الأشاعرة يخالفون الأشعري ولا يرتضون قوله:

قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

الأشاعرة يخالفون الأشعري ولا يرتضون قوله:

Post by عود الخيزران »

الأشاعرة يخالفون الأشعري ولا يرتضون قوله:

وهذا هو عنوان محاضرة قادمة لي إن شاء الله تعالى:

قال الأشعري ص (171) من كتاب "الإبانة" من الطبعة التي بتحقيق العبد الفقير لله تعالى:
[وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية : إن معنى قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} أنه استولى وملك وقهر.. وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال أهل الحق].

قلت: هذه طريقة المجسمة من الحنابلة وغيرهم في عرض المسائل وتقريرها واعتقادها ورمي من يخالفهم في ذلك بالتجهم والاعتزال!

لكن الأشاعرة العلماء المنزهون العقلاء لم يلتفتوا إلى هذا الذي قاله أبو الحسن الأشعري ولم يعيروا له بالاً بعدما عرفوا أنه يقول بهذا وأنه ثابت عنه!

أما إثباتهم هذا الذي قاله أبو الحسن الأشعري وعلمهم بأنه يقوله وعدم تعويلهم عليه وقولهم بخلافه وبما نعت به الجهمية والمعتزلة والحرورية فإليكم بعض ذلك:

قال الفخر الرازي رحمه الله تعالى ورضي عنه في "نهاية العقول" (4/272):
[أصحابنا اختلفوا في كثير من صفات الله تعالى ولا شك أن الحق في كل مسألة منها واحد.... وزعم أبو الحسن أن الاستواء صفة قائمة بذات الله تعالى وغيره نفاها... فقد تقرّر – من مجموع ذلك – شدةُ وقوع الاختلاف في صفات الله تعالى بين الأصحاب، ولا يجوز الالتفات إلى ما يُتَكَلَّفُ في إزالة هذه الاختلافات، فإن أمثال تلك التكلفات مما لا يعجز عنها أحد من أرباب المذاهب].

فالفخر الرازي هنا يخبرنا بأنه يعلم بأن الأشعري يقول بإثبات الاستواء صفة لله تعالى وأن الأشاعرة ينفونها!!

وأئمة المذهب الجهابذة العقلاء المنزهون لم يعيروا لقول الأشعري وزناً!

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في "الإحياء" في كتاب قواعد العقائد (1/108): [الذي أريد بالاستواء إلى السماء حيث قال في القرآن {ثم استوى إلى السماء...} وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء].

وانظر الاقتصاد في الاعتقاد ص (104) بتحقيق الدكتور عادل العوا / طبع دار الأمانة / بيروت / 1969م .

وقال عضد الدين الإيجي في "المواقف" (3/144) :
[الثالثة : الاستواء . لما وصف تعالى بالاستواء في قوله { الرحمن على العرش استوى } اختلف الأصحاب فيه فقال الأكثرون هو الاستيلاء ويعود إلى القدرة].

وقال الفخر الرازي في "أساس التقديس" ص (260) من الطبعة التي بتحقيقنا:
[الدلائل العقلية القاطعة التي قدمنا ذكرها تبطل كونه تعالى مختصاً بشيء من الجهات. وإذا ثبت هذا ظهر أنه ليس المراد من الاستواء الاستقرار. فوجب أن يكون المراد هو الاستيلاء والقهر ونفاذ القدرة وجريان الأحكام الإلهية. ......فكذا ههنا المراد من الاستواء على العرش: التدبير بأمر الملك والملكوت].

وكذا قال جمهور المفسرين وأصحاب الشروح والحواشي.
والكلام في ذلك يطول، والغرض مما ذكرناه أن الأشاعرة خالفوا أبا الحسن الأشعري ولم يمشوا على طريقته الحنبلية.

Post Reply

Return to “قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد”