مقولة مكذوبة تنسب للإمام النسائي رحمه الله تعالى في مدح معاوية:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

مقولة مكذوبة تنسب للإمام النسائي رحمه الله تعالى في مدح معاوية:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

مقولة مكذوبة تنسب للإمام النسائي رحمه الله تعالى في مدح معاوية:

قال الذهبي في "تذهيب تهذيب الكمال" (1/153) والمزي في "تهذيب الكمال" (1/339) في ترجمة الشهيد الحافظ النسائي (303هـ) رحمه الله تعالى:

[قال أبو الحسن القابسي: سمعت الحسن بن أبي هلال يقول: سئل النسائي عن معاوية، فقال: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة؛ فمن آذى الصحابة فإنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد الدخول؛ فمن أراد معاولة فإنما أراد الصحابة].

أقول: هذا نص مكذوب على الإمام النسائي وبيان ذلك في النقاط التالية:

أن ابن عساكر ذكر هذه المقولة عن النسائي في تاريخ دمشق (71/175) وكذا في "مختصر تاريخ دمشق" (3/103) لابن منظور، ولم يذكر لها إسناداً في الكتابين وإنما ساقها بصيغة التمريض فقال هناك:
[فقد روي عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه سئل عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما الإسلام كدار لها باب، ...] فذكره بلا سند وصَدَّرَهُ بقوله: (رويَ) وهي من صيغ التمريض الدالة على عدم الثبوت.

أن الحسن بن أبي هلال لم أقف له على ترجمة فهو مجهول.

أين الإسناد إلى القابسي حتى ننظر فيه؟! ولم يذكره الذهبي ولا المزي في كتابيهما! وهما شاميان من تلامذة ابن تيمية، يروجان ما فيه فضل معاوية ولو كان من الأكاذيب، والذهبي روَّج في كتابه "العلو" أحاديث وأثاراً وأقوالاً واهية ومكذوبة موضوعة لينصر عقيدته! فهذا ليس بغريب عليه!


أنه صح واشتهر عن الإمام النسائي أنه قتل في الشام لأنه أبى أن يعترف أن لمعاوية فضل، وقال: لا أعرف له إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا أشبع الله بطنه)!

قال الذهبي نفسه في "سير أعلام النبلاء" (14/133) في ترجمة الإمام النسائي:
[فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام عليٍّ كمعاوية وعمرو].

وذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/132): [أن النَّسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق؛ فسئل بها عن معاوية؟ وما جاء في فضائله؟ فقال: ألا يرضى رأساً برأس حتى يُفَضَّل؟! قال: فما زالوا يدفعون في خصيتيه حتى أُخْرِجَ من المسجد،... قال الدارقطني: خرج حاجاً فامْتُحِنَ بدمشق وأدرك الشهادة].

فقد اشتهر عند أهل العلم أن النسائي كان لا يرضى معاوية ولا يجامل في ذلك، فالظاهر أن الوضاعين انتحلوا هذا القول ونسبوه له! وإن صح عنه – مع أنه لم يصح – فقد قاله في حالة تهديد واضطرار! ولا عبرة بذلك!

وعلى كل حال فمن كان لديه علم ومعرفة في هذا من أهل العلم والمعرفة فليفدنا فنحن طلاب علم وحق.
والله تعالى أعلم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم“