بيان عدم صحة حديث:(زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث):

تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم صحة حديث:(زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان عدم صحة حديث:(زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث):

وإنما يتطهر الصائم بأشياء أخرى كالتوبة والاستغفار وقراءة القرآن والصدقات الأخرى أما زكاة الفطر فهي زكاة بدن تخرج كل عام عن الأبدان وإن لم ترفث ولم تلغ كما سيأتي برهان ذلك إن شاء الله تعالى

فالمراد من هذا المقال بيان أن زكاة الفطر هي زكاة عن الأبدان، وليس لتمحو الخطايا التي تم اقترافها في الصوم! لأن الآثام التي يقترفها بالصوم يغفرها الله تعالى بالتوبة والاستغفار وبالعبادات التي يقوم بها الإنسان من القيام وقراءة القرآن بل والصدقات الأخرى من غير زكاة الفطر وغير ذلك من الطاعات والقربات.

وقد نص العلماء والفقهاء في المذاهب أن زكاة الفطر زكاة بدنية أي على بدن المسلم وعلى من يعوله ذلك المسلم، ومن ذلك: قول العلامة الحصني في "كفاية الأخيار" (1/100): [ثم الزكاة نوعان: أحدهما يتعلق بالبدن، وهي زكاة الفطر..].

أما الحديث الذي نحن بصدده فقال أبو داود في السنن (1609):
[حدثنا محمود بن خالد الدمشقي وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قالا: حدثنا مروان، قال: عبد الله: حدثنا أبو يزيد الخولاني وكان شيخ صدق، وكان ابن وهب يروي عنه، حدثنا سيار بن عبد الرحمن، قال: محمود الصدفي عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات].

ورواه غير أبي داود كلهم بنفس الإسناد! وقول الحاكم إنه على شرط البخاري ردَّه الحافظ ابن دقيق العيد فقال الحافظ ابن الملقن في البدر المنير (5/619): [واعترض الشيخ تقي الدين في "الإلمام" على الحاكم، وقال: فيما زعمه نظر؛ فإن يزيد وسياراً لم يخرج لهما البخاري].

ويتوجه النقد على هذه الرواية التي نحن بصدد كشف الحال عنها بالنقط التالية:

أولاً: هذا حديث ضعيف وإن حسنه بعض الحفاظ كما سنبين إن شاء الله تعالى في الكلام على رجال إسناده.

ثانياً: أن هذا موقوف من كلام سيدنا ابن عباس وليس من كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثالثاً: أنه اختلف الرواة في لفظه ففي لفظ آخر ليس فيه هذه الجملة! فرواه النسائي بإسناد غاية في الصحة في سننه الكبرى (2/26) فقال:
[أنبأ قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد عن أيوب عن أبي رجاء قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبركم يعني منبر البصرة يقول: (صدقة الفطر صاع من طعام التمر في زكاة الفطر)].
صحيح الإسناد.

رابعاً: أن زكاة الفطر تجب على الصبي المولود حديثاً في رمضان مع أنه لا يرفث ولا يفسق ولا يلغو. ولذلك قرر الفقهاء بأنها زكاة بدنية على بدن المسلم كل عام. ودليل ذلك:
روى أحمد (23151) قال: قال عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس قبل الفطر بيومين فقال: (أدوا صاعاً من بر أو قمح بين اثنين أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد وصغير وكبير).
وفي الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ...).
رواه البخاري (1503) ومسلم (984).
وهو في صحيح مسلم (985) عن أبي سعيد الخدري أيضاً.
وهو عند النسائي (1580) عن ابن عباس أيضاً.

أما إسناد هذا الحديث الضعيف فإليكم ذلك:
فأما (مروان بن محمد بن حسان الطاطري الدمشقي) فقد ضعفه ابن قانع وابن حزم وقال قبلهما ابن معين: لا بأس به. كما في تهذيب ابن حجر (10/86)، فهو ليس من الطبقة العليا! وله في مسلم أربعة أحاديث اثنان منها بالمتابعات أو الشواهد.

و(أبو يزيد الخولاني): وإن قال عبدالله بن عبد الرحمن: إنه شيخ صدق، إلا أنه أقرب إلى جهالة الحال على التحقيق. وأظن أنه ليس له إلا هذا الحديث

(سيار الصدفي) قال أبو حاتم عنه: (شيخ) يعني ضعيف, وقال أبو زرعة: (لا بأس به)، وهذه أوصاف من لا يحتج بحديثه.

والله تعالى أعلم.
أضف رد جديد

العودة إلى ”تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها“