مسألة: في إدعاء المخالفين أن الإفراد لا يدل على غير المفرد:

قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

مسألة: في إدعاء المخالفين أن الإفراد لا يدل على غير المفرد:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

مسألة: في إدعاء المخالفين أن الإفراد لا يدل على غير المفرد:

قال الدكتور نذير العطاونة في كتابه: ( القواعد اللغوية المبتدَعة):
المسألة الخامسة عشرة :
ادعاؤهم أن الإفراد لا يدل على غير المفرد

قال صاحب كتاب (( الرحمن على العرش استوى )) (ص59) : [ إن الملائكة تستعمل للجمع وفاعل ( يحسف ) و ( يرسل ) مفرد ، وهذا تناقض غير معقول ولا مقبول ] .
قلت : قد يطلق المفرد ويراد به المثنى حيناً والجمع حيناً آخر ، فأما إرادة المثنى فهو كقول الشاعر:
وَكَأَنَّ بالعَينِين حَبَّ قَرَنفُلٍ أَو سُنبُلاً كُحِلَت بِهِ فَاِنهَلَّتِ
فأفرد ( كحلت ) و ( انهلت ) وعبر بالإفراد بدل التثنية .
وكقول آخر:
فكأنّه لَهِقُ السُّراةِ كأنّه ما حاجبيه مُعَيَّنٌ بسوادِ
فأفرد بقوله ( معين ) ولم يستخدم التثنية ( معينان ) ، مع أن الكلام يدور على صيغة مثناة وهي ( حاجبيه ) .
وأما الإفراد وإرادة الجمع ، فمنه قول الله تعالى : { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ }(الحج/5) .
قال القرطبي في (( تفسيره )) (12/11) : [ أي أطفالاً ، فهو اسم جنس . وأيضاً فإن العرب قد تسمي الجمع باسم الواحد ، قال الشاعر :
يلحينني في حبها ويلمنني وإن العواذل ليس لي بأمير
ولم يقل أمراء ] .
وقد جاء في كتاب (( المحكم والمحيط الأعظم )) : [ وقول أبي ذؤيب:
ولو إنَّنِي استودَعْتُه الشمسَ لارْتَقَتْ إليه المَنايا عَيْنُهـا ورســولُها
أراد نفسها ، وكان يجب أن يقول : أعينها ورسلها ، لأن المنايا جمع ، فوضع الواحد موضع الجمع ] .
وقال تعالى : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}(النحل/18) .
قال القرطبي في (( تفسيره )) (1/331) : [ قال الله تعالى : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } أي نعمه ] .
وقال القرطبي أيضاً في (( تفسيره )) (10/214) : [ قوله تعالى : { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب }(الإسراء/4) ، وقرأ سعيد بن جبير وأبو العالية : { في الكتب } على لفظ الجمع ، وقد يرد لفظ الواحد ويكون معناه الجمع فتكون القراءتان بمعنى واحد ] .
ولا بد لنا أن نشير أيضاً أن هذا النمط من الكلام يدخل في باب علاقات المجاز ، إذ يعتبره أهل البيان من جنس استعمال الخاص بدل العام ، وفي ذلك يقول الشيخ عبد الله الفيضي الموصلي في (( المرقاة شرح العلاقات )) :
[ والخاص للعام كآية النسا أعني رفيقاً نافعاً عند الأسى
( و ) العاشر منها استعمال ( الخاص ) أي الاسم المخصوص في معين ( للعام ) أي في الاسم غير المختص ، وذلك ( كآبة ) أي المذكور في الآية من سورة ( النسا ) وهو قوله تعالى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } (النساء/69) ، و ( أعني ) بالمقصود من الآية لفظة ( رفيقاً ) الخاص بالموضوع للواحد ... في العام الذي هو أفراد كل نوع ] .
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ثُمَّ قالوا تُحِبُّها قُلتُ بَهراً عَدَدَ النَجمِ وَالحَصى وَالتُرابِ
والشاهد فيه قول الشاعر : ( النجم ) ، وأراد به النجوم .
قال المبرد في كتابه (( الكامل في اللغة والأدب )) :
[ وقوله : عدد النجم والحصى والترابِ
فيه قولان : أحدهما أنه أراد بالنجم : النجوم ، ووضع الواحد في موضع الجمع ، لأنه للجنس ، كما تقول : أهلك الناس الدرهم والدينارُ ، وقد كثرتِ الشاةَ والبعيرُ ، وكما قال الله تعالى : { إن الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ }(العصر/2-3) ... ] .

أضف رد جديد

العودة إلى ”قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد“