احتج بعض من لا يفقه بقوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} على أن القرآن غير مخلوق!
فزعم أن الله تعالى فرَّق بين الأمر غير المخلوق والخلق المخلوق!
وزعم أيضاً أن العطف يدل على التغاير!
والجواب على ذلك من أوجه عديدة منها:
كلامه باطل لأن الله تعالى يقول {وكان أمر الله مفعولاً} الأحزاب:37. والمفعول هو المخلوق.
أن الله تعالى يقول: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث..} فبين أنه محدث مخلوق وليس قديماً.
أن العطف لا يدل دائماً على التغاير! ومن أمثلة أنه لا يدل على التغاير قوله تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال} وجبريل وميكال عليهما السلام من الملائكة مع أنهما معطوفان على الملائكة.
والله تعالى أعلم
إضافة جديدة:
كتب أحد الإخوة المعلقين هنا ما نصه:
العطف يدل على التغاير لأن جبريل غير ميكال مع أنهما من الملائكة
مثل جاء محمد وأحمد ، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
والقرآن كلام الله غير مخلوق رغم أنف المعتزلة].
هذا كلام المعلق!!
وأجبته بالتالي:
رمضان أبو أحمد
كلامنا واضح وأنت مندفع بلا مسوغ!
قلنا إن العطف لا يدل دائما على التغاير، أي أنه أحياناً يدل على التغاير وأحياناً لا!
وأتينا بمثال على ذلك وهو أن سيدنا ميكائيل وسيدنا جبريل عليهما السلام من الملائكة وعطفهما على الملائكة لم يدل على التغاير!
وقولك بأن سيدنا جبريل غير سيدنا ميكائيل فهذا محل اتفاق!
وأنت تريد أن تخلط الحابل بالنابل!
ثم إن كون الإيمان والعمل متغايران فهذه مسألة فيها خلاف! فأهل الحديث يرون أن الإيمان قول وعمل! وكثير من أهل العلم يرون أن الإيمان هو التصديق القلبي وهو مغاير للعمل بمعنى أنه شيء آخر غير العمل!
والقرآن مخلوق لقوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} وقال {إنا جعلناه قرآنا عربياً} والمجعول مخلوق! وغير المخلوق هو الواحد الأحد الفرد الصمد!
وأنت أخينا الحبيب غير فاهم للمسألة لذلك تصر على الخطأ!
فإذا أحببت التواصل معنا فإننا بخدمتك نشرح لك المسألة!
وإليك أقوال أئمة الأشاعرة القائلين بأنه مخلوق والله يهديك إلى سواء السبيل:
قال العلامة الباجوري الأشعري في "شرح الجوهرة" ص (72-73) : [ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثاً لا يجوز أن يقال: القرآن حادث إلا في مقام التعليم... فربما يتوهم من إطلاق أن القرآن حادث أن الصفة القائمة بذاته تعالى حادثة... وقد أُضيف له تعالى كلام لفظي كالقرآن، فإنه كلام الله قطعاً، بمعنى أنه خلقه في اللوح المحفوظ، فدلَّ التزاماً على أن له تعالى كلاماً نفسياً، وهذا هو المراد بقولهم: القرآن حادث ومدلوله قديم ... ] .
وقال الباجوري أيضاً ص (94): [ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق].
وقال إمام الحرمين في "الإرشاد" ص (116) : [فإن معنى قولهم ـ أي المعتزلة ـ هذه العبارات كلام الله أنها خَلْقُهُ، ونحن لا ننكر أنها خلق الله،..].
وقال القاضي الإيجي (ت756هـ) وهو من كبار الأشاعرة في كتابه "المواقف" في علم الكلام : [ اعلم أن ما يقوله المعتزلة وهو خلق الأصوات والحروف وكونها حادثة قائمة فنحن نقول به ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك، وما نقوله من كلام النفس فهم ينكرون ثبوته ولو سلَّموه لم ينفوا قدمه..].
وأزيد فأقول أيضاً:
وثبت أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى قال: (لفظي بالقرآن مخلوق). كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/191) حيث قال في ترجمة البخاري: [سمع منه أبي وأبو زُرْعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق ] . وقال الذهبي في ترجمة الكرابيسي في "السير" (12/80) : [وهو أوّل مَن فتق اللفظ ..... ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرّره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق]. وقال بذلك أيضاً مسلم صاحب الصحيح، ذكر ذلك الذهبي في ترجمة الإمام مسلم في "السير" (12/572) حيث قال: [كان مسلم بن الحجاج يُظهر القول باللفظ ولا يكتمه]. وقد قال بخلق القرآن أو بخلق اللفظ وبحدوثه ـ وكلها بمعنى واحد ـ عدد من الأئمة أيضاً كأبي ثور والكرابيسي والحارث المحاسبي وداود بن علي الظاهري ومحمد بن نصر المروزي وطبقاتهم وهذا ثابت عنهم، وحكاه عنهم ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء" ص (106).
والله تعالى أعلم.
احتج بعض من لا يفقه بقوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} على أن القرآن غير مخلوق!
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm