أحمد بن حنبل ينهى عن كتابة كتب الشافعي وكتاب الرسالة وكتب أئمة آخرين:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

أحمد بن حنبل ينهى عن كتابة كتب الشافعي وكتاب الرسالة وكتب أئمة آخرين:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

أحمد بن حنبل ينهى عن كتابة كتب الشافعي وكتاب الرسالة وكتب أئمة آخرين:

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/550):
[وسمعت أبا الطيب محمد بن أحمد بن حمدون، سمعت إبراهيم بن أبي طالب، سمعت من يسأل أحمد بن حنبل، فقال: إن أصحاب الحديث يكتبون كتب الشافعي؟فقال: لا أرى لهم ذلك، يعني: أنهم يشتغلون بذلك عن الحديث].

وفي "طبقات الحنابلة" لأبي يعلى (57/1) في ترجمة المروذي:
[قلت لأبي عبد الله: أترى يكتب الرجل كتب الشافعي؟ قال: لا، قلت: أترى أن يكتب الرسالة؟ قال: لا تسألني عن شيء محدث، قلت: كتبتها، قال: معاذ الله، وقال أحمد: لا تكتب كلام مالك، ولا سفيان ولا الشافعي، ولا إسحاق بن راهويه، ولا أبي عبيد].

ونحن لا نوافق هؤلاء على عدم كتابة كتب هؤلاء الأئمة والاستفادة منها.
20/05/2023
فهم معنى آية كريمة تذكُرُ (أهلَ البيت) واستعراضها من سياقها القرآني مع جمع ما ورد فيها في بقية كتاب الله تعالى:

قال بعض الناس:
[إن قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قالوا المراد بذلك: أزواجه فقط دون من تقولون عنهم إنهم سيدنا علي وذريته رضي الله عنهم] (!!)

وقالوا أيضاً:
[إن تغيير الخطاب في سورة الأحزاب من خطاب المؤنث إلى صيغة الجمع المذكر ليس دليلاً على دخول سيدنا علي والحسن والحسين والسيدة فاطمة رضوان الله تعالى عنهم في (أهل البيت) بدليل قول الله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} هود:73. فقد خاطب الله تعالى زوجة سيدنا إبراهيم فقط بقوله {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت} وهذا يبطل إدخالكم من تسمونهم أهل البيت (سيدنا علي والذرية) في آية الأحزاب] (!!)

وأقول مجيباً على هذا الخطأ الواضح:
الخطوة الأولى التي ينبغي أن نجيب عليها ونحررها هنا في كل هذه القضية هو الكلام في بيان أن هذا الاستدلال بآية {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) وحصره بزوجة سيدنا إبراهيم لإثبات ما يريده هذا القائل خطأ محض ويتبين من عدم صحته انهيار دعواهم بالكلية!

فأقول وبالله التوفيق:
عندما جاءت الملائكة إلى بيت سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم تبشر امرأته فقط كما يتوهم البعض! بل كانت أصل البشارة لسيدنا إبراهيم وبيان أن بيته الذي سيكون فيه أبناؤه ومنهم سيدنا إسحاق الذي هو البشارة بيت الرحمة والبركة!
الآية تقول {عليكم} ولو كانت زوجتها هي المخصوصة بذلك لقالت الآية (عليكِ)!
والدليل على ذلك سياقها!
قال تعالى:
{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ(69)فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ(70)وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ(71)قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ(72)قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(73)فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ(74)} هود:69-74.
أهل البيت المقصودين بالبركة أصلاً هنا هم: سيدنا إبراهيم وسيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب!

والذي يقطع بذلك ما قرره القرآن الكريم في نفس القصة في سورة الصافات! وهو قوله تعالى:
{سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَـــــــــــــا عَلَيْــــــــــــــــهِ وَعَلَــــــــــــى إِسْحَــــــــــــاقَ وَمِــــــــنْ ذُرِّيَّتِهِمَــــــــــــا مُحْسِـــــــنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ *} الصافات:109-113.
فتبين هنا من نص القرآن أن البركة عليه وعلى إسحاق المبشر به وصالحي ذريتهما فصح الخطاب بالجمع (عليكم أهل البيت)!
وأصل التبشير أو البشرى هي لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام! ويؤكده أيضاً قوله تعالى:
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّـــــــــــــــــرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِـــــــــــــــي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ(55)قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)} الحجر:52-56.
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} الفرقان:33.

القرآن يجب أن يفهم حسب السياق وأن تتلى الآيات أي تتابع في كل المواضع لا أن تجتزأ وتختزل ويقتنص النص بالتشهي اقتناصاً لتطويعه لأفهامنا على عكس المراد! وإنما يجب أن نطوع أفكارنا وأفهامنا للنصوص!

وختاماً قال الله تعالى:
{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} آل عمران:34.
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا..} مريم:58.

والله تعالى أعلم وهو يهدي السبيل


أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“