيجي في "المواقف" (3/144) :
[الثالثة : الاستواء . لما وصف تعالى بالاستواء في قوله { الرحمن على العرش استوى } اختلف الأصحاب فيه فقال الأكثرون هو الاستيلاء ويعود إلى القدرة].
وقال الفخر الرازي في "أساس التقديس" ص (260) من الطبعة التي بتحقيقنا:
[الدلائل العقلية القاطعة التي قدمنا ذكرها تبطل كونه تعالى مختصاً بشيء من الجهات. وإذا ثبت هذا ظهر أنه ليس المراد من الاستواء الاستقرار. فوجب أن يكون المراد هو الاستيلاء والقهر ونفاذ القدرة وجريان الأحكام الإلهية. ......فكذا ههنا المراد من الاستواء على العرش: التدبير بأمر الملك والملكوت].
وكذا قال جمهور المفسرين وأصحاب الشروح والحواشي.
والكلام في ذلك يطول، والغرض مما ذكرناه أن الأشاعرة خالفوا أبا الحسن الأشعري ولم يمشوا على طريقته الحنبلية.
الأشاعرة يخالفون الأشعري ولا يرتضون قوله:
قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm
Return to “قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد”
Jump to
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↳ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↳ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↳ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↳ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↳ شرح الحديث
- ↳ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↳ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↳ القواعد والأصول العقائدية
- ↳ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↳ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↳ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↳ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↳ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↳ السيرة النبوية
- ↳ قضايا تاريخية
- ↳ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↳ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↳ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↳ الردود على المخالفين
- ↳ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↳ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↳ القواعد الأصولية الفقهية
- ↳ مسائل فقهية عامة
- ↳ المذهب الحنفي
- ↳ المذهب المالكي
- ↳ المذهب الشافعي
- ↳ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↳ النحو والصرف
- ↳ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↳ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↳ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↳ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↳ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↳ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد