بيان عدم وجود دلالة لمن يتفلسف بحديث (انزل فاجدح لنا) وهو لا يفهمه ويقول بالفطر قبل المغرب أي قبل غروب الشمس في الأفق [و

مسائل فقهية عامة
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بيان عدم وجود دلالة لمن يتفلسف بحديث (انزل فاجدح لنا) وهو لا يفهمه ويقول بالفطر قبل المغرب أي قبل غروب الشمس في الأفق [و

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بيان عدم وجود دلالة لمن يتفلسف بحديث (انزل فاجدح لنا) وهو لا يفهمه ويقول بالفطر قبل المغرب أي قبل غروب الشمس في الأفق [وقبل الأذان الصحيح المضبوط في رزنامة وزارة الأوقاف]:

ومما يستدل به الألباني أو بعض أتباعه في هذه المسألة أيضاً ما رواه البخاري (1955) ومسلم (1101) عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم:
(يا فلان قم فاجدح لنا).
فقال: يا رسول الله لو أمسيت، قال:
(انزل فاجدح لنا). – سيأتي أن معنى اجدح اطبخ –
قال: إن عليك نهاراً، قال:
(انزل فاجدح لنا) فنزل فجدح لهم ، فشرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال:
(إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم).

متى قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للرجل انزل فاجدح لنا؟!

قالها كما في نفس نص هذا الحديث: (لما غربت الشمس)!!
وليس قبل أن تغرب!!
فافهموا!!

ففي رواية صحيح مسلم (1101) وهي مبينة وكاشفة وموضحة:
[إذا غابت الشمس من ها هنا وجاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم].

وهكذا رواه أحمد 032/138) ومحمد بن نصر المروزي في السنة (121) وأبو عوانة في المستخرج على صحيح مسلم (3/175) والبيهقي في السنن الكبرى (4/216) وغيرهم.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم (7/210):
[معنى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا صياماً وكان ذلك في شهر رمضان كما صرح به في رواية يحيى بن يحيى فلما غربت الشمس أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجدح (أي بإعداد الطعام) ليفطروا فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك ..].

أقول : أولاً : حديث الآحاد هذا دليل لنا ضد ما يقول الألباني وشيعته! ولأَنْ دَلَّ على ما يقولون فهو مردود بالأدلة التي أوردناها من الكتاب والسنة! وخبر الواحد متى عارض الكتاب سقط الاستدلال به كما هو معلوم ومشهور! فكيف وما توهمه المخطئون معارض بقوله تعالى {ثم أتموا الصيام إلى الليل} ومعارض بما في صحيح مسلم (1114) من أن النبي [خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك أن بعض الناس قد صام فقال: أولئك العصاة أولئك العصاة]. !!
وقوله (ليس من البر الصيام في السفر) رواه البخاري (1946) ومسلم (1115) والنسائي (2255) وغيرهم.

فأي قضية شرعية لا تستنبط ولا تبنى على حديث واحد أو حديثين وإنما يجمع فيها كل ما ورد في تلك القضية ولا تقدم الأحاديث على الآيات فتشطب الآيات لحديث آحاد!

فالقوم المشاغبون قوم حديث (اجدح) يريدون أن يسقطوا دلالة القرآن بما يوهمه خبر الآحاد كما هو ظاهر لكل منصف تجرَّد عن العصبية والتعصب !

وأما الجَدْح: فقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (7/209):
(والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستــــــــــــــــوي).

والسويق هو الدقيق ، قال الزبيدي في (( شرح القاموس )) :
[وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو، ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير، وقال أعرابي يصفه: هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض].

فهذا كله يستلزم ناراً يجمع لها حطب، وقِدرٌ، وتحريك الدقيق بالماء، والاستواء على النار.

وكل ذلك أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدما غابت الشمس كما جاء مصرحاً به في نفس الحديث!

ومع هذا كله يقول المتمسلفون بفطر الصائم قبل وقت الأذان الشرعي المتعارف عليه بين المسلمين!!

وشيخهم ينكر التقاويم التي تصدرها وزارات الأوقاف والفلكيون ويدعو إلى الفوضى الدينية، وإلى أن لا يفطر أهل البلدة الواحدة في وقت واحد! فيدك تلك الوحدة دكاً!
وفي صحيح مسلم في حجة الوداع (1218) وفيه : (حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص).
وهذا يبين أن من لم يكن يرى الشمس حتى تتوارى بالحجاب وهو مستوى الأفق يستدل على ذلك بعلامات مثل ذهاب الصفرة..
وروى النسائي في السنن (591) بسند صحيح عن إسمعيل بن عبد الرحمن شيخ من قريش قال:
صحبت ابن عمر إلى الحمى فلما غربت الشمس هِبْتُ أن أقول له الصلاة فسار حتى ذهب بياض الأفق وفحمة العشاء ثم نزل فصلى المغرب ثلاث ركعات ثم صلى ركعتين على إثرها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل.

فتبين بهذا أن حديث الجدح ليس دليلا على إفطار الصائم قبل غياب قرص الشمس. ولو توارى عنه قرص الشمس بجبل مثلاً في جهة المغرب فلا يجوز اعتبار أن الشمس قد غابت في الأفق، فالأفق هو من يرى الشمس تغيب على سطح البحر حيث لا عوائق ولا جبال!
والله تعالى أعلم
أضف رد جديد

العودة إلى ”مسائل فقهية عامة“