فهم معنى كلام من قال بالإيجاب على الله تعالى دون شغب فارغ:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

فهم معنى كلام من قال بالإيجاب على الله تعالى دون شغب فارغ:

Post by عود الخيزران »

فهم معنى كلام من قال بالإيجاب على الله تعالى دون شغب فارغ:

- عن سيدنا خباب بن الأرت قال هاجَرْنا مع رَسولِ اللَّهِ ﷺ نَبْتَغِي وجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أجْرُنا على اللَّهِ،
رواه البخاري (٤٠٤٧) و (٤٠٨٢) ومسلم (٩٤٠).

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري:
[وإطلاق الوجوب على الله بمعنى إيجابه على نفسه بوعده الصائب...].

وأصل الفكرة مقتبسة من القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه: (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين).
ومن أحاديث مثل:
حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: أدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ قائِمًا يُحَدِّثُ النّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ:
(ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ).
رواه مسلم في صحيحه (٢٣٤).

فقوله (إلا وجبت له الجنة) أي اوجب الله على نفسه ان يدخله الجنة.

وعن سيدنا معاذ بن جبل كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ ﷺ على حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ على عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ على العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ على اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا،... الحديث رواه البخاري، صحيح البخاري (٢٨٥٦) ومسلم (٣٠)

وكل هذا يدحض قول من قال من بعض العلماء والمشايخ بأنه (لا يجب لأحد على الله حق) وتشنيعهم على العدلية والمعتزلة في ذلك!

فمن الهراء قول العضد الإيجي في المواقف 494/3:
(فإن المطيع لا يستحق بطاعته ثوبا والعاصي لا يستحق بمعصيته عقابا إذ قد ثبت أنه لا يجب لأحد على الله حق).

فلا أدري اين ثبت ذلك؟! ربما في فلسفات الإغريق واليونان!!
وهذا بسبب تخريف بعضهم في رفض التحسين والتقبيح العقلي وإعراضهم عن نصوص الكتاب والسنة واقوال الصحابة الثقات رضي الله عنهم!

ومثل ما قاله العضد قول الهدهدي في حاشيته على ام البراهين للسنوسي ص (97):
(والمالك لا يجب عليه شيء لمملوكه بل يفعل به ما يشاء)!!

والله تعالى اعلم


Post Reply

Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”