التنبيه على قول منسوب لإسحاق بن راهويه باطل سنداً ومتناً

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

التنبيه على قول منسوب لإسحاق بن راهويه باطل سنداً ومتناً

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

التنبيه على قول منسوب لإسحاق بن راهويه باطل سنداً ومتناً وهو:

(التشبيه أن يقول القائل: يد كيد أو سمع كسمع، وأما إذا لم يقل سمع مثل سمع أو كسمع فلا يكون تشبيهاً).
انتهى بمعناه!

هذا قول باطل مردود لأنه ليس نص الكتاب والسنة!
وصاحبه عالم غير معصوم ولا منزه عن الخطأ!
وهو غير ثابت عن قائله!
وإن ثبت عن إسحاق فإننا نرده عليه لأنه قول باطل فاسد!
فمن أثبت لله تعالى يداً أو يدين أو عيناً أو عينين أو قدما أو رِجلاً أو ضحكاً أو هرولة أو كفين وأصابع .... الخ فهو مجسم وإن نفى التجسيم والجارحة والعضو أو هو مخرف لا يدري ما يقول!

فهذا القول المنسوب لإسحاق هراء لا قيمة له عندنا البتة!
ونحن لا نأخذ ديننا من أقوال إسحاق التي يصيب ويخطىء فيها لو ثبت هذا عنه!
بل نرمي هذا القول وننبذه ولا نلتفت إليه ولا نعول عليه!

وفي التعليقات الجديدة لهذا العبد الفقير إلى الله تعالى على كتاب "العلو" للذهي قلت التالي حول هذه القضية:

أما ما يحكى عن إسحاق بن راهويه من قوله: (التشبيه أن تقول يد يد وأما إذا قال يد ولا يقول كيف ولا كيد) أو نحو هذا، فهذا لا يثبت عنه وإن ثبت فهو مردود على إسحاق! وإليك تفصيل ذلك: قال الترمذي في سننه عقب الحدبث رقم (662) وهو حديث: (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه..):

[وقال إسحق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}].

أقول: وهذا قول مردود من ابن راهويه وهو بلا إسناد، والترمذي لم يقل أخبرنا إسحاق أو سمعته أو نحو ذلك! والترمذي لم يرو في سننه عن إسحاق بن راهويه وإنما ذكر في موضع واحد (3173) الرواية عنه بواسطة وهو قوله هناك: [سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق..].

وهذا مثل قول الترمذي هناك عقب الحديث رقم (2557) في أحاديث الصفات:
[والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقل كيف.. ولا تفسر ولا تتوهم..].

وهذا لا يثبت كما بيناه في شرح الجوهرة والتعليقات على العلو وغيرهما، لأن هؤلاء ماتوا قبل ولادة الترمذي فهو لا يروي عنهم وإنما حكى قولاً يُروى عنهم دون ذكر إسناده لهم! والذين ترجموا لإسحاق وذكروه في رواة التهذيب من الكتب الستة، حكوا أن الترمذي من جملة الرواة عنه واستثنوا ابن ماجه فإن ابن ماجه لم يرو له إطلاقاً، مع أن الترمذي أيضاً لم يرو له في سننه ولا حديثاً واحداً. إلا أنه ذكره في المواضع التي ذكرتها! وبذلك يكون نقل الترمذي لكلام إسحاق بن راهويه في مسألة التشبيه واليد منقطعة الإسناد وغير ثابتة من ناحية الصناعة الحديثية! بلغوهي من باب المعلّقات!

وبعض أهل الحديث ذكر – كما في الكوكب النيرات – أن النسائي لم يرو عن ابن راهويه! وهو خطأ، بل قد روى عنه في مواضع كثيرة، نحو (348) موضعاً في سننه.

والله تعالى أعلم
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“