مسألة: إبطال زعم ابن القيم أن تعدية الفعل بالباء يستلزم المباشرة

قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

مسألة: إبطال زعم ابن القيم أن تعدية الفعل بالباء يستلزم المباشرة

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

مسألة: إبطال زعم ابن القيم
أن تعدية الفعل بالباء يستلزم المباشرة

قال الدكتور نذير العطاونة في كتابه: ( القواعد اللغوية المبتدَعة):
المسألة الثالثة و العشرون :
إبطال زعم ابن القيم
أن تعدية الفعل بالباء يستلزم المباشرة


زعم ابن القيم أن ما أضيف من الأفعال إلى لفظ ( اليد ) المُعدّى بحرف الجر ( الباء ) ، يفيد مباشرة ذلك الفعل باليد !! وابن القيم يهدف من ذلك إبطال تأويل اليد بالقدرة ، وإثبات يد حقيقية لله تعالى باشر بها خلق سيدنا آدم ، واحتجّ بقوله تعالى : { يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } (ص/75) .
قال ابن القيم في (( الصواعق المرسلة )) (1/270) : [ وأما إذا أضيف إليه الفعل ثم عدي بالباء إلى يده مفردة أو مثناة فهو ما باشرته يده ، ولهذا قال عبد الله بن عمر : (( إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثاً خلق آدم بيده ، وغرس جنة الفردوس بيده ، وذكر الثالثة )) ، فلو كانت اليد هي القدرة لم يكن لها اختصاص بذلك ولا كانت لآدم فضيلة بذلك على شيء مما خلق بالقدرة] .
ونقول : من تتبع شعر العرب وكلامهم ، ومن ثم استقصى مؤلفات أهل اللغة ، تيقن بطلان هذه القاعدة ، واستشف مآرب ابن القيم من دعاوى كهذه !!!
قال الشاعر:
يا طَلْعَةً طَلَعَ الحِمَامُ عَلَيها وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْها
قال ابن حمدون في (( التذكرة الحمدونية )) : [ وقد رويت هذه الأبيات لفتى من غطفان يقال له : السليك بن مجمع ، وكان من الفرسان ، وكان مطلوباً بدماء ، وكان يخطب بنت عم له يهواها ، فيمنعها أبوها ثم زوجها خوفاً منه ، فدخل بها في دار أبيها ثم نقلها بعد أسبوع إلى عشيرته ، فلقيه من بني فزارة ثلاثون فارساً كلهم يطالبه بذَحْل، فحلقوا عليه ، وقاتلهم فقتل منهم عدداً ، وأثخن بالجراح حتى أيقن بالموت ، فعاد إليها وقال : ما أسمح بك نفساً لهؤلاء ، وإني أحب أن أقدمك قبلي ، قالت : افعل ، فلو لم تفعله أنت لفعلته أنا بعدك ، فضربها بسيفه حتى
قتلها ، وقال هذه الأبيات، ثم عمد إليها وتمرغ في دمها ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل ، وحفظت فزارة الأبيات فنقلوها ] .
فهنا نرى أن الشاعر هو من باشر قتلها ، ووصف الردى أنه جُني بيديها أي هي سببته لنفسها ، ولم تباشره بيديها !!!
وقال الفرزدق :
لا يُلْقِيَنْ بيديه الدهرَ ذو حسب يَرجو الفداءَ إذا ما رمحه انكسرا
فإلقاء الدهر مجاز ، لا يمكن مباشرته باليد !!
وقال الفرزدق أيضاً :
سَما بِيَدَيهِ لِلمَعالي فَنالَها وَغالَت رِجالاً دونَ ذاكَ الغَوائِلُ
وهل ارتقاء المعالي يكون حقيقة بمباشرته باليد !!! أم ذلك كناية عن جده واجتهاده بنفسه لا اعتماداً على غيره !!! فكم من معالي نالها صاحبها بلسانه ورأيه لا بيده !! والمقام في هذا يطول والشواهد فيه كثيرة .


أضف رد جديد

العودة إلى ”قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد“